جريدة الديار
الأحد 24 نوفمبر 2024 02:19 صـ 23 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بقمة ”داكار” .. الاتحاد الافريقي يشيد بتجربة مصر في البنة التحتية

قمة داكار
قمة داكار

تستضيف العاصمة السنغالية داكار قمة "تمويل تنمية البنية التحتية فى أفريقيا" في الفترة ما بين 2 – 3 فبراير الجارى ، وهى المرة الثانية التي تعقد فيها هذه القمة منذ عام 2014 , وعقدت القمة برئاسة الرئيس ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وبحضور الرئيس بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا، رئيس اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية الأفريقية (النيباد)، وبحضور متميز من الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وأيمن بن عبدالرحمان، الوزير الأول بجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية , حيث تعد مصر والجزائر دولتان مؤسستان لوكالة التنمية الافريقية النيباد .

وقالت الدكتورة أماني أبو زيد مفوض الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الأفريقى فى تصريحات صحفية علي هامش القمة " إن قمة تمويل البنية التحتية في أفريقيا " تعقد في ظل ظروف دولية صعبة خاصة فيما يخص قضايا التمويل في العالم , بالنظر للقضايا المتلاحقة التي يشهدها العالم منذ عام 2020 , والتي أظهرت أيضا أهمية بناء القدرة علي تحمل الصدمات والتعامل معها , بالإضافة الي أهمية البنية التحتية في تحقيق التنمية في دول القارة الأفريقية وأهميتها التنافسية وأيضا أهميتها في وصول الخدمات الأخري وأهميتها في المشاركة في برامج التنمية للجميع خاصة القطاع الخاص الافريقي .

وأضافت " جدير بالذكر هنا أن القارة الأفريقية تواجه ضعف شديد في البنية التحتية , حيث تقدر الفجوة التمويلية لبرامج البنية التحتية في القارة بحوالي من 100 إلي 170 مليار دولار سنويا لازمة للقارة لمدة 10 سنوات لتغطية هذه الفجوة التمويلية .

وأوضحت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي أن قمة داكار تقوم بالأساس علي تمويل برنامج المرحلة الثانية من البرنامج الإفريقي للبنية التحتية , مشيره الي أن هذا البرنامج تم إعداده وبلورته واختيار المشروعات وتحديد المحددات لها وتوجهاتها المستقبلية تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي ، وأيضا كان يترأس الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة, اللجنة الوزارية الأفريقية المشكلة لهذا الغرض .

وقالت الدكتورة أماني أبو زيد " إذن مصر لعبت دورا كبيرا جدا في صياغة هذه المشروعات التي يبلغ عددها 69 مشروعاً اقليمياً وعابر للقارة , وتمت بلورتهم وإختيارهم وأيضا تم إطلاقهم تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي كما ذكرت سابقا .

ولفتت مفوض الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الافريقي أن الجلسات التي شهدتها قمة داكار عكست الاهتمام الكبير بالتعاون الافريقي الأفريقي والاستعانة بالشركات والخبرات الأفريقية في تنفيذ مشروعات البنية التحتية , وذلك لعدد من الأسباب علي رأسها تميز تلك الشركات وأيضا من أجل تحقيق الخطوات الطموحة فيما يتعلق ببناء الخبرات داخل القارة الأفريقية, حيث تم التطرق في الجلسات إلي أهمية وجود شراكات أفريقية أفريقية بين هذه الشركات الموجودة داخل القارة , لتعزيز قدراتها علي التقدم للعطاءات الكبيرة والفوز بها , منوهه الي أن هذا الأمر حظي بإهتمام كبير خلال الفعاليات التي شهدتها القمة , حيث تم التطرق لها في أكثر من مداخلة رئاسية , وأهمية استخدام الخبرات الأفريقية .

وقالت الدكتورة أماني أبو زيد " في الحقيقة كنت فخورة جدا بمداخلات الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة والمهندس كامل الوزير وزير النقل , والتي أشاد بها الجميع , والنقلة النوعية والقفزة الرهيبة التي تحققت وغطت تأخر ما يقرب من حوالي أكثر من 30 عام في البنية التحتية في مصر تمت جميعها بأيدي مصري , مضيفة " كانت هناك اشادة كبيرة خلال القمة بالتجربة المصرية في مجال البنية التحتية , وطلب الجميع أن يتم الحذو بتلك التجربة المصرية وطلب هذه الخبرات المصرية في هذا المجال .

