استعدادًات إستثنائية بإسرائيل لعمل عسكري ضد إيران.. تفاصيل
طلبت وزارة الدفاع الإسرائيلية زيادة ميزانيتها بعشرة مليارات شيكل للتحضير لعمل عسكري محتمل ضد إيران .
وكان أحد كبار مسؤولي الأمن والاستخبارات في إسرائيل، قد حذر من أن إيران ليست بعيدة عن الحصول على سلاح نووي، وأن تل أبيب يجب أن تستعد لهجوم وشيك على المنشآت النووية الإيرانية.
وقال زوهار بالتي، إن طهران على بعد أيام إلى أسابيع من زيادة تخصيب اليورانيوم لمستوى 90% المطلوب لإنتاج قنبلة نووية، وأضاف، في مقابلة لصحيفة تايمز أوف إسرائيل: هذا لا يعني أن إيران تستطيع على الفور إنتاج قنبلة نووية، لكن إيران وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة في تخصيب اليورانيوم، ولم يسبق لها أن وصلت إلى هذا الحد من التخصيب على المستوى العسكري.
تأتي هذه التحركات الإسرائيلية، بعد تعيين حكومة وُصفت باليمينة المتشددة في تل أبيب، بقيادة بنيامين نتنياهو وتولى فيها يوآف غالانت وزارة الدفاع، التي أدت اليمين القانونية قبل أيام.
كان متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، قد قال لموقع أكسيوس، إن خطة العمل الشاملة المشتركة ليست محور تركيزنا، إنها ليست على جدول الأعمال، مضيفًا: لا نتوقع التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب، مشيرًا إلى قمع إيران للمتظاهرين ودعمها لروسيا في الحرب بأوكرانيا، مؤكدًا أن تركيز الإدارة الأمريكية ينصب على الطرق العملية لمواجهتهم في هذه المجالات.
واعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الاتفاق النووي مع إيران مات سريريًا وأن بلاده لن تعلن رسميًا وفاة الصفقة.
وبعد فترة من تدهور كبير في المحادثات، بين إيران والاتحاد الأوروبي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن تبادل الرسائل بين أوروبا وطهران مستمر حتى الآن، للوصول إلى نتيجة بخصوص الاتفاق النووي.
وأضاف: الغرب على خطأ، إذا تصور أن باستطاعته الضغط على طهران في المفاوضات عبر التدخل في الشأن الإيراني، وقال: أنصح الأوروبيين بأن يتجنبوا التلاعب، وأن يتخذوا سياسة جادة وصارمة لبدء المفاوضات وإعلان الاتفاق، وفي الوقت الذي أعلن فيه استعداد بلاده للعودة إلى المفاوضات، قال: استعدادنا لذلك لن يبقى للأبد.
وردًا على الحديث الدائر في الأوساط الإسرائيلية، بضرورة قصف منشآت ومواقع نووية إيرانية، قال كنعاني إن بلاده لا تعير أي اهتمام للتهديدات الإسرائيلية الأخيرة.
يتزامن ذلك مع ما أشار إليه وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية السابقة بيني غانتس، بأن بلاده طورت قدرتها على ضرب منشآت نووية إيرانية بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة.
وقبل أشهر أكد بيني غانتس، ضرورة استعداد بلاده لعمل عسكري ضد برنامج إيران النووي.
كل هذه المتغيرات تأتي في ظل وضع داخلي صعب تعيه إيران، نتيجة التظاهرات التي لم تنقطع منذ أشهر، وجابت البلاد، بعد قتل الشابة الكردية مهسا أميني، على يد ما تسمى شرطة الأخلاق، بدعوى ارتدائها حجابًا غير ملائم.
تعيش إيران وضعًا دوليًا ضاغطًا، إذ تتهمها الدول الغربية بتوفير طائرات مسيّرة، تستخدمها روسيا لاستهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا، ضمن النزاع المستمر منذ فبراير.
وفرضت أطراف عدة، منها واشنطن والاتحاد الأوروبي، عقوبات إضافية على طهران، بسبب هذا الملف.
كان المبعوث الأميركي لإيران روب مالي، قد قال إن بلاده لن تضيع الوقت في محاولات إحياء الاتفاق النووي، في هذا الوقت الذي تقمع فيه إيران المتظاهرين، وتدعم حرب روسيا في أوكرانيا.
أبرمت إيران مع قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا) عام 2015، اتفاقًا بشأن برنامجها النووي، أتاح رفع عقوبات عنها مقابل خفض أنشطتها وضمان سلمية برنامجها، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران، التي ردت بالتراجع تدريجًا عن معظم التزاماتها.
وبدأت إيران وأطراف الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة أمريكية غير مباشرة، مباحثات لإحيائه في أبريل 2021. لكن محادثات العودة إلى الاتفاق بحسب رويترز توقفت في سبتمبر الماضي، وتتهم القوى الغربية إيران بتقديم مطالب غير معقولة، رغم أن تقارير كثيرة، أكدت أن إدارة بايدن قدَّمت تنازلات كبيرة لإيران، لإتمام الاتفاق.