جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 03:41 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هل ينقلب الحرس الثوري على النظام الايراني؟؟ ”ذي إنترسبت” يجيب

احتجاجات إيران
احتجاجات إيران

تتجه الأوضاع في إيران إلى مزيد من التصعيد على وقع احتجاجات لم تخمد جذوتها منذ ثلاثة أشهر، ، بعد خطوات مضادة للنظام الإيراني تجاه المحتجين، في الأيام القليلة الماضية.

فبعد فشل النظام الإيراني في خداع المتظاهرين، بادعاء إلغاء ما تعرف بشرطة الأخلاق التي أدى تعاملها العنيف مع الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي إلى اندلاع التظاهرات، ومع عدم تعامل المحتجين بإيجابية، مع الأخبار التي تواترت عن عزم السلطات التشريعية مناقشة مسألة الحجاب، بدأ النظام يكشف عن وجهه القبيح.

فلم تمضِ ساعات على تلك الأنباء واشتعال الاحتجاجات مجددًا، حتى توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بمواصلة الحملة الأمنية على المحتجين، بعد يوم من إعدام رجل على خلفية بالاضطرابات المناهضة للحكومة.

وتمثل الاحتجاجات، التي اندلعت على مستوى البلاد بعد وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني في مقر للشرطة في 16 سبتمبر الماضي، أحد أكبر التحديات للحكم الديني في إيران منذ ثورة عام 1979.إلا أن محسن شكاري، الذي أعدمته إيران الخميس، بعد أن أدانته بطعن حارس أمن بسكين وإغلاق أحد شوارع طهران، في أول إعدام من نوعه، بعد آلاف الاعتقالات المتعلقة بالاضطرابات، قد يكون رمزًا جديدًا للاحتجاجات المندلعة منذ أكثر من ثلاثة أشهر وعاملًا محفزًا على استمرارها، خاصة بعد منع النظام أسرة شكاري، من إقامة مراسم دفنه.

وعن إعدام شكاري، قال الكاتب والباحث في الشأن الإيراني نبيل الحيدري، إن النظام الإيراني أسرع في تنفيذ حكم الإعدام بحق الشاب، من دون السماع إلى محامٍ خاص به، في رسالة ترهيب منه للمحتجين في الشوارع، مطالبًا الاتحاد الأوروبي والدول الغربية -خاصة ألمانيا وبريطانيا- باتخاذ قرارات أكثر تأثيراً ضد النظام، وعدم الاكتفاء باستدعاء السفير.

إلا أن الرسالة الإيرانية من وراء إعدام شكاري لن تصل للمحتجين، الذين لن ترهبهم حملات الاعتقال والتخويف وحتى التعذيب والخطف التي يمارسها النظام، بحسب كبيرة الباحثين في مركز السياسات الأمنية بواشنطن داليا العقيدي، التي قالت إن هناك أكثر من 280 مدينة إيرانية تشهد احتجاجات واسعة وحاشدة ضد قمع النظام.

وطالبت الشعوب -في أوروبا وأمريكا- بالضغط على حكوماتها ونوابها، باتخاذ إجراءات قوية ضد النظام الإيراني، متسائلة: لماذا لا يتم التعرض للرؤوس الكبيرة في النظام؟

وبينما تسلِّط هتافات «المرأة، الحياة، الحرية»، والإضرابات العامة الضوء على الغضب الشعبي المتزايد ضد النظام، وتمثل تحديًا لإيران، إلا أن تهديدًا كبيرًا آخر يلوح في الأفق يغلي تحت السطح، ويمكن أن يكون أخطر أزمة حتى الآن في إيران.

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يتقدم في السن، ويقال إنه مريض، بينما ستضع وفاته التي تلوح في الأفق، مع عدم وجود خليفة واضح له، الجمهورية الإيرانية على شفا أزمة خلافة، وهو التحدي الذي حل بالعديد من الأنظمة الاستبدادية.

ويقول موقع ذا إنترسبت الأمريكي، إن الأزمة قد تؤدي قريبًا إلى تمكين إحدى المنظمات الأمنية القوية في إيران، وهي الحرس الثوري، من القيام بدور مباشر في حكم إيران لأول مرة في تاريخها.وأكد الموقع الأمريكي، أن الموجة الأخيرة من الرفض العلني لنظام المرشد، تشير إلى قسوة التغييرات المقبلة، مضيفًا أنه شيء لا يناقشه أحد تقريبًا داخل إيران، لكن الدولة تستعد لقضية الخلافة.ويقول سينا أزودي، محاضر في الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن: إن وفاة خامنئي ستشكل تحديًا كبيرًا لإيران لأن من يخلفه سيكون من جيل لم يشارك في الثورة.

خامنئي، الذي أصبح المرشد الأعلى عام 1989، حكم إيران أربع مرات تقريبًا أطول من سلفه الوحيد، روح الله الخميني، زعيم الثورة ومؤسس الجمهورية الإيرانية.ومن نواحٍ عدة، فإن النظام الموجود من صنعه الشخصي، وتعتمد إدارة مراكز القوى المتنافسة داخل إيران على دوره كسلطة نهائية، بينما همَّش خامنئي معظم منافسيه داخل رجال الدين، وعزز نفسه كسلطة لا جدال فيها داخل النظام.

ويقول الموقع الأمريكي، إن هذا الاحتكار للسلطة والنفوذ، الشائع في الديكتاتوريات، جعل مكانه آمنًا، مع التشكيك في قدرة النظام على استبداله بشكل مناسب بعد وفاته.

ورغم قوته الفريدة، ظهرت فصائل داخل المؤسسة الأمنية الإيرانية، قد تكون مستعدة للاستفادة من زوال خامنئي، أبرزها الحرس الثوري الإيراني، وهو فرع من القوات المسلحة أنشئ بعد ثورة 1979 كخدمة مسلحة أيديولوجية.

واليوم، ربما يكون الحرس الثوري الإيراني القوة الوحيدة المتبقية داخل إيران مع القوة والحافز للقيام بدور مباشر في السياسة الإيرانية بعد رحيل خامنئي، بحسب ذي إنترسبت.

ويقول الموقع الأمريكي، إنه جرى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، في قرار مثير للجدل من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2019، مشيرًا إلى أن الحرس لم يعد مجرد قوة عسكرية تحت قيادة المرشد الأعلى، بل بات لاعبًا اقتصاديًا رئيسًا داخل إيران، حيث يمتلك أعمالًا تجارية مربحة وممتلكات عقارية، من المرجح أن يسعى إلى الحفاظ عليها بصرف النظر عن التغييرات التي قد تأتي في السياسة الإيرانية.

وتوقع ذي إنترسبت، انقلابًا عسكريًا للحرس الثوري الإيراني، الذي وصفه بالقوي اقتصاديًا والمسلح جيدًا للسيطرة على إيران بعد وفاة خامنئي، مشيرًا إلى أن هذا الانقلاب من الممكن ألا يكون علنيًا.

وبينما قال إنه لا سبب للاعتقاد بأن الشخصيات القوية في الحرس الثوري الإيراني ستعارض هذه الفرصة، ولا أنها ستمنع نفسها من اغتنامها إذا ظهرت بعد وفاة خامنئي.

وقال علي ألفونة، الزميل الأول في معهد دول الخليج العربي: مع الحرس الثوري الإيراني كقادة فعليين لإيران، فإن موقفه من القضايا الداخلية يعتمد على تصور قيادته لمسألة الشرعية ودور رجال الدين الشيعة، مضيفًا: إذا كان رجال الدين الشيعة يُنظر إليهم على أنهم مصدر للشرعية ، فإن الحرس الثوري الإيراني سيواصل تقييد الحريات الشخصية على أسس دينية. وأكد ألفونة، أنه إذا لم تعد قيادة الحرس الثوري الإيراني تنظر إلى رجال الدين الشيعة كمصدر للشرعية، فإنها ستلقي بهم تحت الحافلة، ومن المحتمل أن تمنح الحريات الشخصية، وليست السياسية للجمهور الإيراني.

ورغم ذلك، فإن الموقع الأمريكي، قال إنه لا مؤشرات تذكر على أن الحرس الثوري الإيراني مستعد لاتخاذ خطوة نحو السلطة في أي وقت قريب، خاصة أن خامنئي نفسه قد يتغلب على الصعاب مرة أخرى، ويبقى على قيد الحياة بضع سنوات، إلا أن رحيله الحتمي عن المشهد، في ظل غياب خليفة واضح، إما اختاره وإما سمح له بالخروج عضوياً من داخل المؤسسة الدينية، يعني أن الصورة المستقبلية للسياسة الإيرانية بدأت تلوح في الأفق.