بعد زيارة ”بن زايد” للقاهرة.. محللون إماراتيون يكشفون أهم نتائج اللقاء
أكد خبراء ومحللون سياسيون إماراتيون، أن العلاقات بين مصر والإمارات تتميز بالثبات والاستقرار، فى مختلف الفترات، وهى علاقات أخوية متينة مبنية على التقدير والاحترام المتبادلين والتاريخ والقيم والمصالح المشتركة، كما أن العلاقات بين القاهرة وأبوظبى شهدت تقدماً وقوة بشكل كبير خلال السنوات الماضية، على جميع المستويات، مشددين على أن مصر العمود الفقرى للمنطقة العربية، كما أنها كانت الداعم الأول لكل الدول العربية منذ تأسيسها.
وقال الدكتور جاسم خلفان، المحلل السياسى الإماراتى، إن العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجاً ناجحاً للعلاقات الثنائية بين الدول، وفى منطقتنا العربية بصفة خاصة، وهى علاقات قامت على التكامل والتعاضد المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة، ونسجت روابط الأخوة الوطيدة والصداقة الراسخة بين البلدين قيادة وشعباً لتصبح بمثابة نموذج يحتذى فى العلاقات الثنائية بين الدول العربية، وانعكس صداها وأثرها فى مختلف المجالات، وعلى كافة مستويات التعاون.
وأضاف "خلفان": «أرسى الدعائم الراسخة للعلاقات المتميزة والتاريخية بين الإمارات ومصر المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مع إخوانه رؤساء جمهورية مصر العربية، الذين عاصرهم على مدار عقود، وسار على نهجه فى ترسيخها وتنميتها المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبفضل توجيهات ودعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى، تشهد العلاقات الراسخة بين القاهرة وأبوظبى مزيداً من الزخم والازدهار وتعميق أواصر الأخوة والتعاون بين البلدين فى شتى القطاعات».
وتابع المحلل السياسى الإماراتى: «آفاق نمو التعاون والشراكة الاقتصادية بين الجانبين تبدو واعدة ومبشرة فى هذا التوقيت أكثر من أى وقت مضى، لاسيما بعد الاستناد إلى الأرقام والمؤشرات الحالية فى الاستثمارات بين مصر والإمارات، وسنجد دائماً أنه كلما كانت الدول علاقاتها قوية فتحرك رأس المال لا يأتى من فراغ، فمصر والإمارات نجحتا فى توفير مناخ استثمارى مناسب، يحفظ حقوق المستثمر ورأس ماله»، مشيراً إلى أن هناك آفاقاً واعدة تنتظر العلاقات الإماراتية المصرية، سواء فيما يتعلق بإطارها الرسمى أو الشعبى، بما يعزز مسارات التنمية، ويعود بالخير والنماء والازدهار على شعبى البلدين.
فيما قال الكاتب الإماراتى محمد الحمادى، رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية، إن العلاقات بين مصر والإمارات تتميز بالثبات والاستقرار والرسوخ، فى مختلف الفترات، وهى علاقات أخوية متينة مبنية على التقدير والاحترام المتبادلين والتاريخ والقيم والمصالح المشتركة، وتطابق الرؤى والتوجهات فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية الإقليمية والدولية، مشيراً إلى التنسيق والتشاور المستمر فى الشأن السياسى والدبلوماسى يمثل أحد أهم المحاور الرئيسية ذات الأولوية فى ملف العلاقات المشتركة بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف توحيد وتعزيز المواقف تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تحرص الدولتان على تغليب لغة الحوار، والحلول السلمية التى تحفظ استقرار الدول وصون مقدراتها.
وأضاف "الحمادى": «العلاقات بين القاهرة وأبوظبى شهدت تقدماً وقوة بشكل كبير خلال السنوات الماضية، على جميع المستويات، وعلاقة الشعبين المصرى والإماراتى قصة جميلة وقديمة مبنية على الاحترام المتبادل، حيث تشاركنا فى الكثير من الأفراح والأوقات الصعبة، والجالية المصرية فى دولة الإمارات العربية المتحدة جزء من نسيج هذا المجتمع ونجحوا بالفعل فى الانخراط داخل المؤسسات وكل المجالات، والشعب الإماراتى يتعامل مع المصريين كأشقاء وشركاء فى بلدهم».
