جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 07:30 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

من الفراعنة حتى 2022.. كيف تغير عيد الحب عند المصريين ؟

عيد الحب في مصر القديمة
عيد الحب في مصر القديمة

دعوة لنشر مشاعر الحب لمن حولنا في عيد الحب المصري 2022 جميعنا نستحق هذه المشاعر النبيلة فكلنا بشر في المقام الأول - عبر عن حبك الآن!

كل شخص منا لديه طريقة معينة للتعبير عن مشاعره تجاه الأخر، قد تكون هذه الطريقة مرضية لبعض الأشخاص وقد تكون غير مقبولة على الإطلاق للآخرين. فهناك من لا يفضل الهدايا الثمينة أو الهدايا بصفة عامة لاستقبال مشاعر الحب من الطرف الآخر، وهناك من يرضي بالكلمة الطيبة والاحساس الذي يصل إلى القلب بصورة أسرع بكثير من الهدايا العينية. أياً كانت طريقتك في التعبير عن مشاعرك، يجب عليك معرفة ما يفضله حبيبك أو حبيبتك وما هي الأشياء التي تنشر السعادة في قلوبهم. فكر قليلاً قبل أن تتهور في المبالغة في مشاعرك؛ فقط حاول أن توصلها بالصورة اللائقة التي تنال إعجاب الطرف الآخر. سواء كنت مؤيد أو معارض لعيد الحب، يسعدنا أن نتناول اليوم بعض المعلومات حول عيد الحب المصري 2022 وأسباب الاحتفال به للمرة الثانية بعد عيد الحب العالمي، وأقدم القصص والحكايات التي تشهد بوجود الحب بين البشر.


من المعروف أن ملايين الأفراد حول العالم تحتفل بعيد الحب في يوم ١٤ فبراير من كل عام والذي أطلق عليه "يوم الفلانتين"، إلا أنه في عام ١٩٧٤ جاء الكاتب الصحفي المصري "مصطفي أمين" بفكرة جديدة غيرت مسار عيد الحب داخل مصر ليتم الاحتفال به مرتين في السنة، الأولي بالتزامن مع عيد الحب العالمي والثانية في يوم ٤ نوفمبر ليكون عيد الحب المصري بما يتضمنه من احتفالات متعلقة بالأصدقاء والأحباب والعائلة، بحيث لا تكون قاصرة على العشاق فقط.


وبهذا يصبح موعد عيد الحب المصري 2022 يوم الجمعة الموافق 4 نوفمبر، وفيه يتغلب معظم الأشخاص على مشاعر الحزن والكره واستبدالها بمشاعر الخير والحب للجميع متمثلة في الكلمة الطيبة أو الهدايا البسيطة التي قد تكون عبارة عن وردة ذات اللون الأحمر الجميل – ليس فقط لشريك حياتك أو حبيبك أو حبيبتك، ولكن لجميع أفراد أسرتك وأصدقائك واحبائك.


للإجابة على هذا السؤال، يجب أولاً معرفة من هم هؤلاء الأحباء، فقد تعني كلمة "حبيب" الزوج أو الزوجة، الأبناء، الوالدين، الأخوات، الأصدقاء، أو أي شخص يميل إليه قلبك. لذلك، انشر الخير والحب على قدر المستطاع ولا تجعله محدود أو قاصر على شخص معين في حياتك، بل عبر عن حبك لأي شخص مهم في حياتك وأولئك الذين يستحقون هذا الحب بالفعل. سواء كنت مؤيد أو معارض لفكرة الاحتفال بعيد الحب، كل ما عليك فعله هو التعبير عن مشاعر الحب التي بداخلك للأشخاص الذي يستحقون هذا الحب لأننا في المقام الأول والأخير بشر ولنا قلب خلقه الله سبحانه وتعالي لنشعر به ونحب به.

الحب لا يرتبط بزمن أو أشخاص أو مناطق معينة؛ فهو موجود بجميع الصور والاشكال بين البشر مهما كانت جنسيتهم أو عرقهم أو الزمن الذين يعيشون فيه. ولقد سجل التاريخ المصري القديم العديد من قصص الحب المنقوشة على جدران المعابد والمرسومة على رسائل أوراق البردي.


وكانت من بين أقدم قصص الحب في التاريخ هي قصة "أمنحتب وتي" التي كادت أن تتسبب في ضياع العرش حيث كان أمنحتب الثالث أحد ملوك الدولة الحديثة التابع للأسرة الـ ١٨، إلا أنه سرعان ما وقع في حب فتاة عادية من عامة الشعب اسمها "تي" وأصر على الزواج منها وكان هذا غير مقبول على الاطلاق نظراً لأنها مجرد خادمة وليست من البيت الملكي، فهل انتصر الحب؟

بعد محاولات عديدة من أمنحتب، تزوج بالفعل من تي بعد أن أدعي كهنة آمون بأن أمنحتب الثالث هو ابن الإله ومن حقه التزوج من أي فتاة. وللتعبير عن مشاعر حبه لهذه الفتاة، أمر الملك أمنحتب بحفر بحيرة كبيرة لتتجول فيها "تي" بقاربها الملكي وقدمها هدية لزوجته الغالية. ليس معني هذا أن الحب يقدر بالمال، بينما بعمل الأشياء المفضلة لمن تحب.

