جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 09:02 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”ماكرون” يعلن العصيان : باريس لن تتبع واشنطن

الرئيس الفرنسي
الرئيس الفرنسي

الحرب الروسية الأوكرانية كشفت عن "توتر" العلاقة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والقارة الأوروبية فبعد اندلاع العملية العسكرية الروسية علي كييف فبراير عام 2022 .

كانت توجيهات واشنطن لأوروبا بإرسال المعدات العسكرية والأسلحة المتطورة إلي كييف في الوقت الذي كانت تحُذر فيه "موسكو" بضلوع كل من يرسل المساعدات إلي "كييف" في حرب ضد روسيا .

وبسبب تراجع الدول الأوروبية الكبري " بريطانيا-فرنسا-ألمانيا"عن قرار الإنزلاق في مواجهة عسكرية مع روسيا كان لابد من خلق "الظرف المناسب" لتجييش أوروبا ضد روسيا .

وقد ظهر ذلك جليا عندما كشف الصحفي الأمريكي "سيمور هيرش" عن تخطيط واشنطن في تفجير خطوط غاز السيل الشمالي الروسي نورد ستريم1 الواصل إلي أوروبا في سبتمبر وبعدها كان المشهد السياسي الدولي رغبة "فلاديمير بوتين" في قتل المواطن الأوروبي متجمدا شتاءً .

في ظل رفض ألماني بقيادة المستشار الألماني "أولاف شولتس" للمشاركة في "مغامرة عسكرية " ضد روسيا وقال "شولتس" عندها إنه يعيش في عالم "متعدد الأطراف " .

ولأن ألمانيا كانت تسير عكس التيار السياسي الدولي الذي "رسمته واشنطن" ظهرت في برلين حركة انفصالية تسمي "مواطني الرايخ" الراغبين في إعادة الإمبراطورة الألمانية واستخدمت حركة الرايخ الأسلحة في السيطرة علي مجلس النواب بالقوة وتحرك 10 آلاف شرطي ألماني للسيطرة علي الوضع المنفلت !

وما يؤكد "سيناريوهات الثورة الملونة الأمريكية " قول الرئيس الروسي "بوتين" عن ثورة "الاستقلال الأوكرانية " عام 2014 ضد الرئيس الأوكراني "فيكتور يانوكوفيتش" لرفضه التوقيع الاقتصادي علي اتفاقية اقتصادية كبري مع أوروبا وعُرفت الثورة الأوكرانية بإسم الثورة الأوروبية التي تري ميلادا جديدا "للإتحاد السوفيتي" وهنا يتحدث بوتين عن سبب الحرب الأوكرانية التي أعدت لها واشنطن من 9 سنوات !

وخرج خلال بداية العملية العسكرية الروسية الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" متحدثا للقارة الأوروبية بضرورة قيام "باريس" بإنشاء حلف عسكري أوروبي جديد ليخرج من الهيمنة الأمريكية في حلف الناتو العسكري الذي يريد إرسال أوروبا إلي الحرب دون ماشركة واشنطن.

وقد تحقق ذلك في "خدعة الدبابات الأمريكية" بواسطة "بايدن" عندما خرج أواخر عام 2022 معلنا وصول دبابات "أبرامز" الأمريكية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء ومنظومة صواريخ "الباتريوت" حتي تتهور لندن وبرلين وباريس وترسل دبابات "تشالنجر2" وليوبارد2 والمدرعات .

لكن فطنت "أوروبا" وانتظرت موعد وصول الدبابات الأمريكية لتعلن إنها ستصل في الربيع أو الصيف لتعلم أوروبا جميعها "الفخ الأمريكي " الراغب في اشعال قارة أوروبا بحربا مع روسيا.

ومؤخرا انتقد "ترامب" ماكرون عند زيارته للصين ووصفه بإنه يتذلل إلي بكين كما وصف العلاقة الدبلوماسية الأمريكية الفرنسية بالتابع والمتبوع مصيغا بإن باريس "تابع" ليخرج ماكرون عن صمته بإن فرنسا حليف واشنطن ولا تتبع أحد .

لكن حقيقة المشهد السياسي الدولي هو املاء الولايات المتحدة علي قارة أوروبا بالكامل وقد تحقق ذلك عندما أرسلو المساعدات العسكرية إلي كييف كما شاركوا في العقوبات الاقتصادية ضد موسكو ومؤخرا تسعي واشنطن في دخول صراع عسكري ضد الصين بسبب تايوان اختارت فرنسا عدم المشاركة في الحرب القادمة في المضيق التايواني .