مخاوف من تعرض مصر لتسونامي بعد انحسار مياه المتوسط
أظهرت بعض الصور المتناقلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ أمس، حول انحسار مياه البحر المتوسط في لبنان بمنطقة عدلون، حالة من الخوف من ضرب أمواج تسونامي للسواحل الشرقية على البحر المتوسط، بالتزامن مع ظهور تصدعات في ضخور أحد الشواطئ، فيما تم تداول بعض الصور لـ تراجع مياه البحر المتوسط، أفاد البعض أنها في شمال سيناء، ما أثار تخوفات لدى البعض من حدوث موجات تسونامي على السواحل الشمالية والشرقية للبحر المتوسط.
المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، أصدر بيانا لتوضيح أسباب ظاهر انحسار مياه البحر المتوسط بمحاذاة الساحل اللبناني، موضحا أن تراجع مياه البحر المتوسط، مرتبط علميا بحركة المد والجزر والتي قد تكون أقوى في بعض السنوات، علما بأن الطقس الصافي ولا وجود عواصف أو أمواج يجعل ملاحظة وجود الجزر أكثر وضوحا.
وأوضح المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية اللبنانية، أنه لا صحة لما يتم تداوله عن تراجع البحر بسبب حتمية وصول أمواج تسونامي، حيث إنه لم يتم تسجيل أي هزة أرضية في البحر المتوسط يمكن أن تسبب هكذا أمواج.
أما على الشواطئ المصرية، فقد أكد أهالي العريش في سيناء، أنهم فوجئوا منذ السبت بتراجع ملحوظ في شاطئ البحر المتوسط قبالة شاطئ مدينة العريش، وعدد من الشواطئ الأخرى بمنطقة الرواق بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، مشيرين إلى أن الشاطئ تراجع بمقدار حوالي 10 أو 15 مترا، وهذه ظاهرة تحدث لأول مرة دون تحديد أسباب لتراجعها.
في هذا الصدد، أكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزية، أن واقعة انحسار مياه البحر في سيناء التي رُصدت في الساعات الأخيرة، لا علاقة لها بزلزال تركيا، موضحا أن هناك مزاعم تناولت أن حجم الانحسار في مياه البحر بلغ 15 مترا.
ونفى الدكتور جاد القاضي، في تصريحات إعلامية ، مزاعم انحسار المد، موضحا أن ما حدث هو عبارة عن من المد والجزر بطول 15 سم وليس بأمتار كما تردد، مشيرا أيضا إلى أن ما حدث أمر طبيعي في هذا التوقيت من العام لا سيما مع قرب حلول فصل الربيع.
وأشار إلى أن هناك كثيرون يربطون حدوث زلزال تركيا الأخير مع الحوادث طبيعية بما في ذلك الزلازل اليومية، وهو أمر غير صحيح.
في هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن موجات تسونامي تحدث بعد الزلازل مباشرة، فيما كان زلزال تركيا الكبير منذ أسبوعين، وكان في الداخل التركي، ويبعد عن السواحل حوالي 100 كم، وبالتالي لم تكن هناك تسونامي، وإنما موجات قريبة من السواحل التركية والسورية فقط، موضحا أنه في حال تغير مكان زلزال تركيا وسوريا إلى السواحل، ففي ذلك الحين، يكون وارد حدوث تسونامي في هذه المناطق.
أما عن تعرض السواحل الشمالية المصرية والدلتا لتسونامي، أكد شراقي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن جزيرة قبرص تعمل كمصد للأمواج وتسونامي في حال وقعت على الزلازل التركية وبالتالي تحمي الجزء المقابل لها على السواحل الشمالية المصرية، ويكون في ذلك التوقيت السواحل المصرية من بورسعيد أو دمياط وحتى السلوم في آمان، وتبقى المنطقة المعرضة إلى أمواج، هي شمال سيناء والمناطق الشرقية للبحر المتوسط.
وأضاف شراقي، أن انحسار مياه البحر المتوسط في شمال سيناء ولبنان، قد يعود إلى سببين، الأول هو نشاط الزلازل المستمر حتى الآن والنشط في فالق شرق الأناضول، والثاني هو أن الجذر يشتد في بعض أوقات السنة، حسب قوة الجذب للشمس والقمر، مشيرا إلى أن الوضع يصبح خطيرا على مصر حال حدثت الزلازل في قبرص نفسها، لانه في هذا التوقيت لن يكون هناك ما يمنع وصول الأمواج إلى مصر، عكس ما حدث في زلزال تركيا الكبير منذ أسبوعين.