وقال محمد مريسى، الباحث الإماراتى: «نفتخر بالعلاقات الخاصة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والشيخ محمد بن زايد، إذ إن مصر العمود الفقرى للمنطقة العربية، كما أن مصر كانت الداعم الأول لكل الدول العربية منذ تأسيسها، والشيخ زايد رحمه الله أوصى أبناءه بضرورة الحفاظ على العلاقة الخاصة بين مصر والإمارات، والعلاقات مع مصر لها وضع خاص ولا تشبه أى علاقة مع أى دولة أخرى»، موضحاً أن مصر هى الأم وهى الثقافة والحضارة وهى أساس المنطقة العربية، لافتاً إلى أن الشيخ محمد بن زايد استكمل مسيرة والده. وأضاف: «قوة الإمارات من قوة مصر، ونستطيع مواجهة التحديات الخارجية التى تتعرض لها الإمارات، ومصر والإمارات دائماً سند لبعضهما البعض».
من ناحية أخرى، تميزت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات ومصر منذ البداية بمستوى عالٍ من التنسيق والتعاون، وهو ما تم تجسيده على أرض الواقع عبر عدة أشكال من التبادل التجارى والاستثمارات والمشاريع المشتركة فى قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والتصنيع والملاحة البحرية والنقل وغيرها من القطاعات.
وقال أحمد كفافى، الباحث الاقتصادى، إن مصر بلد واعد فى مجال الاستثمار واقتصادها واعد رغم التحديات التى تواجهها، لذا تحرص الإمارات على الاستثمار فى مصر فهى ثانى أكبر شريك تجارى لمصر فى المنطقة، وتحتل الإمارات المركز الأول فى الدول التى تستثمر فى مصر بشكل مباشرة، إذ تشارك بنسبة 29% من الاستثمارات الأجنبية فى السوق المصرية، والقاهرة بالنسبة لأبوظبى هى خامس شريك تجارى على مستوى التجارة غير النفطية.
وتابع: «وفى إطار اتفاقية الامتياز، ستخصص مجموعة موانئ أبوظبى استثمارات إجمالية تصل إلى 200 مليون دولار لتطوير البنى الفوقية وتجهيز المعدات، والأبنية والمرافق العقارية الأخرى، وشبكة الخدمات العامة داخل منطقة الامتياز، على أن يتم إنفاق أغلب تلك المصروفات الرأسمالية بين عامى 2024 و2025».
وقال "كفافى": «شركة فورى المصرية وقَّعت مذكرة تفاهم مع تطبيق (بوتيم) لتزويد المصريين فى الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجى بخدمات تحويل الأموال ودفع الفواتير فى مصر».
وأوضح أن الإمارات تنوع استثماراتها فى مصر لتشمل مختلف قطاعات الجملة والتجزئة، والنقل والتخزين والخدمات اللوجيستية، والقطاع المالى وأنشطة التأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعقارات والبناء، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائى وغيرها، لتتصدر الإمارات المركز الأول عالمياً فى عدد الشركات العاملة فى مصر برؤوس أموال قدرها 17 مليار دولار.
وقال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسى، إن مصر تستورد من الإمارات العربية المتحدة بقيمة 3 مليارات دولار أمريكى، ويتم التصدير بمليار ونصف بحسب بيانات حكومية صادرة عن البلدين فى عام 2021.
وأضاف "العمدة": «الاستثمارات الإماراتية فى مصر ضخمة وهم مستثمرون عرب كبار، وظهر هذا فى عدة مشاريع خاصة فى السنة الماضية، عندما استحوذت الإمارات على أكثر من شركة فى طروحات البورصة المصرية بجانب شراكة قيمتها 10 مليارات دولار من قِبل صندوق أبوظبى السيادى مع صندوق مصر السيادى».
وتابع أستاذ الاقتصاد السياسى: «هناك اتفاق على إقامة مدينة إماراتية صناعية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهذا بخلاف منح ودعم الإمارات لمصر، وهناك وجود إماراتى كبير فى قطاع البنوك فى مصر، مع رغبة فى التوسع فى الاستثمارات فى مصر، حيث تملك الإمارات 3 صناديق سيادية كبرى تستثمر فى مصر، مع العلم أن الإمارات أحد أكبر صناديق الاستثمار فى العالم، وتريد تحقيق الربح، وتعرف أن الاقتصاد فى مصر سيحقق لها أرباحاً كبيرة غير مسبوقة على المدى البعيد».