ناشيونال إنترست: إدارة ”بايدن” فشلت في التعامل مع المسيرات الإيرانية
ذكرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكيةأن إدارة بايدن، فشلت في التعامل مع إيران بعجز الولايات المتحدة عن تعطيل الطائرات الإيرانية من دون طيار، التي تستخدمها روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وأشارت إلى أنه بالنظر إلى صعوبة تعطيل برنامج هذه الطائرات، من خلال العقوبات الاقتصادية وضوابط التصدير، من الأفضل لواشنطن أن تتبنى استراتيجية جديدة.
ولفتت "ناشيونال إنترست" إلى أنه في 6 يناير الجاري، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أعضاء المجلس التنفيذي لـ "منظمة القدس لصناعات الطيران والفضاء"، وهي شركة دفاع إيرانية أسسها فيلق الحرس الثوري الإيراني عام 1985.
وحسب المجلة، تصمم الشركة وتصنع طائرات من دون طيار للاستطلاع والقتال متوسطة المدى والمسماة "مهاجر 6"، التي يُفترض أنها نُقلت إلى روسيا خلال صيف 2022.
وفي سبتمبر الماضي، تردد أن روسيا استخدمت "مهاجر -6" لتنسيق هجوم على ميناء أوديسا الأوكراني، ما يتناقض مع نفي طهران لتزويد موسكو بطائرات مُسيرة، بعد شنها العملية العسكرية في أوكرانيا.
وبينت "ناشيونال إنترست" أن الحكومة الأمريكية قد تزيد أيضًا العقوبات المفروضة على مسؤولي شركة صناعة الطائرات الإيرانية.
(إتش آي إس إيه)، التي تنتج المسيرة الإيرانية الانتحارية "شاهد -136"، التي أعادت روسيا تسميتها "جيران -2"، والتي ظهرت بشكل بارز في الحرب في أوكرانيا.
وأشارت إلى أنه منذ سبتمبر، نشرت روسيا "شاهد - 136/ جيران-2" في ضربات الطائرات المُسيرة والصواريخ، ما أدى إلى شل البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا وترويع سكانها المدنيين.
مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، فرض منذ ديسمبر 2013عقوبات على منظمة القدس.
وعلى غرار منظمة القدس، عوقبت شركة صناعة الطائرات من قِبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لأكثر من عقد.
وأفادت المجلة، بأنه طوال سنين فرضت الولايات المتحدة عقوبات على المجمع الصناعي العسكري الإيراني وقاعدة التصنيع، بما في ذلك كيانات مثل منظمة القدس، وشركة صناعات الطائرات، وشركة فجر لصناعة الطيران والمركبات وصناعات دعم وتجديد طائرات المروحية الإيرانية، وصناعات الطائرات الإيرانية، وغيرها.
واستمر قطاع الطيران الإيراني وصناعة الطائرات المسيرة في التوسع والازدهار، ولم تتمكن العقوبات الغربية منع طهران من أن تصبح لاعبًا بارزًا في سوق المسيرات ومشاركة هذه التكنولوجيا مع الشركاء والوكلاء داخل الشرق الأوسط وخارجه.
وأوضحت أن إيران صنَّعت وشغَّلت طائرات عسكرية مُسيرة منذ الحرب الإيرانية العراقية، منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لافتة إلى أنه مع أكثر من ثلاثة وثلاثين نموذجًا، يُشكل مجمع الطائرات العسكرية المسيرة الإيراني المتطور إحدى الركائز الأربع لاستراتيجيتها الأمنية وهيكل قوتها، مكملًا تكنولوجيا الصواريخ والقوات بالوكالة والحرب الإلكترونية.
وذكرت المجلة الأمريكية، أن الطائرات من دون طيار قدَّمت بشكل متزايد ميزة غير متماثلة لإيران، مع إدراك أنها لا تستطيع التنافس مع القوات الجوية الأكثر حداثة في المنطقة، حتى في الوقت الذي تحاول فيه الحصول على طائرات مقاتلة من طراز سوخوي 35 من روسيا، مقابل طائرات مُسيرة وصواريخ ومساعدات عسكرية.
