ابتكار مصري.. الشبكة الفضة فخ ام تحرر من نيران الذهب؟
مع بلوغ أسعار الذهب في مصر مستويات قياسية اقتربت من الـ2000 جنيهًا، تسارعت وتيرة البحث عن بدائل، لتتصدر الشبكة الفضة المشهد.
في الأسبوع الأول من ديسمبر الجاري، تصدرت صورة أول شبكة فضة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك؛ حيث تداول العديد من منشور عبر السوشيال ميديا تطالب بتعميم فكرة الشبكة الفضة، وخاصة بعد تدشين عدد من المبادرات ببعض المحافظات المصرية.
وقام شاب وفتاة بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، في واقعة هي الأولي من نوعها بشراء شبكتهما من الفضة بدلًا من الذهب خاصة بعد ارتفاع أسعار جرام الذهب مؤخرا.
وقام العريس ويدعى كريم بشراء شبكة فضة لخطيبته غادة وزنها 40 جراما وتم طلائها بماء الذهب هي عبارة عن "توينز" وسلسلة بنحو 1800 جنيه.
من جانبه، أكد كريم أنه اضطر لذلك بسبب ارتفاع أسعار الذهب، مشيرًا إلى أنه شاهد إعلانًا عن الشبكه الفضة في أحد المحال فعرضت الفكره عليها وعلي أهلها ووافقوا على ذلك بعد تفكيرهم في الأمر.
وحذر مجدي نعيم كيرلس، عضو شعبة تجار المجوهرات والمصوغات في الإسكندرية، الشباب المقبلين على الزواج من فكرة تحويل الشبكة من الذهب إلى فضة نظراً لأن الفضة أرخص بكثير في ظل تباين أسعار الذهب خلال تلك الآونة، واصفا أن ذلك فخ كبير للعرسان.
وقال كيرلس، "إن اتجاه العرسان إلى الشبكة الفضة بسبب رخص ثمن الجرام مقارنة بالذهب هو أمر يظنه البعض أنه مكسب مقارنة بالسعر إلا أنه في حقيقة الأمر خسارة لهما نظراً لأن جرام الفضة عند بيعه يقل ثمنه للنصف بينما الذهب هو احتفاظ للثروة لأن الذهب عند بيعه لا يخسر سوى المصنعية".
وأوضح عضو شعبة تجار المجوهرات والمصوغات في الإسكندرية، أن الذهب يعد استثمار حيث يزداد قيمته مع الزمن عكس الفضة، ناصحاً العرسان بشراء الذهب حتى لو كان مجرد دبلة صغيرة أو خاتم افضل من شبكة كاملة من الفضة تقل قيمتها مع الوقت ويصبح العريس خاسراً لامواله.
وانهال سيل من التعليقات من قبل مستخدمي فيسبوك على صورة أول شبكة فضة في مصر وأثارت الجدل، حيث كتب أحد الأشخاص: "الذهب يكتب في القايمة وده يتلبس والدنيا تمشي والحال يتظبط، المهر والذهب أكثر حاجة رابحة في مشروع الزواج، والمغالاة في المهور أمر تحدث به الكثير من الأجيال عبر السنوات الماضية، ويتجدد النقاش كل حين مع غلاء الأسعار، ولكن ليس من الصواب الغاء الشبكة، بل الإعتدال، وعدم تحمل الطرف الأخر ما يطيق، طالما ارتضاه خلقا ودينا لا في المهر ولا التجهيزات الخاصة بمسكن الزوجية".
وأضاف آخرون: "يا ريت يتم تطبيق فكرة الشبكة الفضة، ويخلوا الذهب يتركن في المحلات، والله أحلى من ذهب بكتير، أنا عندي الذهب ركناه ومش بيتلبس، المفروض أن دي حاجة رمزية زي خاتم أو دبلة ومعاها شبكة فضة، وباقي الدهب يتكتب فلوس أو جرامات كـ حفظ لحق البنت".
فيما تُظهر إحصاءات شعبة الذهب في الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية أن سعر عيار 21 قيراطا تجاوز 1800 جنيه مصري (72.73 دولارا) للجرام في ديسمبر/كانون الأول، وهو ما أشارت تقارير وسائل الإعلام المحلية إلى أنه أعلى مستوى على الإطلاق.
وانخفضت الأسعار منذ ذلك الحين إلى 1545 جنيها، لكنها ما زالت بعيدة عن مستوى 673.5 جنيه قبل عام، وتمثل زيادة حادة مقارنة مع مستوى بين 50 و51 دولارا حاليا في الأسواق العالمية.