جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 09:37 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
”القومي للإعاقة” يخرج بعدة توصيات من لقاء ”تعزيز وعي الكوادر الطبية لمحافظتي القاهرة والجيزة” إفتتاح معرض بداية لتنمية الأسرة ضمن المبادرة الرئاسية ”بداية”ولمدة 3 أيام فى البحيرة وزيرة البيئة تعقد لقاءًا مع المدير العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية UCLG AFRICA بتشريف رئيس الجمهورية..”القومي للأشخاص ذوي الإعاقة” يشارك في إفتتاح المنتدى الحضري العالمي في نسخته الـ 12 محمد صلاح فى مهمة صعبة مع ليفربول أمام ليفركوزن بـ دوري أبطال أوروبا وزارة الصحة تحذر من ”حقنة البرد”: تركيبة اجتهادية ليس لها أساس علمى وزيرة البيئة تشارك في الحوار رفيع المستوى حول المدن و أزمة تغير المناخ نتائج الانتخابات الأمريكية.. تعادل بين هاريس وترامب فى أصغر قرية أمريكية مفوض الأونروا: إسرائيل تنشر معلومات مضللة للإضرار بسمعة الوكالة القبض على المتهمين بسرقة تحف وكتب من شقة بالعجوزة الاستماع لأقوال المؤرخ ماجد فرج فى بلاغ سرقة تحف وكتب من شقته بالعجوزة غارات لجيش الاحتلال الإسرائيلى على المنطقة الصناعية بمحافظة حمص السورية

الشيخ أحمد علي تركي يكتب: كيفية التعامل مع المشكلات الأسرية

الشيخ أحمد علي تركي
الشيخ أحمد علي تركي

لا تخلو أسرة من المشكلات في أي وقت من الأوقات، وهذه المشاكل الأسرية تدمِّر الأسر، وتزلزِل بنيانَها وتؤدِّي بها إلى الانهيار وبالنهاية إلى الطَّلاق وتشتيت شمل الأسرة، وضياع الأبناء، وضياع النِّساء وضياع الرجال.

ولهذا يجب أن نعرف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المشكلات الأسرية وكيف كان يسعى لحلها؟

وعلى الإنسان أن يعرف التعامل الشرعي في حلِّ المشاكل وكيفية التعامل الصحيح مع أفراد الأسرة ومشكلاتهم وفق آداب الشرع، وأن يبحث عن المشاكل وأسبابها ثمَّ يعالجها بالعلاج الشرعي، وإن لم يعرف سأل أهلَ العلم واسترشد بكلامهم في حلِّ المشكلات.

والكثير من المشكلات يمكن تجاوزها بالتنازل عن بعض الحقوق، والتغافل والعفو عن بعض التقصير.

قال تعالى:﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [البقرة: 237].

والأسر لا تخلو من المشاكل التي تعكر صفو الحياة ولو تحمل الطرفان وتحليا بالصبر وتفهما بعضهما وتناقشا بعقل ما احتاجا لتدخل طرف ثالث قد يكون سببا في خراب البيت وغالبا يكون كذلك إذا لم يحسنا الاختيار .

ولذلك جعل الله تعالى الطرف الثالث :

حكما من أهله وحكما من أهلها

النساء

لأن الحكمين من الأهل غالبا ما يكونان حريصين على التقريب بين الزوجين والإصلاح بينهما بخلاف الطرف الغريب غير الحكيم أو صاحب النية السيئة .

قال تعالى :

وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا .

النساء ٣٥

والحكمان لابد أن يتصفا بصفات مهمة :

١- العدل بين الزوجين :

بحيث لا ينحازان لطرف ضد طرف .

٢- الحكمة :

بحيث يحسب كل منهما كل لفظة تخرج من فمه .

٣- حب الإصلاح والخير للزوجين فلا تستدع حكما في قلبه حقد لأحد الزوجين أو كليهما أو طرفا يظهر المودة والحب وهو كاره لأحد الزوجين ويريدها خرابا ونعرف ذلك بالمواقف السابقة له والعشرة الطويلة وسيرته مع الناس .

قال تعالى :

ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام .

البقرة ٢٠٤

فلا تغترن بالكلام الجميل من قلب حقود كان يحسدك على سعادتك ويتمنى لها الزوال فمثله سينقل ما يوغر صدر الطرف الآخر عليك ليوقع العداوة والبغضاء أو ليزيدها .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

لا يدخل الجنة قتات .

رواه البخاري ومسلم وعند مسلم بلفظ :

لا يدخل الجنة نمام .

ومثل هذا كما توعده رسول الله بأنه لن يدخل الجنة توعده كذلك بأنه ليس من المسلمين وليس على هديه صلى الله عليه وسلم فقال :

ليس منا من خبب امرأة على زوجها .

رواه أبو داود والحاكم .

وتخبيب الزوجة على زوجها :

إفسادها عليه بالغواية أو نقل ما يوغر صدرها عليه أو طمس محاسنه في عينها .

