معجزة الحضارة الفرعونية .. اعادة بناء وجه أول مومياء مصرية حامل
وضع علماء بولنديين أول تصور لشكل أول مومياء مصرية حامل مُكتشفة.
واعتمد العلماء في مهمتهم على تجميع بقايا من المومياء إلى جانب الجمجمة، حتى نجحت الجهود في إخراج صورتين للسيدة، كأنها ما زالت على قيد الحياة.
في هذا الصدد، أكدت شانتال ميلاني، عالمة الأنثروبولوجيا الجنائية الإيطالية والعضو في مشروع "مومياء وارسو"، على أن جمجمة المومياء بها معلومات دقيقة بشأن وجه السيدة.
رغم ما وصلوا إليه، نوهت "شانتال" بأن الصورتين النهائيتين لا يمكن اعتبارهما على مستوى عال من الدقة، لكن في نهاية الأمر، هناك إجراءات بالإمكان تطبيقها لإعادة بناء الوجه وفق إشارتها.
أضافت العالمة أن إعادة بناء سماكة الأنسجة الرخوة هو عنصر يحظى بأهمية كبيرة، وله نقاط عدة على عظام الوجه.
في أغسطس الماضي، زعم خبراء أن السيدة المصرية لم تكن حبلى من الأساس.
ونوه الخبراء، بحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل"، بأن "ما بدا أنه جنين في فحوصات الأشعة السينية وصور التصوير المقطعي المحوسب، كان في الواقع (نتيجة وهم الكمبيوتر وسوء التفسير)"، كاشفين عن أن الموجود داخل المومياء "عبارة عن أعضاء محنطة داخل المعدة وليس جنينًا".
وفي هذا الصدد، قالت المؤسس المشارك لمشروع "مومياء وارسو"، كاميلا براولينسكا، إن البحث الأصلي "لم يكن دراسة علمية موثوقة".
وأوضحت "براولينسكا"، أن اكتشاف الحمل الظاهر للمومياء كان نتيجة "وهم ناجم عن ظاهرة تُعرف باسم (pareidolia)، وهي رغبة بشرية طبيعية في رؤية الأشياء المألوفة في أشكال عشوائية".
لكن يبدو أن الانقسام قد نال حينها من الفريق البحثي، إذ رفضت الباحثتان مارزينا أوزاريك وجسنش إجسموند، الادعاء بأن المومياء لم تكن حبلى.
وأصدرت العالمتان بيانًا قالتا خلاله: "فريق المشروع لا يؤكد هذه المعلومات. المومياء حامل".
تجدر الإشارة إلى أن دراسة سابقة، أجراها الباحثون البولنديون في يوليو/ تموز الماضي، أثبتت أن المومياء توفيت بسبب إصابتها بنوع نادر من السرطان.
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أجرى الباحثون في بولندا مسحًا لجمجمة المومياء المصرية، عندما اكتشفوا علامات غير عادية في العظام.
وعلى غرار تلك الموجودة في المرضى الذين يعانون من سرطان البلعوم، خلص العلماء إلى أن المومياء على الأرجح ماتت من نفس المرض.
ويعد سرطان البلعوم الأنفي نوعًا نادرًا من السرطانات التي تصيب جزء الحلق الذي يربط مؤخرة الأنف بمؤخرة الفم.
وذكرت الصحيفة، أن المرأة، الملقبة بـ"السيدة الغامضة"، توفيت أثناء حملها، وتحديدًا في الأسبوع الـ28، لكن الباحثين الآن حددوا سبب الوفاة.
وتُظهر الصور الصادرة عن المشروع، الجمجمة المصابة بكدمات، على الأرجح ناتجة عن ورم وعيوب كبيرة في أجزاء من العظام لا تتشكل عادةً أثناء إجراءات التحنيط.
وقال حينها البروفيسور رافاي شتيك، من قسم الأورام بجامعة وارسو الطبية: "لدينا تغيرات غير معتادة في عظام البلعوم الأنفي، والتي لا تحدث بسبب عمليات التحنيط".
وأضاف البروفيسور ستيك أن صغر سن المومياء وعدم وجود سبب آخر للوفاة يشير إلى أن الأورام هي السبب الرئيسي.
وفي العام الماضي، كشف فحص باستخدام التصوير المقطعي أن سن المرأة كان يتراوح بين 20 إلى 30 عامًا عندما توفيت وكانت في الأسبوع السادس والعشرين إلى الثلاثين من الحمل.
وتم لف الجثة بعناية في الأقمشة وتركت مع مجموعة غنية من التمائم لرؤيتها في الحياة الآخرة، وفقًا لما كتبه المؤلفون في مجلة العلوم الأثرية، وكان جنينها موجودًا في الجزء السفلي من الحوض، وتم تحنيطه مع والدته.
وكان محيط رأس الجنين 9.8 بوصة، والذي استخدمه الفريق لتحديد أنه كان بين الأسبوعين 26 و30 من العمر.
لم يستطع الخبراء في مشروع مومياء وارسو تحديد سبب عدم استخراج الجنين وتحنيطه من تلقاء نفسه، كما ظهر في حالات أخرى من الأطفال المولودين ميتًا.