وأشارت الدكتورة أماني أبو زيد الي مشاركة عدد كبير من الشركات المصرية في القمة علي رأسها شركة المقاولون العرب وحسن علام وأوراسكوم والسويدي وغيرها , لافته الي أن القمة فرصة جيده للشركات المصرية والافريقية .

وأوضحت مفوضة الطاقة والبنية التحتية أن فعاليات القمة اليوم الجمعة من المقرر أن تشهد جلسات سيتم خلالها عرض مشروعات بعينها في القارة علي الشركات المنفذه والاستشاريين وعلي مؤسسات التمويل .

ونوهت الي مشاركة عدد من مؤسسات التمويل الدولية خلال فعاليات القمة علي رأسها البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية و البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسمبانك) الذي أشاد من جانبه بالتجربة المصرية في مجال البنية التحتية وكيف أن عدد من المشروعات التي تنفذ في القارة يتم تنفيذه بأيادي مصرية , مثل سد جوليوس نيريري في تنزانيا , لافته الي وجود اهتمام من جانب " Africa 50 " بمشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في القارة , وقالت " حضرت جزء من النقاش بينها مع الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة , ونتمني في القريب العاجل نري اتفاقا في هذا المجال " .

وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد أن القمة شهدت أفكارا جيدة وتواجدا قويا والجميع يسعي لمشروعات تطبق عمليا وليست شعارات أو أمورا نظرية , وقالت " وبرز في هذا المؤتمر أهمية أن يكون هناك تمويلا بشروطا تفضيلية أو منح للدول الافريقية بالنظر كما ذكرت الي وجود فجوة تمويلية ضخمة جدا , فلا يمكن تصور أنه بالشروط الحالية التي تفرضها الدول أو المؤسسات التمويلية أن تستطيع القارة تستطيع سد هذه الفجوة التمويلية أو تستطيع تحمل عبء الديون الكبيرة التي تعاني منها القارة .

وأوضحت الدكتورة أماني أبو زيد أن القمة شهدت اهتماما كبيرا بقضايا السلم والأمن والقارة خاصة من جانب موسي فقي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي , بالنظر لأهمية هذا الأمر في تنفيذ مشروعات البنية التحتية وركيزة أساسية في تحقيق التنمية في دول القارة , وهذا يعد جزء من جهود الاتحاد الافريقي في هذا المجال خاصة في منطقة الساحل والصحراء التي تعاني من عدة صراعات .

ونوهت مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي أن الاعداد لمشروعات البنية التحتية تتطلب مبالغ كبيرة وتأخذ جهودا ووقتا كبيرا , وفي هذا الصدد اشارت أكثر من جهة تمويلية الي استعدادها ولديها بالفعل برامج لتغطية جزء من نفقات الدراسات والاعداد لهذه المشروعات , وقالت " هناك بعض الجهات تطرقت لأهمية أن يكون هناك أدوات تمويلية تغطي جزء من المخاطر والتي بسببها تزيد الفوائد .

وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد في هذا الصدد ان هناك تقييم غير عادل نهائيا لإفريقيا من مؤسسات التقييم الدولية فيما يخص موضوع تقييم المخاطر , وبالتالي ما يطبق علي أفريقيا من فوائد وشروط عالي جدا مقارنة بظروف دول ومناطق أخري في العالم .

وقالت " الحقيقة النقاش خلال فعاليات القمة كان منصب علي جوانب كثيرة في موضوع التمويل , وتحديدا تمويل البرنامج الثاني للبنية التحتية الاقليمية والعابرة للقارة والتي تمت اعداده وبلورته واطلاقة تحت رئاسة مصرية خالصة علي المستوي الرئاسي وعلي المستوي الوزاري , مشيرة الي أن وزيري الكهرباء والنقل كان لهما مداخلتين قويتين إستعرضا خلالهما ليس فقط التجربة المصرية وإنما عدد كبير من الجهود الاقليمية مع دول الجوار للربط الكهربائي والطرق والسكك الحديدية والملاحة النهرية وتطوير الموانئ .