جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 08:14 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

سر تفشي الأمراض النفسية في ومارس .. تفاصيل

تعبيرية
تعبيرية

حالات كثيرة من المرض النفسي يتم اكتشافها في فبراير ومارس من كل عام، كما تزداد أعراض المرض حدة خلال هذين الشهرين.

وتحدث خلال هذه الفترة تحولات مزاجية حادة، وبعض الحالات تتطور بشكل كبير حتى تظهر أعراض المرض للجميع، خاصة إذا كان المريض لا يخضع للعلاج، لدرجة أن البعض لا يستطيع السيطرة على الأعراض دون تدخل علاجي خلال هذين الشهرين.

فلماذا يحدث ذلك في فبراير ومارس تحديدا؟ وما علاقتهما بالمرض النفسي؟ ولماذا تزداد أعراض المرض خلالهما؟.

وفي ذلك الصدد كشف عدد من المختصين، بحسب "العين الاخبارية"، تفسير وأجوبة هذه التساؤلات.

ويقول الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان ، إنه من الثابت علميًا أن بعض أجهزة وهرمونات الجسم تتأثر ببعض التغيرات المناخية والبيئية، وينتج عنها استجابات هرمونية تتجلى في بعض المظاهر السلوكية والمزاجية.

ويضرب الباسوسي، مثالاً بفصل الشتاء حيث تغيب الشمس لفترات طويلة نسبيًا؛ فيتسبب ذلك في حدوث تغيرات مزاجية تتعلق بالمزاج السلبي، وهناك حالة مرضية تسمى "اكتئاب فصل الشتاء" تحدث بسبب ذلك.

ويوضح أن النشاط الحركي الطبيعي يتأثر خلال هذه الفترات، ويميل بعض الأشخاص إلى التقوقع، ويفقدون الحماس والرغبة فيما يتعلق بأنشطتهم الطبيعية المعتادة.

ويضيف أن درجات الحرارة المتوسطة الارتفاع والمرتفعة نسبيًا قد تؤثر على النشاط الانفعالي المزاجي لدى بعض الأشخاص، وتكون استجاباتهم السلوكية مفرطة الحركة والنشاط، وربما يتزايد الحماس بصورة أكثر لتبلغ درجة الهوس، حيث يزيد الكلام وتتطاير الأفكار وقد يخرج السلوك عن السيطرة.

وهناك حالة مرضية تسمى الاضطراب ثنائي القطب، حيث يراوح المريض خلالها بين النشاط الاكتئابي والعزلة والتقوقع، وبين النشاط الهوسي حيث النشاط المفرط لدرجة عدم النوم عدة أيام وكثرة الكلام وصرف النقود في أشياء غير ضرورية.

من جانبه رأى الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، أن هناك عدة عوامل تساهم في ظهور الأعراض المرضية النفسية خلال هذين الشهرين، وهي تغير المناخ والاضطرابات الموسمية وتطاير حبوب اللقاح وتفتح الزهور.

ويؤكد حسين، أن الحالة النفسية تتأثر بالمناخ، إذ تزيد حدة الاكتئاب في نهاية الشتاء وبداية الربيع بسبب حدوث خلل في هرمونات الميناتولين والسيتوكينين.

وينصح حسين المرضى بضرورة السيطرة الدوائية على الأعراض خلال هذا الموسم، مع ضبط النوم لما له من دور فعال في ضبط الأعراض.

بدوره يؤكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن هرمون السيتوكينين يفرز 70% منه من الأمعاء، و30% من الجلد، ومع انتهاء الشتاء وبداية الربيع تتغير نسبة إفرازه من الجلد.

ويوضح فرويز، أن تغير نسبة هذا الهرمون، تساهم في تغيير نسب باقي الهرمونات، مما يعمل على تغيير تركيبة النواقل العصبية، فيساعد ذلك على ظهور الأعراض المرضية.

ويوضح فرويز أن هذا الموسم يحدث فيه تنشيط للأمراض النفسية مثل الاكتئاب والفصام والوسواس نتيجة التغير في النواقل العصبية.

ويوجه بضرورة التركيز على الأمراض الجلدية باعتبارها منشأ الأمراض العصبية، حيث يؤثر المناخ على الجلد وبالتالي تتغير تركيبة النواقل العصبية وتظهر الأمراض النفسية.

ويستشهد فرويز بخبير الآثار المصري زاهي حواس، الذي أخبره أن المصريين القدماء تركوا لوحة في معهد بني حسن بالمنيا تتحدث عن التغيرات المزاجية التي تحدث في فترة الربيع، وأنهم ربطوها ببعض المأكولات مثل الباذنجان.

ويضيف فرويز: "لعل ذلك يفسر وجود مثل دارج عند المصريين لما يجدون مريضا نفسيا يقولون في سخرية: يا بتنجانة"، في إشارة إلى الموروث والفهم الفرعوني لسبب ظهور المرض النفسي في بداية الربيع.

وطالب فرويز المرضى بالذهاب للطبيب المعالج في هذه الفترة لضبط مثبتات المزاج لتجنب الأعراض الحاد.