جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 10:47 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جرائم وتسول وابتزاز ودعوات قضائية لمنعه

”التيك توك” .. من «التريند» إلى الزنزانة

الشويخ : أين الآباء الأمهات من هذا التطبيق

فرويز : أصبحنا في زمن البحث عن الأموال بالطرق السهلة الرخيصة

نور الدين : هذا التطبيق لديه مبنى ضخم بمصر و لديه آلاف العاملين

التركى: «تيك توك» بات نافذة لنشر الفاحشة

هاشم : السوشيال ميديا سلاح ذو حدين وضررها يتوقف على طريقة استخدامها

أصبح آلاف الشباب يبحثون على الثراء السريع وتحقيق أرباح مادية كبيرة دون عناء عبر الإنترنت، وهو ما وصل ببعضهم إلى التفكير في تحقيق نسب مشاهدة عالية مع الشهرة الواسعة حتى وإن كان ذلك سيتحقق بطرق غير مشروعة أو غير أخلاقية، الأمر الذي جعل الآلاف يحذفون من أذهانهم فكرة السعي والبحث وراء فرص العمل، وفضلوا الجلوس في منازلهم للتفكير في أفكار يتم تصويرها وعرضها عبر تطبيق "تيك توك" الإلكتروني ليتمكنوا من خلاله تحقيق الربح بكل سهولة دون أي مشقة أو عناء.

ويواجه تطبيق الفيديو الصيني "تيك نوك" انتقادات عنيفة للغاية، لتعريض مستخدميه للخطر خاصة الفئة العمرية الأصغر من الأطفال والمراهقين، الذين يشكلون فيه أغلبية المستخدمين، حتى ظهرت دعوات قضائية بمنعه في مصر، وزاد الأمر خطورة حينما شاركهم الآباء والأمهات تلك التصرفات غير الأخلاقية.

"الديار" حرصت على مناقشة ذلك الموضوع مع مختلف الأطراف المعنية لدق ناقوس الخطر من مثل هذه الظواهر الاجتماعية الدخيلة على مجتمعاتنا العربية قبل فوات الأوان.

بداية أكدت الدكتورة هبة الشويخ، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، وخبيرة إدارة الموارد البشرية، أن تطبيق "تيك توك" من أخطر تطبيقات "السوشيال ميديا" المتواجدة على الساحة، فهو لا يصلح تمامًا للأطفال دون السن القانوني،

وللأسف الآباء والأمهات غير مدركين أنهم مسئوليتهم اتجاه أبنائهم وعن تربيتهم لمتابعة ما يشاهدونه من مقاطع فيديو منتشرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، تاركين الهواتف المحمولة في أيادي أبنائهم بدون أي رقابة على ما يشاهدونه، وتطبيق مثل "تيك توك" يفرض على المُشاهد الفيديوهات "التريند" التي حصلت على أعلى مشاهدة ولتحقيق ذلك يكون محتوى الفيديو مُبتذل وأكثر إباحية ومليء بالايحاءات والألفاظ الخارجة.

وطرحت «الشويخ» تساؤلا هاما قائلة: هل الآباء والأمهات في كامل قواهم العقلية وهم تاركين مثل هذا التطبيق على هواتف أبنائهم؟ واختصت الأطفال أكثر من الشباب، موضحة أن أهم أسباب قيام الأمهات بترك الأطفال في أيدي أبنائهم بالساعات ظنًا منهن أنه يقضي وقت فراغه عليه بدون أفعال خاطئة معتبرة ذلك أكثر أمان عن الإختلاط مع الأخرين.

وأضافت الشويخ، أن الأسر نفسها هي من تستغل أبنائها في بعض الأحيان في صنع الفيديوهات لكسب الملايين من المشاهدات حتى يكونوا من صانعي التريند، وطالبت أن يتم محاسبة هؤلاء بالقانون لأنهم من الشخصيات أصحاب الوضع المتدني من الثقافة، ولا يصلح معهم المناقشة أو التوجيه، مشيرة إلى أن الحل هو حذف التطبيق نهائيًا من هواتف الأبناء خاصة الأطفال منهم..

ويتحدث الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي عن العوامل النفسية التي جعلت الأطفال والشباب يستخدمون "تيك توك" بعد أن أصبح الملاذ لهم قائلًا: أصبحنا في زمن البحث عن الأموال بالطرق السهلة الرخيصة، مثل اليوتيوب والتيك توك، بالإضافة لحالة الانهيار الثقافي لدى الكثير مع الازدواجية الدينية مثل الشاب الذي يصلي ويجلس يبتز الفتيات على تيك توك بحجة الوعظ، وقيام الفتاة المحجبة بالرقص والغناء في التطبيق، وكل هذا يعد مسخا ثقافيا ويهون كل شئ في سبيل المادة.