٤- أن يكون من الصالحين في مخبره ومظهره لا من الذين يدعون الصلاح وقد خربت على يديه بيوت .

يقول الإمام الشوكاني فتح القدير :

ﻓﺎﺑﻌﺜﻮا ﺇﻟﻰ اﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺣﻜﻤﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻘﻼ ﻭﺩﻳﻨﺎ ﻭﺇﻧﺼﺎﻓﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﺺ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﺤﻜﻤﻴﻦ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺃﻗﻌﺪ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﺃﺣﻮاﻟﻬﻤﺎ ﻭﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ اﻟﺤﻜﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻫﺬا ﺇﺫا ﺃﺷﻜﻞ ﺃﻣﺮﻫﻤﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﻫﻮ اﻟﻤﺴﻲء ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﺄﻣﺎ ﺇﺫا ﻋﺮﻑ اﻟﻤﺴﻲء ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆﺧﺬ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ اﻟﺤﻖ ﻣﻨﻪ ﻭﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﺫاﺕ اﻟﺒﻴﻦ ﺟﻬﺪﻫﻤﺎ .

ﻓﺈﻥ ﻗﺪﺭا ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻥ ﺃﻋﻴﺎﻫﻤﺎ ﺇﺻﻼﺡ ﺣﺎﻟﻬﻤﺎ ﻭﺭﺃﻳﺎ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﻟﻬﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻣﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ ﻭﻻ ﺗﻮﻛﻴﻞ ﺑﺎﻟﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻭﺟﻴﻦ .

٥- لابد من توافر إرادة الإصلاح بين الزوجين من الحكمين وإخلاص النية لصلاح الحال بينهما فإن كانت نيتهما خالصة فعلا لله وفقهما الله للإصلاح وإن لم تكن كذلك كانا سببا لزيادة الشقاق بينهما .

يقول الإمام الشوكاني فتح القدير :

ﻭﻣﻌﻨﻰ: ﺇﻥ ﻳﺮﻳﺪا ﺇﺻﻼﺣﺎ ﻳﻮﻓﻖ اﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻱ ﻳﻮﻗﻊ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩا ﺇﻟﻰ اﻷﻟﻔﺔ ﻭﺣﺴﻦ اﻟﻌﺸﺮﺓ .

ﻭﻣﻌﻨﻰ اﻹﺭاﺩﺓ :

ﺧﻠﻮﺹ ﻧﻴﺘﻬﻤﺎ ﻟﺼﻼﺡ اﻟﺤﺎﻝ ﺑﻴﻦ اﻟﺰﻭﺟﻴﻦ .

ﻭﻗﻴﻞ :

ﺇﻥ اﻟﻀﻤﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ :

ﻳﻮﻓﻖ اﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻠﺤﻜﻤﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ :

ﺇﻥ ﻳﺮﻳﺪا ﺇﺻﻼﺣﺎ ﺃﻱ ﻳﻮﻓﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻜﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﺗﺤﺎﺩ ﻛﻠﻤﺘﻬﻤﺎ ﻭﺣﺼﻮﻝ ﻣﻘﺼﻮﺩﻫﻤﺎ .

ﻭﻗﻴﻞ :

ﻛﻼ اﻟﻀﻤﻴﺮﻳﻦ ﻟﻠﺰﻭﺟﻴﻦ ﺃﻱ ﺇﻥ ﻳﺮﻳﺪا ﺇﺻﻼﺡ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻘﺎﻕ ﺃﻭﻗﻊ اﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ اﻷﻟﻔﺔ ﻭاﻟﻮﻓﺎﻕ .

وأخيراً :

مما ينبغي مراعاته في التعامل مع المشاكل الأسرية :

الكتمان للخلافات الزوجيَّة ، ومحاولة حصر الخلافات الزوجية بين الزوجين ، والحذر من توسيع دائرتها بإدخال الأهل والأقرباء في مشكلاتهما بقدر الإمكان ، فيتحمَّس كل فريق لمناصرة قريبه ولو كان مخطئًا وتتحوَّل المشكلة إلى قضية يتعصب فيها كلُّ فريق لآرائه ، ويتبع أهواءه ، وتتعقد الأمور ، ويصعب الحل وإن كان ولا بد من توسيع الدائرة بعدما يَيئس الزوجان من حلِّ خلافاتهما ، فليكن في أضيق نطاق ولأكثر الأهل حكمة وخبرة .

المشكلة بلاء وما نزل بلاء إلا بذنب ولا رُفع إلا بتوبة .

قال الله تعالى :

﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾

[الشورى: 30]

فلتكن المشكلات محطَّات يتزود الزوجان منها بالإيمان وذلك بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح .

وكذلك الرضا بقضاء الله وقدره لتهون عليه المشكلة أو المصيبة وليستطيع التعامل معها بنفس هادئة مطمئنَّة .

نسأل اللهَ تعالى أن يجنِّب بيوتنا وبيوت المسلمين المشاكلَ والفتن.

وأن يَحفظ بيوتنا وبيوت المسلمين من كلِّ مكروه .