الريغاليا والأمبولة.. قطع عمرها 1000 عام تستخدم بتتويج الملك تشارلز
يتوج اليوم السبت، الملك تشارلز الثالث ملكا على المملكة المتحدة البريطانية في حفل هو الأضخم في تاريخ المملكة ومنذ أكثر من 1000 عام.
ومن اللافت في الحفل وجود قطع أثرية قديمة لا تزال تستخدم حتي الآن في مراسم تتويج الملك، وهي قطع أثرية يزيد عمرها عن مئات الأعوام وكانت تستخدم عند تتويج الملوك القدامي.
وفي التقرير التالي سنعرض أهم القطع الأثرية التي ستستخدم في مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث.
تعتبر الريغاليا هي رمز إلى جوانب مختلفة من مسؤوليات الملك ومنصبه وهي الرموز الملكية مثل التاج والكرة الذهبية والصولجانات، كما تعتبر المملكة المتحدة هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تستخدم الريغاليا خلال مراسم التتويج.
وسوف يقدَم إلى الملك تشارلز الكرة الذهبية الملكية والصولجان الذهبي الملكي ذو الصليب والصولجان الذهبي الملكي ذو الحمامة وغيرهما من الرموز الملكية في مراحل مهمة خلال الاحتفال.
كما سيقدم إلى زوجة الملك، الملكة كاميلا، عصا الملكة القرينة ذات الحمامة وعصا الملكة القرينة ذات الصليب، محاكاة لصولجاني الملك.
ومن ضمن القطع الأثرية التي تستخدم في التتويج، هو كرسي الملك إدوارد أو كرسي القديس إدوارد، هو أقدم قطعة أثاث لا تزال تستخدم لغرضها الأساسي في المملكة المتحدة، وقد تُوج على ذلك الكرسي 26 ملكا.
وصنع الكرسي بناء على أوامر الملك إدوارد الأول ملك إنجلترا لكي يوضع به "حجر القدر" الذي أُخذ من مكان بالقرب من بلدة سكون الاسكتلندية.
وأثناء مراسم التتويج، سوف يوضع الكرسي المصنوع من خشب البلوط (السنديان) في منتصف الأرضية التاريخية المصنوعة من الفسيفساء التي تعود إلى العصور الوسطى ويطلق عليها اسم "الرصيف الكوزماتي"، في مقابل مذبح الكنيسة الأعلى، تأكيدا على الطبيعة الدينية للاحتفال.
يعتبر حجر القدر هو رمز عتيق للملكية الاسكتلندية، ويعرف بحجر سكون أو التتويج، وكانت قد استخدمته اسكتلندا لقرون في مراسم تتويج الخاصة للملوك.
ويتكون حجر القدر التاريخي من ترسبات الحجر الرملي الأحمر، ويتخذ شكل الكتلة المستطيلة ويزن نحو 152 كيلوجراماً.
وكان يعتبر الحجر رمزا للملكية بإسكتلندا عبر القرون، ولكنه نقل إلى كنيسة ويستمنستر آبي بعد استيلاء القوات الإنجليزية عليه في عهد الملك إدوارد الأول في عام 1296.
وكان قد أعيد حجر القدر أو السكون إلى اسكتلندا في عام 1996، ولكن من المقرر أن ينقل إلى لندن لاستخدامه خلال الاحتفالات.
تضع في القارورة الذهبية أو الأمبولة الذيت الذي يدهن به الملك أثناء تتويجه، حيث يصب كبير الأساقفة زيتا خاصا في ملعقة التتويج ويمسح به رأس الملك وصدره ويديه بعلامة الصليب.
وصنعت "الأمبولة" لاستخدامها أثناء تتويج الملك تشارلز الثاني، لكن الشكل الذي صنعت به يعود إلى عصور سابقة، ويرتبط بالأسطورة التي تقول إن مريم العذراء تجلت للقديس توماس بيكيت في القرن الثاني عشر وأعطته قارورة على هيئة نسر لاستخدامها خلال مراسم تتويج ملوك إنجلترا المستقبليين.
وتأتي مع القارورة ملعقة التتويج التي تعتبر أقدم من ذلك بكثير، وقد نجت من عملية تدمير أوليفر كرومويل، القائد العسكري البريطاني، لرموز الملكية "الريغاليا" في أعقاب الحرب الأهلية الإنجليزية.
أما الزيت فقد استخرج خصيصا من أجل التتويج من ثمار أشجار الزيتون في اثنين من بساتين جبل الزيتون بالقدس، وتم تكريسه "مباركته" خلال مراسم خاصة أقيمت بكنيسة القيامة بالمدينة.
ومن الممكن أن يوضع ساتر فوق الكرسي كي لا يتمكن أحد من رؤية الملك خلال ذلك الطقس، لأنه يعتبر الأكثر قداسة من بين مراسم التتويج.
يرتدي الملك التاج في المرحلة الرابعة في حفل التتويج، ويعني بذلك أنه توج ملكا رسميا على بريطانيا.
ويحمل التاج اسم تاج آخر أقدم بكثير كان قد صنع للملك والقديس إدوارد، ويقال إنه استخدم في مراسم تتويج الملوك بعد عام 1220.
وقد صنع التاج الجديد للملك تشارلز الثاني، الذي أراد تاجا مشابها للتاج الذي ارتداه إدوارد، بل وأكثر فخامة منه.
وسيكون الملك تشارلز الثالث سابع ملك يرتدي ذلك التاج بعد تشارلز الثاني وجيمز الثاني وويليام الثالث وجورج الخامس وجورج السادس وإليزابيث الثانية التي كانت آخر من ارتداه خلال مراسم تتويجها في عام 1953.
تستخدم العربية الملكية الذهبية التي بنيت في عام 1762 في حفل تتويج ملوك إنجلترا منذ عام 1831 حتي الآن.
وقد صنعت العربة من الخشب المكسو بالذهب، وبها مجسمات الملائكة التي تمثل إنجلترا واسكتلندا وويلز، ومنحوت بها إله البحر "تريتون".
صنع تاج الملكة في عام 1911، وهو التاج الذي سترتدية الملكة كاميلا زوجة الملك تشارلز اليوم في احتفال تصيبهما ملكا وملكة على بريطانيا.
يتكون التاج الإمبراطوري من حجر زفير القديس إدوارد الذي يقال أنه أخذ من خاتم الملك إدوارد المعترف، وياقوت الأمير الأسود للملك هنري الخامس الذي كان يضعه في المعارك، وماسك كولينان الثانية الذي اخذ من أكبر ماسة في العالم.
وقد صنع التاج الإمبراطوري في عام 1937 ويلبس فقط في مناسبات معينة في الدولة.