نتحدث هنا عن حكاية "ادوارد الثامن" ملك إنجلترا الذي تنازل عن عرش الحكم من أجل حبه لـ "واليس سيمبسون" وهي سيدة أمريكية سبق لها الزواج. وكان ذلك الحب مخالف للدستور الملكي البريطاني وبروتوكول الزواج الخاص بولي العرش. وهنا كان قرار ادوارد واضح وصريح، فقد تخلي عن الحكم وعن ألقابه الملكية ليرجع له اللقب السابق الأمير ادوارد ويتزوج من واليس. على الرغم من حصوله على لقب "الملك العاشق"، إلا أنه لم يبالي بأي شيء سوي أن يبقي بالقرب من حبيبته وأن يقضي معها سنوات عديدة مليئة بالحب والسعادة.


أحياناً ننظر إلى قصص الحب زمان وكأنها قصص لن تحدث مجدداً بنفس الكيفية والاحترام المتبادل والنظافة في المعاملة والحب الغير المشروط. إلا أن الحب يعتبر أسمي المشاعر الإنسانية التي أوجدها الله منذ بدء الخليقة على وجه الأرض. وكان أكبر مثال على ذلك هو خلق حواء من ضلع أدم لإعمار الأرض وتبادل المشاعر السامية بينهم وخلق حياة سعيدة. كما أن قصص الحب القديمة مازالت حية حتى الآن مثل قصة روميو وجوليت، عنتر وعبلة، قيس وليلي.


وتميز حب زمان بالمشاعر الفياضة حيث كان يتهافت الأحباب على شاطئ النيل والذي يعتبر مثال حقيقي لنبع الحب والصفاء، كذلك كانوا يتبادلون المشاعر من خلال حضور حفلات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ أو السماع إليها عبر الراديو، وكان منتشر جداً تبادل رسائل الحب والغرام. أما الآن فقد قلت نسبة الحب ليتماشى مع عصر السرعة الذي نعيشه وتحول مفهومه من حب حقيقي إلى التسرع في الارتباط والزواج لينتهي بطلاق سرعان ما زادت نسبته خاصة في الآونة الأخير.


ويمكن تلخيص مفهوم الحب في بعض الكلمات؛ الحب يعني التفاهم ولغة الحوار الراقية وتقبل الآخر بكل مميزاته وعيوبه. فإذا وجد التفاهم، نجد لغة الحوار راقية، وبالتالي إمكانية سماع الآخر بكل عناية واهتمام مما يجعل الصورة واضحة للجميع، حتى وإن لزم الأمر الاعتذار للآخر عن سوء الفهم أو عن فعل لم يكن مقصود. جميعنا بشر، لا يوجد بيننا ملاك بلا عيوب، ولا يوجد بيننا شيطان بلا مميزات. كما يجب أن نتأكد أن هناك قصص حب حقيقية مازالت تحدث حتى يومنا هنا، وهناك من يحرص على بقاء شريك حياته لآخر العمر وهناك من يخاف على زعل الاخر وهناك من يسعي دائما لسعادة أحبائه.


يستحيل أن نجد دين سماوي لا يدعو للمحبة بكل معانيها السامية بين البشر، وبناء على ذلك قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية وأمين لجنة الفتوي بدار الافتاء أنه لا مانع من الحب بين الشاب والفتاة، مشدداً على أن الحب ليس حراماً ولكن ينبغي علينا أن نكلله بالأخلاق والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة. ولمح الدكتور مجدي على أن أقوي علامة من علامات الحب هو أن نرحم الآخرين، فليس هناك حب بلا رحمة.


وفيما يخص الاحتفال بعيد الحب، فأشار الدكتور مجدي أنه لا مانع من تخصيص يوم للطفل ويوم للمرأة ويوم للحب من أجل أن يعبر كل شخص عن مشاعر الحب تجاه الآخر؛ فالدين محبة. وهنا حسمت دار الافتاء الجدل في حكم الاحتفال بعيد الحب وكيف نعبر عن مدي الحب الموجود بداخلنا.


وعلى الرغم من ذلك، نجد بعض الأشخاص معارضه للفكرة، في حين أن البعض الآخر لا يبالي بعيد الحب. كما أن هناك بعض الدول التي منعت الاحتفال بعيد الحب منها: إيران، روسيا، ماليزيا، وباكستان. وهنا يوجد أكثر من سيناريو حول هذا الموضوع، فهناك من يعبر عن حبه طوال أيام السنة دون تخصيص يوم واحد لهذا، وعلى الجانب الآخر هناك من يشعر أنه لا داعي لتخصيص يوم للحب أصلاً فهي بدعة مكتسبة من الأجانب. سواء كنت مؤيد أو معارض أو لا تبالي، يجب علينا جميعاً احترام رأي الآخر واحترام الطريقة المثلي التي يعبر بها عن حبه. فالحب رسالة سامية يجب أن ننشرها بين الأشخاص من حولنا من أجل حياة صحية وسعيدة.