الأيام البيض في شهر شعبان عام 1444؟
بمعرفة الأيام البيض لشهر شعبان 1444 وما يوافقها بالتقويم الميلادي، تتمكنون من الاستعداد لإحياء هذه الليالي المباركة بالصوم وقيام الليل.
تعد الليالي القمرية من الليالي التي يُستحب فيها الصوم، والتي تُعرف بـ "الأيام البيض" وهي أيام الـ 13 و14 و15 من كل شهر هجري، وجاءت تسميتها من نور القمر الأبيض وهو بدر ناصع يُضئ ليل هذه الأيام الثلاثة، أما الأيام البيض لشهر شعبان 1444 فقد يكون لصيامها فضلٌ كبير، ويقع إحياؤها بالدعاء والذكر وقيام الليل ضمن الأعمال الحسنة الطيبة التي يُفضل أن يسارع إليها المسلم.
عن "الأيام البيض" وصيامها، قال جرير بن عبد الله- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر،
وأيام البيض صبيحة ثلالث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة"، وتأتي الأيام البيض لشهر شعبان 1444 وفق الحسابات الفلكية وبعد استطلاع دار الإفتاء المصرية لهلال شهر شعبان لتصادف التقويم الميلادي الآتي:
الأحد 13 شعبان 1444 يوافق 5 مارس 2023.
الإثنين 14 شعبان 1444 يوافق 6 مارس 2023.
الثلاثاء 15 شعبان 1444 يوافق 7 مارس 2023.
وما يجعل الأيام البيض لشهر شعبان 1444 تحمل مكانة خاصة، كونها تضم ليلة النصف من شعبان التي أثبت الأئمة والفقهاء فضلها وبركتها،
واختصها الله بمكانة عظيمة، والتي تمتد من مغرب يوم الإثنين 14 شعبان حتى مغيب شمس يوم الثلاثاء 15 شعبان.
نسعى جميعا أن نستقبل شهر رمضان بعد الانتهاء من صيام أيام القضاء، ولذلك نستغل كل ليلة طيبة للصوم تطوعا
أو بنية قضاء الأيام التي أفطرناها في شهور رمضان بالسنوات الماضية، ولذلك يتردد التساؤل عن إمكانية صيام الأيام البيض لشهر شعبان 1444 (13 و14 و15) بنية القضاء.
أجابت دار الإفتاء المصرية على هذا التساؤل بإجازة صيام الليالي البيض من كل شهر، وليس شعبان فقط،
بنية نيل الثواب والتقرب إلى الله والتطوع إلى جانب نية قضاء الأيام التي اضطر المسلم إلى إفطارها في شهور رمضان بسنوات قادمة.
لم يرد عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه صام شهرا كاملا سوى رمضان، في حين أنه عندما سأله أسامة بن زيد رضي الله عنهما:
يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهورما تصوم من شعبان؟ فقال له رسول الله:
"ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين،
فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
ومع استحباب الصيام كعبادة روحانية يتطهر بها المسلم ويتقرب إلى الله "إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به".
يرجح العلماء الاعتدال في العبادة التي تجعل المسلم يتفكر في آيات الله، وعدم المغالاة تطبيقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم،
حين علم أن رهطا من الصحابة قرروا الصوم أبد الدهر وقيام الليل لآخر العمر وعدم الزواج أبدا، قال لهم
"إنما أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له، ولأكني أقام وأنام،
وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس من".
ومن هنا، يفضل العلماء عدم اللتابع في صيام شهري شعبان ورمضان، فلم ترد سنة بهذا عن نبي الله سيدنا محمد،
فرغم صيامه لأغلب أيام شهر شعبان، لم يصم أبدا الشهر كاملا، وظل رمضان هو شهر الصيام كاملا وحده، وعن عائشة رضي الله عنها قالت
"وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شعر قط إلا رمضان،
وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان".
تأتي الأيام البيض لشهر شعبان 1444 حاملة معها ليلة النصف من شعبان، التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضلها
"إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها،
فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول:
ألا من مستغفر لي فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟
ألا مُبتلى فأُعافيه؟ ألا كذا؟ ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر".
وهي من الليالي العطرة المباركة التي اختصها الله بالنفحات، ويُستحب اغتنامها والسعي لنيل ثوابها وفضلها،
ففيها ينزل الخير والبركة ويغفر الله لعباده الذنوب جميعا، كأنها تهيئة لاستقبال شهر رمضان الكريم، كما سمعت السيدة عائشة رضي الله عنها سيدنا محمد صل الله عليه وسلم يقول:
"يفتح الله الخير في أربع ليالي، ليلة الأضحى، والفطر، وليلة النصف من شعبان،
ينسخ فيها الآحال والأرزاق، ويكتب فيها الحاج، وفي ليلة عرفة إلى الآذان".
ويذكر العلماء والفقهاء قديما في كتب الدين والعلم تأهب أهل مكة والشام لإحياء ليلة النصف من شعبان بالذكر
وتلاوة القرآن والطواف حول الكعبة وقيام الليل والصوم.
هل يجوز صيام ليلة نصف شعبان منفردة؟
يُستحب صيام ليلة النصف من شعبان، ويجوز صيامها منفردة وفق أحاديث الرسول الكريم التي أوردناها عن فضل
وبركة هذه الليلة التي تمحو الذنوب والسيئات ويُرفع فيها عمل ابن آدم.