ورأت "ناشيونال إنترست" أن الطائرات من دون طيار مكّنت إيران من إبراز قوتها وكسب الأرباح، وعرض التكنولوجيا وتعزيز هيبتها، وتقوية التحالفات، والتأثير في صراعات الشرق الأوسط وخارجه.
وتحقيقًا لهذه الغاية -وفق المجلة الأمريكية سلَّمت إيران طائرات مسيرة وتصاميمها ومكوناتها وتدريبها لشركائها ووكلائها في العراق ولبنان واليمن، وكذلك إلى دول أخرى وهي معاملات سهلها انتهاء حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران في أكتوبر 2020.
وأشارت إلى أنه بعد قرابة عامين، من انتهاء حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران في أكتوبر 2020، افتتح أحد أبرز العسكريين الإيرانيين اللواء محمد باقري مصنعًا إيرانيًا جديدًا للطائرات من دون طيار بطاجكستان، في مايو 2022، كأول منشأة بحرية لإنتاج هذا النوع من الطائرات في الخارج.
في 18 أكتوبر الماضي، بينما واصلت روسيا استخدام "شاهد - 136/ جيران-2" ضد البنية التحتية الأوكرانية والمدنيين الأوكرانيين، ادعى اللواء يحيى صفوي، أحد كبار المساعدين العسكريين للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أن 22 دولة تريد شراء طائرات من دون طيار الإيرانية.
ولكن، حتى الآن، امتنعت إيران عن تزويد روسيا بطائرات مُسيرة وصواريخ أطول مدى وأكثر فتكًا، مثل الطائرة الانتحارية المُسيرة من طراز "أراش - 2" والصواريخ البالستية قصيرة المدى "فاتح - 110" و"ذو الفقار".
وبينت المجلة الأمريكية، أن طهران تهدف من منع حصول روسيا على هذه التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، تجنُّب العقوبات بموجب قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 2231 إلى أن ينتهي سريان بند رئيس في أكتوبر 2023.
إلا أنه في الوقت نفسه، وفي مدينة بندر عباس الساحلية جنوبي إيران، تعاقدت البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني مع مجمع بناء السفن والصناعات البحرية الإيرانية، لتحويل سفينة حاويات شهيد مهدوي إلى حاملة طائرات من دون طيار.
وبحسب المجلة، إضافة إلى زيادة العقوبات ضد إيران، تعتزم واشنطن فرض قيود على الصادرات والضغط على الشركات الخاصة، لتعطيل سلسلة التوريد التكنولوجية المرتبطة بصناعة الطائرات المُسيرة في طهران، لافتة إلى الإعلان عن هذه الخطط جاء بعد تقارير تفيد بأن "شاهد 136" تصنع بمكونات أمريكية وبريطانية.
وترى المجلة، أن هذه المكونات لا تؤدي إلى تعقيد السرد الإيراني للاستقلال والاكتفاء الذاتي فحسب، بل تظهر أيضًا قدرتها الخارقة على تجاوز العقوبات.
وعن تنوع أساليب العقاب لمنع إيران من الوصول إلى تكنولوجيا أكثر تعقيدًا عسكريًا، خصوصًا في ما يتعلق بالطائرات من دون طيار، بينت "ناشيونال إنترست" أنه كما هو الحال مع العقوبات الغربية، من غير المرجح أن يؤدي مزيد من ضوابط التصدير وضغط الشركات إلى الحد بشكل كبير من وصول إيران إلى هذه المكونات، لأسباب عدة، بينها دمج المكونات الأجنبية في برنامج قوي للطائرات من دون طيار بسلسلة إمداد راسخة.
ثانيًا حسب المجلةيمكن للولايات المتحدة أن تعاقب الشركات التي تبيع تكنولوجيا مزدوجة أو متعددة الاستخدامات لإيران وغيرها من الدول، إلا أنها لا تستطيع منع بائعي هذه التكنولوجيا، مثل "إيباي" وهي شركة تجارة إلكترونية متعددة الجنسيات تتخذُ من سان خوسيه بكاليفورنيا في الولايات المتحدة مقرًا لهاومجموعة علي بابا، وهي شركة صينية في حوزة القطاع الخاص الصيني تكسب جل إيراداتها من أنشطتها التجارية عبر الإنترنت.
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن القيادة الإيرانية تتبنى نهجًا حكوميًا شاملاً وتستخدم الأدوات المتاحة، من نخب النظام الملتحقين بالجامعات في الخارج إلى التجسس الإلكتروني، للوصول إلى أحدث التقنيات، مؤكدة أن إيران قد تواجه صعوبة في الوصول إلى أو إنشاء تكنولوجيا اتصالات معقدة.
إلا أنه مع ذلك، لا يزال بإمكانها بسهولة شراء شريحة مستقبل إشارة إلكترونية من شركة تكساس إنسترومنتس من النوع الذي اكتشفته القوات الأوكرانية داخل "شاهد -136" التي دمرتها، لاسيما من سوق التكنولوجيا الكبيرة وغير المنظمة في الصين.
واستشهدت المجلة بتركيا، التي نجحت في التحايل على حظر تصدير الولايات المتحدة لمكونات الطائرات من دون طيار المحركات والإلكترونيات الضوئية ورفوف القنابل باستيرادها من شركة بريطانية تابعة لشركة أمريكية.
ونوهت إلى أن حظرًا مماثلًا من الحكومة الكندية، حفز تركيا على تصنيع مزيد من المكونات محليًا على المدى الطويل.
وبصرف النظر عن الوصول إلى الأجهزة والمكونات، فإن رأس المال البشري المستشري في إيران، يمكن أن يسمح لها بتسريع إنتاج مكونات الطائرات من دون طيار، عبر الاعتماد على علمائها وفنييها ومهندسيها وعلماء الرياضيات من الدرجة الأولى، الذين تخرجوا في جامعة الشريف للتكنولوجيا وغيرها من المؤسسات التعليمية الإيرانية رفيعة المستوى، رغم تزايد الاحتجاجات في الفترة الأخيرة، حسب وصف المجلة.
ومن ثمّ فإنه بالنظر إلى صعوبة، إن لم يكن استحالة، تعطيل برنامج الطائرات المُسيرة الإيراني، من خلال العقوبات الاقتصادية وضوابط التصدير، من الأفضل للولايات المتحدة أن تتبنى استراتيجية جديدة.
من شأن هذه الاستراتيجية حسب المجلة الأمريكية أن تسعى إلى استخدام نهج مبتكر وشامل لكسر الحلقة التي لا نهاية لها من فرض العقوبات الأمريكية وتجنُّب العقوبات من جانب إيران.
وتساءلت المجلة، عما إذا كان التعاون الإيراني الروسي عسكريًا، كان سيكون بالقوة نفسها، لو أن واشنطن ظلت في خطة العمل المشتركة المتعلقة بالاتفاق النووي، أو أنها امتنعت عن ممارسة سياسية الضغوط القصوى على الإيرانيين.
وبينت أن هناك إمكانية لتطبيق نموذج "العصا والجزرة" أكثر تأثيرًا، في مكان ما بين الضغوط القصوى التي تتضمن العمل العسكري والعقوبات الاقتصاديةوالتعاون الدخول الدبلوماسي وتخفيف العقوبات لتغيير السلوك الإيراني.
وشددت "ناشيونال إنترست" على أن انتهاج هذا النموذج العصا والجزرة قد يساهم في منع واشنطن وطهران وحلفائهما، من الاستمرار في السير على الطريق المدمر الذي لا رجعة فيه، المتمثل في تكثيف الصراع وعدم الاستقرار.