«حادث عنصري».. بالبرلمان الفرنسي يشعل الغضب بين الفرنسيين و يصدم ماكرون
لاتزال أصداء تصريحات عنصرية من أحد أعضاء البرلمان الفرنسي، في إثارة الجدل و الاستياء و الصدمة في الداخل الفرنسي.
حيث أوضح مشرع فرنسي من أصول إفريقية اليوم، إنه ”أصيب بجرح عميق” بعد أن أدلى عضو يميني متطرف في البرلمان الفرنسي بتصريح عنصري ، خلال جلسة تشريعية أثار إدانات من جميع الأطياف السياسية.
وقد تضمن التصريح قول غريغوار دي فورنا من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بقوله وهو يهتف بعبارة ”العودة إلى إفريقيا” في وجه النائب كارلوس مارتينز بيلونغو، الذي كان يستجوب الحكومة أمس، بشأن المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في البحر.
وتسببت عبارة دي فورنا في إثارة ضجة في البرلمان الفرنسي على الفور، ما دفع رئيس الجمعية الوطنية إلى تعليق الجلسة وفتح تحقيق.
ويشار إلى أنه لم يتضح ما إذا كان دي فورنا قد قال إن على بيلونغو العودة إلى إفريقيا، أم أنه ينبغي على المهاجرين القيام بذلك.
والجدير بالذكر أن هذا التصريح آثار صدم الكثيرين، ومنهم الرئيس الفرنسي، وأثار تساؤلات حول كراهية الأجانب في أقصى اليمين وأطياف أخرى من المجتمع الفرنسي.
حيث أفاد قصر الإليزيه من خلال بيان رسمي له، أن الرئيس إيمانويل ماكرون مصدوم بالتعليق ”غير المقبول داخل أو خارج” المجلس.
فيما شددت جماعات فرنسية مناهضة للعنصرية على أنه بغض النظر عن المستهدف، فإن التعليق يعكس إهانة عنصرية تجاه ملونين يطلب التعليق منهم العودة إلى إفريقيا.
حيث وصفته جماعة “اس أوس أس راسيزم” المناهضة للعنصرية، بأنه ”الوجه الحقيقي لليمين المتطرف: وجه العنصرية”.
كما أوضح رئيس الجماعة دومينيك سوبو، بقوله أنه ”من الواضح أنه تعليق عنيف للغاية”، بغض النظر عما قاله دي فورنا تحديدا.
أما الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية، فقد عبرت عن تنديدها بالتعليق، ووصفته بأنه ”مثير للاشمئزاز” ويظهر ”وحشية صارخة”.
ومن جانبه فقد طالب النائب كارلوس مارتينز بيلونغو، النائب من حزب ”فرنسا لا تنحني” اليساري المتشدد، خلال حديثه اليوم لقناة بيه إف إم التلفزيونية الأخبارية، بإقالة دي فورنا.
كما أوضح أنه تلقى آلاف الرسائل في أعقاب الواقعة من أشخاص أخبروه أنهم يسمعون تعليقات مماثلة في حياتهم اليومية، وأكد إن الكلمات ”تلقى صدى لدى العديد من الفرنسيين الذين شعروا بالأذى”.
وخلال تصريحاته عبر بيلونغو، عن إشادته برد الفعل الفوري الغاضب من غالبية المشرعين من مختلف الأطياف السياسية.
أما غرايغوار دي فورنا فقد علق مدافعا عن نفسه، إنه كان يشير إلى المهاجرين في البحر، وليس كما فهم البعض إلى زميله في البرلمان.
وذلك من خلال تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر اليوم ، قال فيها ”لازلت متمسكا بتعليقي حول سياسات الهجرة الفوضوية لبلدنا”، كما دعا حزب ”فرنسا لا تنحني” إلى احتشاد يوم الجمعة قرب الجمعية الوطنية دعما لبيلونغو.