جريدة الديار
الأربعاء 8 مايو 2024 08:36 مـ 29 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

كلمات وأدعية مأثورة لشكر لله على النعم

تعبيرية
تعبيرية

دعاء الشكر لله ، أوصى الرسول، معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن يداوم على شكر الله تعالى، في السراء والضراء ولا يتعود النعمة وأن يداوم على الشكر طوال حياته.

ورد عن دعاء الشكر لله ، حديث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يا مُعاذُ إنِّي واللَّهِ لأحبُّكَ فلا تدَعنَّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ أن تقولَ: اللَّهمَّ أعنِّي علَى ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ"، فالشكر من العبادات التي على كل مسلم أنّ يداوم عليها طوال الوقت.

قال ابن قدامة- رحمه الله تعالى-: «الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح. أما بالقلب فهو أن يقصد الخير ويضمره للخلق كافة.

وأما باللسان: فهو إظهار الشكر لله بالتحميد، وإظهار الرضى عن الله تعالى.

وأما الجوارح: فهو استعمال نعم الله في طاعته، والتوقي من الاستعانة بها على معصيته، فمن شكر العينين أن تستر كل عيب تراه للمسلم، ومن شكر الأذنين أن تستر كل عيب تسمعه»

نعم الله -تعالى- كثيرة ولا تنقضي، فقد قال سبحانه: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}[٥]، وهذه النعم تستوجب شكر الله -تعالى- حتى تدوم وتزيد، فقد قال سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، فعلى العبد أنّ يستذكر دوما نعم الله عليه، وأنّ يبقى دائما شاكرًا بأفعاله وأقواله، وقد أمر الله -تعالى- عباده المؤمنين بشكره، فقد قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، والله -تعالى- برحمته وفضله يرضى عن الشاكرين، فقد قال سبحانه: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.

عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا جاءه أمرُ سُرورٍ، أو بُشِّرَ به، خَرَّ ساجدًا شاكرًا للهِ".

لا يختلف سجود الشكر عن الدعاء في سجود السهو أو سجود التلاوة أو سجود الصلوات المفروضة، فيقال في سجود الشكر ما يقال في سجود أي صلاة، مثل: سبحان ربي الأعلى، وسبوح قدوس رب الملائكة والروح، وسبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، كما يُسن أنّ يحمد الله -تعالى- ويثني عليه ويشكره على نعمه، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال:"عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان إذا سجد قال: اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ"، وبذلك دعاء سجود الشكر لا يختلف عن الدعاء في أي سجود أخر.

هو للتعبير عن شكر الله -تعالى- على ما وهب من نعم، والصحيح من أقوال العلماء على أنّ سجود الشكر لا يُشترط له ما يُشترط للصلاة من ستر العورة، والطهارة، واستقبال القبلة، وغيرها من شروط الصلاة، ولا يُوجد في سجود الشكر تكبير سواء في أوله أو آخره، ولا تشهد، ولا سلام.

يقول شيخ الأزهر في هذه المسألة ، إن شكر الله تعالى على نعمه، يكون من جنس النعمة ، فالشكر لا يكون باللسان فقط ، بقول : الحمد لله والشكر لله، والشكر الحقيقي هو بإخراج شئ مما يمتلك الإنسان وإنفاقه في سبيل الله لو كانت النعمة مالا،والطبيب يشكر الله على نعمه بعلاج المرضى مجانا مقدما لهم الخدمات الصحية التي تناسب مرضهم.