غضب في أعماق المحيط .. سمكة الفقاعة تكشف المستور…صور
تتعرض البيئة البحرية عموماً لمخاطر التغير المناخي، فماذا عن سمكة الفقاعة التي تعيش على عمق يتراوح ما بين 500 و1200 متر؟
ففي مكان ما، في أعماق المحيطات تعيش سمكة رأسها كروي، وجلدها مرن، تبدو حزينة، ويصفها بعض الناس بأنها أقبح الأسماك، بسبب شكلها الغريب والمميز، تتحمل ظروفا صعبة من الضغط، لكنها تكيّفت مع هذا الوضع، كما أنها كسولة، لا تحب السعي بحثاً عن غذائها، وتأكل ما يمر أمامها من القشريات الصغيرة أو الحلزونات البحرية، وعُثر على أول عينة منها في عام 1983، قبالة ساحل نيوزيلندا. تُعرف هذه السمكة باسم "سمكة الفقاعة". وعادةً ما يصل طولها إلى 30 سم، ويقل وزنها عن 2 كيلوغرام.
كحال بقية الكائنات البحرية التي تعاني تغيرات في البيئة المحيطة، يؤثر التغير المناخي بشكل غير مباشر على حياة السمكة الفقاعة.
تعمل المحيطات كماصات لغاز ثاني أكسيد الكربون، ما يقلل من وطأة التغير المناخي، لكن في المقابل يتسبب ثاني أكسيد الكربون في نقص الأس الهيدروجيني (pH)، وبالتالي زيادة درجة حمضية مياه المحيط، وهذا يؤذي السمكة الفقاعة والأحياء البحرية عموماً التي اعتادت على درجة معينة من الحمضية في وسطها.
يتسبب الاحترار العالمي في رفع درجات الحرارة في المحيطات، ومن المعروف أنّ سمكة الفقاعة قد تكيفت للعيش في أعماق سحيقة، حيث البرودة، لكن مع ذلك قد تتأثر هذه الأعماق التي اعتادت عليها بالزيادات في درجات الحرارة، خاصة مع هبوب تيارات المياه الدافئة، ما قد يجعلها عرضة للتحرك إلى أعماق أبعد أكثر برودة.
لأنها سمكة كسولة تتناول الكائنات البحرية الصغيرة التي تمر أمامها مثل القشريات، فقد يكون غذاؤها في خطر، خاصة أنّ القشريات عموماً حساسة للتغيرات المناخية، وتتأثر سلوكياتها واستجابتها الفسيولوجية، وهذا ما كشفت عنه دراسة منشورة في دورية «إنفيرونمنتال إيفدنس» (Environmental Evidence) في مارس/آذار 2022.
يُشكل الإنسان تهديدا كبيرا على سمكة الفقاعة، بسبب دخولها في شبكات الصيد عن طريق الخطأ، وهي ليست من الأسماك التي يقصدها الإنسان من أجل الغذاء، ما يعني أنّ حياتها تذهب هباءً، بالإضافة إلى إلقاء المواد البلاستيكية الملوثة للمحيطات، ما يُسبب ضرراً لها، ويهدد بقاءها.
يظن بعض الناس أنّ سمكة الفقاعة ليست ضرورية، ولا يؤثر وجودها من عدمها على النظام البيئي شيئاً، لكن اتضح أنّ غيابها سيترك فجوة كبيرة في النظام الغذائي، فوجودها يساعد في تخليص المياه من الكميات الكبيرة من الرخويات التي تتغذى عليها، وإذا زادت أعداد الرخويات فهذا يعني انقراض كل الكائنات البحرية التي تحتها في الشبكة الغذائية، وقد يمتد الأمر إلى الإنسان، خاصة أنّ هذه الرخويات سامة للإنسان، لأنها تتغذى على بعض أنواع الطحالب السامة، لذلك وجب الحفاظ عليها.