الجارديان تسلط الضوء على القنابل عنقودية وتأثيرها على المدنيين

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على القنابل العنقودية، ومدى تأثيرها، وخطورتها على المدنيين، ولماذا ترفضها منظمات حقوق الإنسان. وأشارت إلى أنها قنبلة تتكون من حاوية تفتح في الهواء، وتنثر أعدادًا من القنابل الصغيرة، أو الذخائر الصغيرة المتفجرة، على مساحة واسعة، لافتة إلى تصميم هذه القنابل الصغيرة للقضاء على الدبابات والمعدات، وكذلك القوات، وضرب أهداف عدة في الوقت نفسه.

وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يمكن تسليم هذه الذخائر بالطائرات والمدفعية والصواريخ.

وقد صُممت هذه القنابل الصغيرة لتنفجر عند اصطدامها بالأرض، ما يزيد احتمالات وقوع قتلى ومصابين بين المدنيين.أما الضرر الأهم الذي تسببه هذه القنابل فهو أن كثيرًا منها لا ينفجر عند الاصطدام، لتُشكل تهديدًا لفترات أطول.ووفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن ما يصل إلى 40% من القنابل الصغيرة لم تنفجر في بعض النزاعات الأخيرة.

نتيجة لذلك، تشكل القنابل العنقودية، مثل الألغام الأرضية، خطرًا على المدنيين بعد فترة طويلة من استخدامها، إذ يمكن لهذه الذخائر غير المنفجرة أن تقتل وتشوه المدنيين، بعد سنوات أو حتى عقود من إطلاقها.

وحسب الصحيفة البريطانية، تطلق هذه الذخائر بالأسلحة المدفعية عينها، التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا، مثل مدافع هاوتزر.

وذكرت أن نوع الذخيرة العنقودية، التي تخطط الولايات المتحدة لإرسالها، يعتمد على قذيفة من عيار 155 مليمترًا، وهي قيد الاستخدام على نطاق واسع عبر ساحة المعركة.

ومن المرجح أن تثير هذه الخطوة غضب بعض حلفاء واشنطن والجماعات الإنسانية، الذين يعارضون استخدام القنابل العنقودية.وتقول جماعات حقوق الإنسان، إن استخدام القنابل العنقودية في المناطق المأهولة بالسكان، يُعد انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، لأنها تسبب دمارًا عشوائيًا.

وأشاروا إلى أن 60% من ضحايا القنابل العنقودية، أصيبوا أثناء قيامهم بأنشطة يومية عادية، ثلثهم من الأطفال.

وذكرت الصحيفة البريطانية، أن أكثر من 120 دولة وقَّعت اتفاقية الذخائر العنقودية، التي تحظر استخدام الأسلحة وإنتاجها ونقلها وتخزينها، بينما رفضت روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة توقيع المعاهدة.

ووفقًا لتحالف الذخائر العنقودية، فإنه منذ اعتماد الاتفاقية عام 2008 دُمر 99% من المخزونات العالمية

ووفقًا لوكالة رويترز، فقد استُخدمت هذه الأسلحة، لأول مرة في الحرب العالمية الثانية، ثمّ استخدمتها 15 دولة على الأقل خلال السنوات التي تلت ذلك، ومن هذه الدول، إريتريا وإثيوبيا وفرنسا وإسرائيل والمغرب وهولندا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة.

فقد أسقطت الولايات المتحدة نحو 260 مليون ذخيرة عنقودية في لاوس بين عامي 1964 و1973. وحتى الآن، جرى تطهير أقل من 400 ألف -أو 0.47%- فقط، بينما قُتل ما لا يقل عن 11 ألف شخص.

أما القوات الروسية فقد استخدمت الذخائر العنقودية في مناطق مأهولة بالسكان في أوكرانيا، وفقًا لبحث صحيفة الغارديان، ما أدى إلى قتل عشرات المدنيين.

وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، استخدمتها أوكرانيا أيضًا في جهود استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا.

وأوضحت "الجارديان" أن كييف تضغط للحصول على القنابل العنقودية، بحجة أنها ستساعد في هجومها المضاد، من خلال السماح لقواتها باستهداف المواقع الروسية المتحصنة، والتغلب على عيوبها في القوة البشرية والمدفعية.

وحسب الصحيفة، فإنه حتى وقت قريب ، قاومت واشنطن دعوات كييف بشأن هذه الأسلحة لأنها غير ضرورية، لكن المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى تحول، إذ قال مسؤول كبير في "البنتاجون الشهر الماضي إن الجيش الأمريكي يعتقد أن الذخائر العنقودية ستكون مفيدة، خاصة ضد المواقع الروسية المتحصنة.

لكن الجماعات الحقوقية دعت روسيا وأوكرانيا إلى التوقف عن استخدام القنابل العنقودية، وحثت الولايات المتحدة على عدم تزويد كييف بالذخائر العشوائية بطبيعتها.

وقالت ماري ويرهام، مديرة قسم الأسلحة بالإنابة في "هيومن رايتس ووتش": تقتل الذخائر العنقودية التي تستخدمها روسيا وأوكرانيا المدنيين، وستستمر في ذلك سنوات عدة، مضيفةيجب على الجانبين التوقف عن استخدامها على الفور وعدم محاولة الحصول على مزيد من هذه الأسلحة العشوائية.

وزعم المسؤولون الأمريكيون أن أي ذخيرة تقدم لأوكرانيا سيكون لها معدل تفجير منخفض، ما يعني أنه سيكون هناك عدد أقل بكثير من الطلقات غير المنفجرة، التي يمكن أن تؤدي إلى وفيات غير مقصودة من المدنيين.

وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، الجنرال بات رايدر، مشيرًا إلى أن إدارة بايدن تبحث إرسال الذخائر المحسنة إلى أوكرانيا، لكن فقط التي تقل معدلات الفشل فيها عن 2.35%.

وأوضح أن "البنتاجون" لديه أنواع عدة من الذخائر، و"تلك التي نفكر في توفيرها لن تشمل الأنواع القديمة ذات المعدلات غير المنفجرة التي تزيد على 2.35%".

ونقلت "رويترز" عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين اشترطوا عدم كشف هوياتهم قولهم: بموجب حزمة المساعدات المقررة، التي من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار، ستتلقى أوكرانيا أيضًا ذخيرة لأنظمة هيمارس الصاروخية، ومركبات مثل مدرعات برادلي القتالية، وناقلات جنود مدرعة من طراز سترايكر.