سور وآيات لاجابة الدعاء المستحيل
كيف يستجاب الدعاء المستحيل على العبد المسلم أن يوقن أنه لا شيء مستحيل، وعليه أن يرفع يده لله ويوقن أن دعائه مستجاب، والدعاء هو علافة خاصة بين العبد وربه لا يسمع همسه ولا كلماته سوى الله- عز وجل-، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: من كانت له حاجة إلى الله- تعالى-، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثمّ ليصلّ ركعتين، ثمّ ليثن على الله- عزّ وجلّ-، وليصلّ على النّبي- صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كلّ برّ، والسّلامة من كلّ إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرّجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الرّاحمين.
كيف يستجاب الدعاء المستحيل .. هناك علامات لاستجابة الدعاء المستحيل يمكن الأخذ بها وهو أن العبد عليه أن يشعر بصفاء القلب وراحة النفس والطمأنينة، ويبكي ويلح في دعائه ويتضرع إلى الله عز وجل، وأن يشعر العبد المسلم بالهدوء والسكون بعد استجابة الدعاء، لأن هموم المؤمن ثم لجأ إلى الله- سبحانه وتعالى- في حلها، هنا سيشعر المؤمن بأن الله سوف يجيب دعائه حتى وإن تأخر ذلك فيشرع باليقين الحقيقي عند إجابة الدعاء.
ولاستجابة الدعاء يجب الحرص على أمور قالها المناوي رحمه الله: إذا تمنى أحدكم خيرًا من خير الدارين فلْيكثر الأماني فإنما يسأل ربه الذي رباه وأنعم عليه وأحسن إليه فليعظم الرغبة ويوّسع المسألة فينبغي للسائل الإكثار ولا يختصر ولا يقتصر فإن خزائن الجود سحّاء ليلًا ونهارًا ولا يفني عطاؤه- عز وجل-، الأولى أن يكون عبادة يثاب عليها الداعي؛ كسؤال الله الإعانةَ والمغفرة، ونحوهما، الثانية أن يكون مسألة تقضى به حاجته، ويكون مضرة عليه تنقص به درجته، ويقضي الله حاجته، ويعاقبه على ما أضاع من حقوقه وتجاوَز حدودَه.
كيف يستجاب الدعاء هناك شروط وأمور على المسلم الانتباه إليها قبل الدعاء أهمها الإخلاص لله عز وجل واستحضار النية، وأن يقوي صلته بالله ويتوكل عليه في كل شيء ويوقن أن الله سيستجيب له وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ، ليس له وقتا محددا لكن في أي وقت يجوز للمسلم أن يدعوا لكن عليه أن يستغل أوقات استجابة الدعاء كالسجود ويوم عرفة والثلث الأخير من الليل.
كيف يستجاب الدعاء فورًا ورد في حديث شريف أهمية الذكر وأن يكون المسلم حريص على ذكر الله عز وجل والدليل في هذا الحديث عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأرضاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عن أبي هريرة- رضي الله عنه-، عن النبي- صلّى الله عليه وسلّم-، قال: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، قال: قال ربكم -عز وجل- عبدي ترك شهوته وطعامه وشرابه ابتغاء مرضاتي، والصوم لي وأنا أجزي به، ومن ذلك أيضاً ذكر الله- تعالى- في كل وقت وحين، والإكثار من الأعمال المحببة والصالحة الدعاء بالأوقات المستحبة التوبة لله- عزّ وجل-، ورفع الظلم الواقع عن المظلومين وعلى المسلم الثقة في أن كلماته ودعواته لله عز وجل مستجابة ويبدأ دعائه بالثناء على الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم وأن ينهيَه به فيحمد الله تعالى، ويثني عليه بِما هو أهله، ويحرص على أن يكون خاشعاً لله ومُتضرعاً له أثناء دعائه، ثمّ يُصلّي على النبيّ؛ فالصلاة على النبيّ دعاء مُستجاب، ثمّ يدعو المسلم بعدها بِما شاء.
سور لاستجابة الدعاء الكثير من العلماء والمشايخ خاصة شيوخ الصوفية قال إن قراءة سورة يس 7 مرات تجعل الدعاء مُستجابًا، هذا الكلام لم يرد عليه دليلٌ شرعي، وإنما من الأمور المُجربة سورة يس تكون سببا في قضاء الحوائج هو موضوع مجرب لكن ان تقرأها بنية قضاء حاجة معينة وتتوسل بالقرآن الكريم الى الله عزو وجل . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ بِهَا».
ومن علامات الاستجابة في القران الكريم قال تعالى وَنُوحًا إِذْ نادى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) آية رقم 76 وقال تعالى (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وذكرى لِلْعَابِدِينَ) آية رقم 84. سيدنا يونس عليه السلام (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وكذلك نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) آية رقم 88 موضع في ذكر زكريا عليه السلام (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يحيى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ).
تحرّي المواطن التي يستجيب الله فيها الدعاء كالسجود وببن الآذان والإقامة وأثناء السجود والثلث الأخير من الليل، ومن ذلك ما أخبر به الله -تعالى- عن استجابته لدعاء زكريا عليه السلام، فقال: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ*فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ). الدعاء بأسماء الله الحُسنى ، وأن يكون المسلم على يقين تام بأن الله تعالى سيستجيب الدعاء، وألا يترك المسلم الفروض الأساسية ويتشغل بالدعاء والدعاء بالأدعية التي جاءت عن الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم. التوسّل لله- تعالى- خلال دعاء، والدعاء باستخدام أحد أسماء الله تعالى، أو صفاته. الدعاء باستخدام الأدعية التي جاءت على لسان الرسل والصالحون، وعلى المسلم إن يتوب الى الله من كل المعاصي والرجوع الى الله- تعالى-، فإن اكثر أولئك الذي يشكون من عدم إجابة الدعاء آفتهم المعاصي فهي خلف من كل مصيبة وعلى المسلم التوسّل لله تعالى بصالح الأعمال التذلّل والاعتراف بالذنب الذي يرتكبه العبد، ورجاء العبد إجابة الدعاء بالرغم من تقصيره.
وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح، قال بعض السلف: لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي وعلى المسلم أن يحسن الظن بالله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه أخرجه الترمذي ، وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرن رواه البخاري ، ومسلم، وعلى المسلم أن يحرص على اللقمة الحلال فلا تدخل بطنك حراما فإنه إذا اتصف العبد بذلك لمس اثر الإجابة في دعائه ووجد اثارا طيبة لذلك وعن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله حي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين".