البحيرة تحتفي بالذكرى الـ1083 على تأسيس الأزهر.. تفاصيل
بمناسبة الإحتفال باليوم السنوي للجامع الأزهر، ومرور ١٠٨٣ عاماً على تأسيس تلك المؤسسة العريقة وبالتزامن مع احتفالات مماثلة بجميع محافظات الجمهورية بتلك المناسبة الغالية.
شهدت اليوم الدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة، الإحتفالية التى تم نظمتها منطقة البحيرة الأزهرية بمركز إعداد القادة بدمنهور بحضور اللواء محمد شوقى بدر السكرتير العام للمحافظة و كامل غطاس السكرتير العام المساعد، وفضيلة الدكتور منصور أبو العدب رئيس منطقة البحيرة الأزهرية.
وأستهلت نائب محافظ البحيرة كلمتها بتقديم خالص التهنئة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، وإلي جميع قيادات وعلماء وطلاب وطالبات الأزهر الشريف بمناسبة الإحتفال باليوم السنوي للجامع الأزهر، مؤكدة أن الأزهر مؤسسة عريقة تحمل راية الإسلام الوسطي والمستنير، كما أنه يعد المرجع الأساسي في كافة العلوم الدينية والشئون الإسلامية ويقع على عاتقه مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين ومواجهة الفكر المتطرف بالإضافة إلي تدريس اللغة العربية كما أنه يعد المنارة الدينية التي يهتدي إليها آلاف الطلاب من كل حدب وصوب بمختلف أنحاء العالم لينهلوا من علومه ويهتدوا بتعاليم الإسلام السمحة.
وأشارت إلي أن الأزهر الشريف ليس جامعًا وجامعة فقط، بل مؤسسة متكاملة الأركان، تقدم إسهامات فى كافة القطاعات والمجالات فهو يجمع بين العلوم الشرعية والاندماج فى المجتمع، كما أن جامعة الأزهر تعد أقدم جامعة إسلامية عرفها العالم منذ القرن الرابع الهجري وثالث أقدم جامعة فى العالم والتي تمارس دورها التعليمي والفكري والثقافي حتي الآن.
وأضافت أن إفتتاح مركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة فى مستهل الشهر الكريم يعد خطوة من خطوات الجمهورية الجديدة تحت رعاية فخامة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي - رئيس الجمهورية، نحو إرساء رسالة العلم الإسلامي الأزهري الوسطي الذي يرفض كل صور وأشكال التطرف والمغالاة، مؤكدة أن الدولة المصرية لا تألوا جهدا فى دعم ومساندة الأزهر ومؤسساته فى أداء رسالته، مشيرة إلي حرص محافظة البحيرة على توفير كافة أوجه سبل الدعم للمنطقة الأزهرية ومعاهدها التعليمية وكذا الكليات الموجودة على أرضها.
وأشادت الدكتورة/ نهال بلبع، بحصول الأزهر الشريف على مجموعة من جوائز التميز الحكومي للعام الثاني على التوالي من دولة رئيس مجلس الوزراء، حيث حصدت مشيخة الأزهر المركز الأول لفئة تكافؤ الفرص وتمكين المرأة، وجاءت جامعة الأزهر فى المركز الثالث فى نفس الفئة، كما حصل مركز الأزهر العالمي للفتوي على جائزة أفضل فريق عمل، وتم إختيار رئيس قطاع المعاهد الأزهرية كأفضل رئيس قطاع فى جائزة التميز الحكومي.
هذا وقد قام رئيس منطقة البحيرة الأزهرية باستعراض دور الأزهر ومناهجه فى تعليم أبنائه من المصريين والوافدين، وقدم نبذة عن تاريخ الأزهر الشريف منذ إنشاءه حيث كان جامعا وجامعة منذ اللحظة الأولي وقد أزدهرت وجهة الأزهر التعليمية من أول عهد صلاح الدين الأيوبي وبلغت أوجها فى عهد الظاهر بيبرس وما بعده من سنوات، حيث أنشئت الأروقة العلمية فى داخل وخارج مصر، مشيراً إلى أن الأزهر لم يدخر جهدا فى تعليم أبناء العالم الإسلامي وفق خطة علمية محكمة وسلم تعليمي قويم وذلك عبر عصوره المختلفة، حيث تميزت المناهج الأزهرية باعتمادها من الهيئات العلمية الكبري من الأزهر الشريف، كهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث والتي تعتمد أيضا من المجلس الأعلى للأزهر، كما أكد على التعاون والتنسيق مع التعليم العام بهدف تخريج أجيال قادرة على بناء الدولة وتعميق ثقاقة الرقمنة وتطوير قدراتها بما يتماشي مع رؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030.
ومن جانبه نقل الدكتور أحمد ناجي عميد كلية اللغة العربية الأسبق وممثلا عن جامعه الأزهر، تحيات وتقدير وتهنئة الدكتور سلامة داود رئيس جامعه الأزهر، مؤكداً أن الجامعة تحتضن أبنائها من الطلاب الذين جاءوا من كل بقاع العالم لينهلوا من علومه بكافة أنواعها فى المجالات الشرعية والعلمية، مشيراً إلى أن الأزهر الشريف هو الهيئة الإسلامية الكبري التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي، وتحمل أمانة الرسالة المحمدية إلي كل الشعوب منذ أكثر من ألف عام، ويقوم على ضبط اللسان العربي وحفظه من العجمة واللحن، كما أنه معلم من معالم الدنيا فى الهداية والإرشاد على الطريق الصحيح ونشر الدعوة الإسلامية وخدمة الإسلام ونشر ثقافة السلام العالمي بين الأديان المختلفة.
وفى كلمته أكد الشيخ حمدي الأطرش مدير منطقة وعظ البحيرة، أنه إيمانا بدور الأزهر الشريف فى تحقيق وحدة الصف ولم الشمل، ونبذ الفرقة والخلاف ليس فقط بين أبناء المجتمع المصري، وإنما فى مختلف المجتمعات التي تعاني من انقسامات داخلية وحروب أهلية، أصدر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب توجيهاته بإنشاء "لجنة للمصالحات" بالأزهر فى عام ٢٠١٤، بحيث يكون نشاطها داخل مصر وخارجها، من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار، وصيانة النفس والدم وذلك إعمالا لمقاصد الشريعة الإسلامية العليا، مشيراً إلي نجاح اللجنة فى إتمام العديد من المصالحات، بالإضافة إلي الرد على مسائل الأحوال الشخصية وحل النزاعات الأسرية ومواجهة كافة المظاهر التي تهدد كيان الأسرة المصرية.
كما قامت أ/ وهيبة أيوب - الواعظة بالأزهر الشريف، باستعراض جهود الأزهر فى دعم المرأة، حيث أكدت على إهتمام الدكتور أحمد الطيب بقضايا المرأة، ورفض واستنكار جميع أشكال التهميش والتمييز والعنف والاستغلال، مشيرة إلي تأييد الأزهر للقانون الذي يحدد سن زواج الفتيات بـ ١٨ عاما، وكذا الدفاع عن حق الأم المطلقة فى رعاية أبنائها وتحديد سن الحضانة حتي الخامسة عشرة، هذا بالإضافة إلي ضبط ظاهرة فوضي تعدد الزواج والطلاق، كما أشارت إلي تخصيص قسم لفتاوى المرأة بمركز الأزهر العالمي للرصد والفتوي الإلكترونية، هذا فضلاً عن التنسيق مع المجلس القومي للمرأة لعقد حملات للتوعية بحقوق المرأة، وإنشاء أول كلية تربية رياضية للبنات تابعة لجامعة الأزهر، وسداد ديون الغارمات، وكذا تدشين وحدة "لم الشمل" للحفاظ على المجتمع من التفكك الأسري، بالإضافة إلي منح المرأة الحق فى تولى المناصب القيادية.
وقام الشيخ/ حامد رضوان - مدير الرواق الأزهري بالبحيرة، باستعراض دور أروقة الأزهر فى نشر العلوم العربية وتحفيظ القرآن وتعلم أحكامه عبر التاريخ، حيث أكد أن رسالة الأزهر رسالة سامية تهدف إلي وحدة الصف وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، مؤكدا على إهتمام الإمام الأكبر بالرواق الأزهرى، وذلك لدوره فى مواجهة الأفكار المتطرفة، حيث تم عقد بروتوكولات تعاون مع وزارة الشباب والرياضة إيمانا بالنشء والشباب ودورهم فى بناء أوطانهم وتعزيز الجانب الثقافى لديهم، مشيراً إلي أنه تم افتتاح عدد ١٠٤٤ فرعاً علي مستوي الجمهورية وبلغ عدد الدارسين برواق القرآن الكريم بالكبار ١٢٤٧١ دارسا وبرواق الطفل ١٢٩٠٥٦ دارسا وبلغ عدد المحفظين المعتمدين ٣١٤٤ محفظا كما بلغ عدد الدارسين برواق العلوم الشرعية والعربية ٥١٣١ دارسا.
وفى كلمته نقل القمص أرسانيوس ألبير ممثلا عن الكنيسية الأرثوذكسية وبيت العائلة المصرية، تهنئة نيافة الأنبا باخوميوس - مطران البحيرة وتوابعها والخمسة مدن الغربية، بمناسبة شهر رمضان المبارك والإحتفال باليوم السنوي للجامع الأزهر، حيث أعرب عن سعادته للمشاركة فى هذه الإحتفالية التي تعد تطبيق عملي وواقعي للمحبة التي تجمع بين جميع المصريين والتي تظهر معدن الشخصية المصرية متمثلة فى الأزهر والكنيسة كنسيج واحد على أرض مصر، مشيراً إلي المواقف الوطنية لكل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثاني ووقوفهم صفا واحداً لدعم الدولة المصرية وكذا جهودهم المخلصة التي تستهدف الإرتقاء بالإنسان المصري خلقًا وعلمًا لخدمة وطنه وبناء مستقبل أفضل.
كما تم خلال الإحتفالية تقديم فقرات للانشاد والابتهالات الدينية قام بها عدد من طلاب وطالبات الأزهر الشريف، وعرض فيلم وثائقي عن الأزهر الشريف وفيلم تسجيلي عن جهود منطقة البحيرة الأزهرية.
وفى ختام الإحتفالية قامت الدكتورة نهال بلبع، بتكريم الفائزين في مسابقة "دور الأزهر في حفظ الدين والوطن".