كارثة بيئية في إندونيسيا تهدد الاقتصاد العالمي
تلقي الأزمات المناخية والكوارث البيئية بظلالها على الأمن والاقتصاد العالميين، حيث حذر فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج البريطانية، من انفجار بركان جبل ميرابي في إندونيسيا، مما قد يتسبب في دمار عالمي.
وأشار فريق الباحثين إلى أن انفجار البركان، قد يتسبب في انهيار الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية على درجات الحرارة، مما سيكون له انعكاس مدمر على الغذاء العالمي.
وتجدر الإشارة إلى أن جبل ميرابي، هو جبل بركاني يقع على الحدود بين مقاطعتي جاوة الوسطى ويوجياكرتا في إندونيسيا، وعلى بعد نحو 1817 كلم من مضيق ملقا.
وأوضحت تقارير إعلامية، أن مضيق ملقا، يعتبر من أهم المضائق الحيوية، حيث تعبر من خلاله قرابة 90 ألف سفينة سنويا، محملة بالحبوب والنفط الخام ومختلف أنواع السلع.
الخسائر التي سيخلفها بركان جبل ميرابي
ويقع مضيق ملقا في منطقة جنوب شرق أسيا، بين شبه جزيرة ماليزيا وجزيرة سومطرة الإندونيسية.
وتضمن التقرير الذي أعده الباحثون في جامعة كامبريدج السيناريوهات المحتملة، في حال حدوث انفجار لبركان جبل ميرابي، والتي من بينها:"إطلاق سحابة من الرماد على ارتفاع نحو 34 كلم فوق الممر المائي "ملقا"، الذي يخدم 40 في المائة من التجارة العالمية، إلى جانب تغطية الأرض بـ"شتاء بركاني" لمدة 3 سنوات".
واضاف تقرير جامعة كامبريدج أن الانخفاض الكبير في درجة الحرارة سيؤدي إلى نقص الغذاء العالمي والتضخم والاضطرابات المناخية، مما سيكلف العالم حوالي 2.51 تريليون دولار.
وأكد تقرير علمناء جامعة كامبريدج، أن السحابة الرمادية التي يخلفها البركان، ستنقل على بعد كيلومترات من البركان إلى مطارات مختلفة في جميع أنحاء إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، مما يوقف جميع أنشطة الطيران في منطقة تعد واحدة من أكثر المجالات الجوية ازدحاما بالعالم، وهذا من شأنه أن يوقف السياحة في جميع البلدان، مما يعني خسارة مليارات الدولارات، كون السياحة وحدها توفر لإندونيسيا 3.35 مليار دولار.
ونوه تقرير خبراء جامعة كامبريدج، إلى أنه سيحدث انخفاض كبير في درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة لمدة تصل إلى 3 سنوات، وهذا سيؤدي إلى تقلبات مناخية حادة، تؤدي إلى نقص كبير في الغذاء على مستوى العالم.
وتتسبب أنماط هطول الأمطار غير المتوقعة ودرجات الحرارة المنخفضة بشكل غير عادي في فصل الصيف في حدوث تلف هائل في المحاصيل الزراعية في جميع أنحاء العالم.
نتيجة لذلك، سترتفع أسعار المواد الغذائية وسيزيد التضخم العالمي في أشهر الصيف من العام الثاني.
ونوه تقرير كامبريدج إلى أن التقدم التكنولوجي لن يواكب الأزمة إلا في بداية العام الثالث بعد اندلاع البركان، ليساعد على إعادة التوازن بين العرض والطلب على الغذاء في العالم.
بينما يظل جبل ميرابي خامدا حاليا، فقد شهد انفجارا مدمرا عام 1006، قضى على المملكة الهندوسية الموجودة بأكملها، التي كانت تعيش في وسط جاوة.
وآخر ثوران كبير للبركان كان عام 2010، مما أدى إلى ارتفاع عمود من الرماد البركاني لأكثر من ألفي قدم فوق فوهة البركان، وقتل 353 شخصا.