وفي نفس السياق قال اللواء أحمد طاهر نورالدين، الخبير الأمني المتخصص في قضايا الإتجار بالبشر والهجرة غير المشروعة، أن تطبيق "تيك توك" تسبب في حالة من الإدمان لدى مستخدميه، وأصبح اتخاذ الهاتف المحمول من أيدى الأطفال تعذيب لهم يتألمون بسببه، ويشعرون بالاضطهاد.

وأضاف أن هذا التطبيق لديه مبنى ضخم في مصر ويعمل لديه آلاف العاملين، ومثل هذه المؤسسات قامت بتوقيع عقود مع الحكومة ويحكمها قانون دولي، والحكومة وضعت شروط لحماية المستخدم، ولكن التطبيق يتحايل على القانون من خلال وضع برامج الحظر ليست على آلية كافية لقراءة المحتوى وبالتالي هذه الألية لا تستطيع حجب هذه الفيديوهات.

ومن جانبه قال الشيخ أحمد التركي، أحد علماء الأزهر الشريف، أن تطبيق "تيك توك" هو تطبيق مثل باقي التطبيقات ولكن يتم استخدامه بشكل سيء من خلال العري والفجور للحصول على الأموال، وخاصة أن الشعب المصري لا يفقه كيفية التعامل مع التطور التكنولوجي.

وأوضح أن الشريعة الإسلامية ترى أن ما يتم عرضه على "تيك توك" هو من الفسق والفجور ونشر للفاحشة، مستشهدًا بالآية القرآنية في سورة النور: قال الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

وتقول دكتورة أسماء محمد نبيل، مدرس علم الاجتماع بقسم الفلسفة والاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أصبح تطبيق التيك توك التطبيق الأول الرائج بين الأطفال والمراهقين، وللأسف نتيجة انتشار الكورونا والبقاء لوقت طويل في المنزل عمدت بعض البنات القاصرات إلى الرقص لقتل الوقت وذلك عبر تطبيق تيك توك، الأمر الذي بات يشكل خطورة كبيرة على حياتهن، لذلك فإن عرض مقاطع فيديو لفتيات قاصرات وهن يرقصن يشجع المتربصين والمجرمين على استخدام المقاطع للإساءة إلى هذه الفتيات القاصرات أو التحرش اللفظي بهن أو إرسال رسائل مسيئة تؤدى غالبا إلى إحداث أذية نفسية للشخص ولعائلته، وبما أن جمهوره الأول هو الشباب الصغير فهم أكثر المتأثرين بأي شيء خاطئ قد يحدث عبر التطبيق.

محمد الجندى، خبير أمن المعلومات، يرى إن التيك توك يعد أكثر انحلالاً في مصر من دول الخارج، فـ 90% من علماء الاجتماع يؤكدون تأثير السوشيال ميديا على النشأة والثقافة.

وحمل الأسرة والدولة والمجتمع والمدارس المسؤولية في محاربة الأشياء الخاطئة التي ظهرت بسبب السوشيال ميديا، منوهاً إلى تقرير وزارة الاتصالات الأخير، حيث قالت إن تطبيق التيك توك يعتبر رقم واحد من تطبيقات الميديا على الموبايل، يلجأ إليه الكثير من الشباب لتحقيق مكاسب مالية كما حدث مع طالبة أثار القاهرة حنين وغيرها.

وقالت الدكتورة عزة هاشم، أستاذ علم النفس السياسى، إن السوشيال ميديا مجال عام لا يجوز الحكم عليه بكونه السبب الأول في وقوع العديد من الجرائم التي شاهدناها خلال الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين يرجع لطريقة استخدامه.

وأشارت إلى أن مشاركة أولياء الأمور أبنائهم في الفيديوهات المعروضة على التيك توك يعد نوعًا من الحماية، خاصة إذا كان الأبناء في مرحلة المراهقة، فمن خلال تلك المشاركة يمكن إحكام السيطرة على الأبناء ولا نعطى لهم فرصة في العزلة بمفردهم.

وأوضحت أن السوشيال ميديا وما نشاهده من سلوكيات مرفوضة من الفتيات باستعراض أجسادهن ليس بجديد، فبعضهن نشأن على ذلك، وطريقة التنفيذ تختلف باختلاف الوسيلة.

بلاغات لإغلاق التطبيق

وتقدم سمير صبري المحام بالنقض ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا لإغلاق تطبيق "التيك توك"

وجاء من البلاغ : بالمخالفة للدستور وللقانون وكافة القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية انتشرت منصات خادشه للحياء وللآداب العامة وتسعى جاهدة إلى نشر الفجور والتدني والفضائح والعري عبر هذه المواقع.