جريدة الديار
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:47 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الصين.. عصيان مدني وتظاهرات بشعارات سياسية غير مسبوقة

تظاهرات الصين
تظاهرات الصين

يتصاعد الغضب من استراتيجية صفر كورونا، التي تنتهجها الصين، انتشرت الاحتجاجات المناهضة للإغلاق، في حدث نادر في البلد الآسيوي، الذي عادة ما يمتنع مواطنوه عن انتقاد الحزب الشيوعي الحاكم وقادته، ​​خوفًا من الانتقام.

ورغم رفع جزء كبير من العالم، لمعظم القيود التي فرضها جراء الجائحة، فإن الصين تمسكت بسياسة الرئيس شي الخاصة بـتصفير حالات كورونا. وسجلت أرقام الإصابات مستويات قياسية، وصلت إلى 40 ألف إصابة جديدة السبت، ما أدى إلى مزيد من الإغلاق في جميع أنحاء البلاد.

و دافعت بكين عن هذه السياسة، كمنقذة للحياة وضرورية لمنع إغراق نظام الرعاية الصحية، ردد محتجون في شنغهاي هتافات منددة لتلك السياسة، بينها: «لا اختبارات بي سي آر، نريد الحرية!».

وفي أكبر موجة من العصيان المدني في البر الرئيس، منذ أن تولى شي جين بينغ السلطة قبل عقد من الزمن، احتج المعارضون للقيود الصارمة التي تفرضها الصين على فيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد.

واندلعت شرارة الاحتجاجات الأحد، بسبب حريق الخميس، بمبنى سكني في أورومتشي أقصى غربي البلاد الأسبوع الماضي، أدى إلى قتل 10 أشخاص، وسط اتهامات بأن عمليات إغلاق كورونا المطولة أعاقت وصول الإطفاء، ومنعت المواطنين من الفرار من الحريق.

وفي مدن شنغهاي وبكين وتشنغدو ووهان وقوانغتشو، اندلعت الاحتجاجات، في تحد لقرار السلطات المحلية، وفقًا لمقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الشرطة نفذت ليلة السبت حملة اعتقالات بحق المتظاهرين.

وفي الساعات الأولى من صباح الاثنين في بكين، تجمعت مجموعتان من المتظاهرين قوامهما ما لا يقل عن 1000 شخص على طول الطريق الدائري الثالث بالعاصمة الصينية بالقرب من نهر ليانغما، رافضين محاولات تفريق الحشود.

وفي تصرف جريء بشكل غير عادي، بدا أنه يشير إلى يأس الناس، دعا حشد في شنغهاي في وقت متأخر من ليلة السبت خلال مواجهة مع الشرطة إلى إسقاط الحزب الشيوعي الصيني والرئيس شي، مرددين هتافات: الحزب الشيوعي! انزل! شي جين بينغ! انزل!، بحسب الجارديان.

واندلعت الاحتجاجات الجمعة في أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانغ أقصى غربي البلاد، بعد لقطات لحريق في مبنى سكني أدى إلى قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في اليوم السابق، ما أدى إلى اتهامات بأن إغلاق كورونا كان عاملاً في عدد القتلى.

وعقد مسؤولو أورومتشي -بشكل مفاجئ- مؤتمرًا صحفيًا السبت لنفي أن إجراءات كورونا أعاقت الهروب والإنقاذ، بينما خضع العديد من سكان أورومتشي البالغ عددهم 4 ملايين نسمة لبعض أطول عمليات الإغلاق في البلاد، حيث مُنعوا من مغادرة منازلهم قرابة 100 يوم.

وفي شنغهاي، أكبر مدن الصين ومركزها المالي العالمي، عادت الحشود الأحد لليوم الثاني على التوالي، إلى طريق أورومتشي الأوسط -الذي سُمي على اسم عاصمة شينجيانغ- رغم سلسلة الاعتقالات الموثقة على نطاق واسع في اليوم السابق.

وأغلقت الشرطة الشارع أمام حركة المرور ونفذت حملة اعتقالات، وفقًا لمقاطع فيديو على الإنترنت، بينما ظهرت صورة سرعان ما انتشرت على نطاق واسع الأحد، تظهر الشرطة تزيل لافتة شارع Middle Urumqi Road.

الأحد، شوهد أحد صحفيي «بي بي سي» ويدعى إدوارد لورانس أمام الكاميرا يتعرض للضرب والركل من الشرطة» قبل إلقاء القبض عليه في المدينة، بينما أظهرته لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يُجر أرضًا مكبل اليدين، بينما شوهد وهو يقول في مقطع فيديو آخر: اتصل بالقنصلية الآن.

وقال متحدث باسم «بي بي سي»: إن هيئة الإذاعة البريطانية قلقة للغاية بشأن معاملة الصحفي إد لورانس، الذي تم اعتقاله وتقييد يديه أثناء تغطيته للاحتجاجات في شنغهاي»، مضيفًا: لقد احتُجز ساعات قبل إطلاق سراحه لورانس كان يغطي الاحتجاجات بصفته صحفيًا معتمدًا.

كان لورانس، وهو صحفي كبير ومصور في مكتب «بي بي سي» في الصين، يغرد على تويتر من مكان الاحتجاج في شنغهاي صباح الأحد بتوقيت المملكة المتحدة، قائلًا: «أنا في مكان الاحتجاج الاستثنائي ضد سياسة صفر كورونا، الليلة الماضية في شنغهاي. كثيرون يجتمعون هنا وهم يشاهدون بهدوء، كثيرين من رجال الشرطة».

السبت، هتف الناس في شنغهاي: لا اختبارات بي سي آر، نريد الحرية! الحرية! الحرية!.

نريد فقط حقوقنا الإنسانية الأساسية. لا يمكننا مغادرة منازلنا من دون الخضوع لاختبار، يقول متظاهر يبلغ من العمر 26 عامًا في شنغهاي، طلب عدم كشف هويته لرويترز: حادث شينجيانغ هو الذي دفع الناس بعيدًا جدًا.

وتقول الجارديان، إنه من النادر حدوث احتجاجات واسعة النطاق في الصين، حيث تم القضاء على المعارضة في عهد شي، ما أجبر المواطنين في الغالب على التنفيس عن إحباطهم على وسائل التواصل الاجتماعي، التي يمارسون عليها ألعاب القط والفأر مع الرقابة.

وتداول مغردون صورًا ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وثقتها الجارديان، إلا أنه بينما أزالتها السلطات المحلية ومراقبو الإنترنت في الصين بسرعة، استمر بعضها في الانتشار على تويتر المحظور في الصين.

وتزعم قوائم التعهيد الجماعي على وسائل التواصل الاجتماعي أن الاحتجاجات جرى توثيقها في قرابة 50 جامعة صينية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وبشعار الحرية ستنتصر هتف الطلاب في جامعة تسينغهوا النخبوية ببكين، داعين إلى إنهاء عمليات الإغلاق الأحد، بينما تحدى الذين أقاموا وقفة احتجاجية سلمية على ضفاف النهر أوامر الشرطة بالمضي قدمًا.

وقال طالب لـ فرانس برس، إن بعض الطلاب حملوا ورقة فارغة بالقرب من المقصف قرابة الساعة 11:30 صباحا، وإن 200 إلى 300 شخص انضموا إليهم بعد الظهر، بينما أصبحت الملاءات الفارغة رمزًا للاحتجاجات المتزايدة.

ووفقًا لمقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت، صاح المتظاهرون: هذه ليست حياة طبيعية، لقد اكتفينا. لم تكن حياتنا هكذا، بينما هتف آخرون: الديمقراطية وسيادة القانون! حرية التعبير!.

وبأوراق فارغة تجمع حشد كبير في مدينة تشنغدو الجنوبية الغربية، وفقًا لمقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مرددين هتافات: لا نريد حكامًا مدى الحياة. لا نريد أباطرة في إشارة إلى شي الذي ألغى حدود الفترات الرئاسية. وصاح المواطنون: أعطني الحرية أو أعطني الموت!.

بينما أظهرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، أن مدينة لانتشو في الشمال الغربي شهدت احتجاجات عارمة، حيث قلب السكان السبت خيام موظفي كورونا، وحطموا أكشاك الاختبار. وقال المتظاهرون إنهم وضعوا تحت الإغلاق، رغم عدم إصابة أحد.

ووفقًا للصور ومقاطع الفيديو بموقع سينا ​​ويبو، التي حُذفت لاحقًا، بجامعة الاتصالات الصينية في نانجينغ شرقي الصين، رفع طالبان صفائح بيضاء من الورق في ساحة الجامعة السبت.

وسرعان ما تم قمع الاحتجاجات ذات الصلة في جامعة هونغ كونغ، حيث حمل طلاب من البر الرئيس الصيني الزهور ووزعوا منشورات حول حريق أورومتشي، بعد أن استدعت الجامعة الشرطة.

في حديثه إلى برامج المحادثات السياسية الأمريكية الأحد، وصف الدكتور أنتوني فوسي المدير المنتهية ولايته للمعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، نهج الصين تجاه كورونا بأنه شديد للغاية وقاسٍ إلى حد ما.

وأضاف: الإغلاق المطول من دون أي غرض ظاهر أو نهاية له. حقًا لا معنى له بالصحة العامةإنه يحيرني في كثير من النواحي.

وقال البروفيسور تشونغ كيم واه عالم الاجتماع السابق بجامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، إنه رغم انتشار الاحتجاجات الصينية، من غير المرجح أن تهدد الحكومة المركزية، متوقعًا أن تستخدم الحكومة التهدئة والقمع لنزع فتيل السخط.

وأضاف: على المرء أن يلاحظ ما إذا كانت الشعارات المعادية للرئيس شي، ستنتشر، لكنه يمكن أن ينقل المسؤولية إلى السلطات المحلية، كما يمكن للحكومة المركزية أن تقول إن الحكومات المحلية هي التي فرضت قيودًا مفرطة بسبب كورونا، في إشارة إلى إعلان حكومي في 11 نوفمبر الجاري، خفف بعض القيود وحث المسؤولين المحليين على الامتناع عن قيود كورونا العشوائية.والأحد، قالت افتتاحية صحيفة بيبولز ديلي الصينية، إن الحرب ضد الوباء يجب أن تستمر، بينما شجبت التطبيق المفرط للقيود.