معركة أردوغان وكيليجدار .. من يحسم الانتخابات التركية
تشهد تركيا، غدًا الأحد، بدء الانتخابات العامة، والتي ستقرر ما إذا كان الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان سيحتفظ بمقعده، أمام منافسه الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو، زعيم المعارضة.
وحسب تقرير لموقع "جريك ريبورتر"، يعتبر المعلقون السياسيون انتخابات عام 2023 بمثابة اختبار كبير لسلطة أردوغان لم يواجهه بعد.
وسيكون لنتائج الانتخابات في تركيا عواقب دولية واسعة النطاق أيضًا، ليس بالنسبة لليونان التي لديها مخاوف بشأن طموحات تركيا في بحر إيجة، لكن سيراقب أعضاء آخرون في حلف الناتو الانتخابات عن كثب، بالنظر إلى دور أنقرة في بعض الأحيان داخل الحلف.
ومن المقرر أن يصوت المواطنون الأتراك لكل من الرئيس والبرلمان، اللذين سيخدمان لمدة خمس سنوات.
وفي الانتخابات الرئاسية، فلكي يصبح المرشح رئيسًا في الجولة الأولى من التصويت، يجب أن يحصل على أكثر من 50٪ من الأصوات المدلى بها، وفي حال لم يحقق أي مرشح ذلك، ستجرى جولة ثانية من التصويت في 28 مايو الجاري.
وبشأن الانتخابات البرلمانية، سينتخب الناخبون الأتراك 600 عضو في البرلمان في 87 دائرة، حيث يتم اختيار الأفراد من خلال نظام التمثيل النسبي الذي يتضمن قوائم حزبية.
وتتم مراقبة العملية عادة من قبل مئات الآلاف من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد، كما يرسل كل طرف مراقبين.
ويعتبر اللاعبون الرئيسيون في انتخابات هذا العام هم حزب التحالف الشعبي الحاكم وتحالف الأمة في المعارضة.
يتألف التحالف الشعبي من حزب العدالة والتنمية التابع لأردوغان، وحزب الحركة القومية اليميني المتطرف، وحزب الوحدة العظمى الإسلامي والقومي المتطرف، وحزب الرفاه الإسلامي الجديد.
أما حزب الأمة فيتألف من أحزاب المعارضة الرئيسية وهي: حزب الشعب الجمهوري، الحزب الجيد، حزب السعادة، حزب المستقبل، حزب التقدم والديمقراطية والحزب الديمقراطي.
وبشأن استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات في تركيا، فقد يكون أردوغان والتحالف الحاكم في وضع حرج وفقًا لبعض استطلاعات الرأي، ففي الجولة الأولى من استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أشار 46٪ من المشاركين إلى أنهم سيصوتون لأردوغان، بينما قال 50٪ إنهم سيصوتون لمنافسه كيليجدار أوغلو.
أما في الجولة الثانية من الاستطلاع، تقلص تقدم كيليجدار أوغلو، حيث تقدم أردوغان بنسبة 49٪ من الأصوات الداعمة له.
وفي الفترة التي تسبق الانتخابات التركية، أشار المحللون إلى مجموعة من التحديات التي تواجه أردوغان، منها أزمة الاقتصاد التركي منذ عام 2018، والذي يشهد ارتفاع معدلات التضخم وانهيار العملة، علاوة على ذلك، التداعيات السياسية للزلازل التي ضربت تركيا في فبراير الماضي، والتي أثرت على 11 مقاطعة.
ووفقًا لتحليل البيانات الرسمية لصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، يعيش ما يقرب من سدس الناخبين بتركيا في المناطق المتضررة من الزلازل، وبالتالي فإن تعامل الحكومة مع الكارثة الطبيعية يمكن أن يكون حاسمًا في تحديد نتائج الانتخابات في تركيا.
كما هناك أيضًا مخاوف من أن الأشخاص الذين نزحوا بسبب الزلازل في تركيا سيواجهون صعوبة في التصويت في الانتخابات المقبلة.
ستؤدي نتائج الانتخابات إلى عواقب بعيدة المدى تتجاوز تركيا نفسها. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الأهمية الجيوستراتيجية لتركيا التي تقع بين أوروبا وآسيا.
ربما يكون موقع تركيا داخل الناتو هو الأكثر غموضًا داخل الحلف، حيث أحبطت أنقرة مرارًا أعضاء آخرين في الحلف بمواقفها، مثل قرار شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي الصنع S-400 أو إحجامها عن قبول السويد وفنلندا في الناتو.
لذلك السؤال الذي يطرح نفسه، هل سيتغير الموقف الاستراتيجي لتركيا بشكل كبير بعد الانتخابات؟، وفقًا للموقع اليوناني.
ولفت إلى أن كيليجدار أوغلو قدم مبادرات تجاه كل من الناتو والاتحاد الأوروبي، قائلاً إنه سينفذ إجراءات معينة لتحسين العلاقات إذا فاز في الانتخابات.
وفيما يتعلق بمسألة علاقات تركيا مع روسيا، أشار كيليجدار أوغلو أيضًا إلى أنه سيتبنى موقفًا أكثر تأييدًا للغرب، قائلاً إن تركيا لن تساعد روسيا بعد الآن في تفادي العقوبات.
ومع ذلك، شكك بعض المحللين في فكرة أن الهزيمة الانتخابية لأردوغان ستؤدي إلى تغييرات كبيرة في الموقف الاستراتيجي لأنقرة.
أما بشأن علاقة تركيا واليونان والتي شابتها حالة من التوتر، إلا أن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قال في وقت سابق، إنه سيمد "يد الصداقة" للفائز في الانتخابات المقبلة في تركيا، فيما أكد أردوغان أن الانتخابات العامة تركيا ستمثل "بداية حقبة جديدة" بين البلدين.
وقال ميتسوتاكيس: "آمل أن تعيد الحكومة التركية القادمة النظر بشكل عام في نهجها تجاه الغرب، وليس فقط تجاه اليونان، وتجاه أوروبا، وتجاه الناتو والولايات المتحدة".