بعد تفتت «فاجنر».. هل تتجه روسيا لتجنيد جنود من كوبا؟
ذكرت مجلة ذي ناشيونال انترست أن تمرد مجموعة فاجنر الدراماتيكي الفاشل، أظهر خبايا ربما كان الكرملين يضعها في الاعتبار، وهو أن المجموعة، بمن في ذلك زعيمها، يفغيني بريغوجين، ستتسبب في أزمة كبيرة لروسيا يوماً ما، خاصة على الجبهة الأوكرانية.
لكن بالمقابل، كانت "فاجنر" الأنسب لموسكو، فمقاتلوها الذين حصلوا على تدريب قليل، كانوا وقود الحرب، إذ سقط منهم المئات وأغلبيتهم متعهدي إجرام، جندهم قائد المجموعة من السجون الروسية.
في الوقت الذي تفتتت قوة "فاجنر" وسط مخاوف من تأليب الرأي المحلي الروسي ضد بوتين، حال سقوط مكثف لأبنائهم على جبهات القتال، اتجهت أنظار الكرملين إلى حل ربما تكون تكلفته باهظة.
وكشفت تقارير، عن لجوء الكرملين إلى تجنيد مقاتلين من كوبا مقابل ألفي دولار للمقاتل شهريًا، بحسب اتفاق وقَّعته موسكو مع كوبا.
وذكرت، أن روسيا ستدفع لكل جندي 2000 دولار شهريًا، لكن الحكومة الكوبية ستأخذ 75 إلى 95 في المئة من هذا الدخل، وفق مؤسسة الدفاع عن السجناء غير الحكومية، التي تتخذ من مدريد مقرًا لها.
وادعت المؤسسة في تقرير أن هؤلاء الجنود ليس لديهم خيار سوى الانضمام إلى القوات الروسية، وإلا فإنهم سيتعرضون للانتقام والعقاب.
وبحسب المؤسسة، فإن الحكومتين الروسية والكوبية وقَّعتا اتفاقًا، ترسل الأخيرة بمقتضاه مساجين، للمشاركة في الحرب بأوكرانيا.
وذكرت المجلة أن هذه ليست المرة الأولى التي يُنشر فيها جنود كوبيون للقتال خارج حدود بلادهم بهذه الطريقة، إذ شاركوا في حروب بأنغولا وإثيوبيا والكونغو والجزائر والعراق وسوريا، وأكدت أنه في إفريقيا وحدها، خسرت كوبا 5000 جندي.
وأوضحت الصحيفة أنه من المنطقي أن تكون الخسائر الكوبية أعلى بكثير في الحرب الحالية، حيث من المحتمل أن يكون لهم وضع سجناء "فاغنر" المجندين.
وأشارت إلى أن الحكومة الكوبية ستستفيد اقتصاديًا من هذه الصفقة، وكذلك روسيا التي رغم خسارتها للمال ستبدأ تقليل اعتمادها على "فاجنر"، التي أحدث تمرد قائدها هزة سياسية كبيرة في أنحاء البلاد.
ورأت المجلة أن بوتين سوف يحاول عرض اتفاقات مماثلة، على رئيسي فنزويلا ونيكاراجوا، لتجنيد مزيد من أبناء شعوبهم، للقتال مع روسيا.
وتوقعت المجلة الأمريكية، أن يؤدي هذا الاتفاق إلى تعزيز التحالف بين روسيا وأنظمة أمريكا اللاتينية اليسارية، مثل فنزويلا نيكولاس مادورو، ونيكاراغوا دانييل أورتيغا، وكوبا دياز كانيل، وهي ذاتها التي دعمت بوتين أثناء تمرد "فاغنر".
وتطرقت "ذي ناشيونال إنترست" إلى تحالف استراتيجي بين روسيا ونظم الحكم اليسارية في أمريكا اللاتينية، حيث أرسلت موسكو معدات عسكرية وقوات، بما في ذلك أفراد من "فاغنر"، وكذلك نظم دفاع جوي إس300، وقاذفات قنابل نووية طراز توبولوف تي يو 160، إلى فنزويلا ونيكاراجوا، بخلاف مئات المستشارين العسكريين.
وفي نيكاراجوا سمح دانيال أورتيجا لما بين 180 و230 من الجنود الروس، والطائرات والسفن والأسلحة الروسية بالعمل على أراضيها.
ورأت الصحيفة أن لجوء بوتين إلى هذه الخطة، بتجنيد الكوبيين، تشير إلى إطالة أمد الحرب وتضاغف أعداد القتلى.
ولفتت إلى احتمال لجوء عديد من بلدان أمريكا الجنوبية القريبة إلى روسيا، للتضحية بأبنائهم في حرب لا تعنيهم.