وثائقي يلهم أنصار ترامب تصوير ومراقبة صناديق الاقتراع
ٱفاد الأشخاص الذين يقضون ليالي في مراقبة وتصوير صناديق الاقتراع المنتشرة في فضاءات عامة بولاية أريزونا الأميركية إن مهمتهم هي إنقاذ الديموقراطية ومنع تكرار التزوير الذي شهدته في رأيهم انتخابات عام 2020 لحرمان دونالد ترامب الفوز بولاية رئاسية ثانية.
لكن بالنسبة لمسؤولي اقتراع ومدافعين عن حقوق التصويت والعديد من المواطنين في الولاية التي تشهد إقبالاً كبيراً على التصويت المبكر، فإن هؤلاء المراقبين المتطوّعين متأثرون بشريط وثائقي مليء بالمعلومات المضلّلة يرخي بظلاله على انتخابات منتصف الولاية.
ويُتهم هؤلاء المراقبون بتخويف الناخبين المقبلين على صناديق الاقتراع الآمنة التي تنتشر في فضاءات عامة بالعديد من الولايات.
الفيلم الذي يحضّهم على ذلك من إنتاج الناشط اليميني المتطرّف دينيش ديسوزا وعنوانه "2000 بغل"، وهو يقوم على نظرية مؤامرة مفادها أن "بغالا" هرّبت أوراق اقتراع مزورة إلى داخل الصناديق لترجيح كفة جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
في مقابلة مع وكالة فرانس برس، دافع ديسوزا عن شريطه ودقّة مضمونه، قائلاً إن من يراقبون صناديق الاقتراع وطنيون يخشون الاحتيال.
ظهرت تحديات قانونية للمنظمات التي تتزعم مراقبة الاقتراع بعد أن أحالت سكرتيرة ولاية أريزونا على سلطات إنفاذ القانون العديد من شكاوى ناخبين قالوا إنهم تعرّضوا للتخويف، إحداها لناخب أكد أنه اُتهم بكونه بغلا.
في هذا الصدد قال كبير مديري الأبحاث في معهد الحوار الإستراتيجي ومقره لندن جاريد هولت إنه "في العامين الماضيين، شنّ الساعون لإثبات أن الانتخابات مزورة حملة لم تقد إلى نتيجة.
وأضاف ما يميز المزاعم حول البغال عن نظريات المؤامرة الأخرى هو أن النشطاء وجدوا الحل في أخذ زمام الأمور بأيديهم.
يورد فيلم "2000 بغل" جلّ الفرضيات التي ثبت زيفها، من الأقلام التي يُزعم أنها استخدمت لتزوير أوراق الاقتراع إلى الماكينات التي قيل إنها زوّرت خيارات الناخبين كما يتناول عشرات قرارات المحاكم التي رفضت إلغاء نتائج الانتخابات
وانتقد خبراء الفيلم لاستنتاجاته المتسرّعة واستعماله أدلة ظرفية وتحليله الخاطئ لبيانات هواتف ذكية، حتى أن محامي ترامب الرئيسي وصفه بأنه شريط لا يمكن الدفاع عنه.
وخلص المحققون إلى أن ناخباً صوّره الفيلم على أنه بغلأودع نيابة عن أفراد عائلته أوراق اقتراع بشكل قانوني وهو الآن يقاضي ديسوز.
ويمنع التحقق من صحة التوقيع وقوائم تسجيل الناخبين وعمليات التحقق الأخرى التزوير، بما في ذلك في الولايات التي تتيح لسكانها التصويت نيابة عن أشخاص آخرين.
وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة روتجرز لورين مينيت طهذه الإجراءات هي سبب عدم وجود أي دليل منذ عام 2020 على حصول تزوير في أوراق الاقتراع، رغم الجهود المبذولة لاشاعة انطباع بعكس ذلك
وأضافت يمكنك تزوير اقتراع ميكي ماوس، ولكن إذا لم يكن ميكي ماوس مسجلاً في قوائم الناخبين، فإن ورقة اقتراعه لن تحتسب
ومع ذلك، أسر فيلم "2000 بغل" عقول ناخبي ترامب مع إصداره في مايو، وقد عرض في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك في مارالاغو مقر إقامة الرئيس السابق.
تم ذكر عبارة "بغال الاقتراع" أكثر من 324 ألف مرة على تويتر، وذُكر اسم الفيلم أكثر من 2,3 مليون مرة وفق شركة زيغنل لابس المتخصص.
وتضمنت التغريدات إشارات إلى وضع خطط المراقبة الجارية
وقد غرد مثلاً كاري ليك، المرشح الجمهوري لمنصب حاكم ولاية أريزونا، في يوليو فليحذر البغال المحتملون: نحن نراقب الصناديق في جميع أنحاء الولاية.
بعد ذلك بأيام، دعا منشور على تطبيق تلغرام شوهد 72 ألف مرة إلى تجمعات مراقبة ليلية بجانب كل صندوق اقتراع في أميركي.
تقول منظمة كلين إلكشنز يو إس إيه وهي إحدى الجماعات التي تقف وراء جهود المراقبة في ولاية أريزونا، عبر موقعها الإلكتروني إن مهمتها هي منع الاحتيال كما يصوّره فيلم ديسوزا.وقالت مؤسسة المنظمة ميلودي جينينغز في أغسطس عبر منصة "تروث سوشال" التي أسسها ترامب، مجرد وجودكم وحده وإدراك البغال أنه سيتم رصدهم عبر كاميراتكم المتعددة هو رادع كافٍ لجعلهم يتراجعون
لكن لورين مينيت التي ألفت كتاباً عن تزوير الأصوات، قالت إن الصور والشائعات التي تنتشر عن الناخبين يمكن أن تلهم مزيدا من المعلومات المضلله.
وأضافت سيتم توجيه الناس إلى اعتبار ذلك دليلاً على الاحتيال إذا كانوا يعتقدون بالفعل أنه يحدث وسيكون مستحيلاً إعادة ذلك المارد إلى القمقم.
وعزّز بعض السياسيين نظرية "بغال الاقتراع"، من بينهم الجمهوري مارك فينشم المرشح لتولي منصب سكرتير ولاية أريزونا، وكذلك دونالد ترامب
نشرت جينينغز على موقع "تروث سوشال" أن صناديق الاقتراع في الأماكن العامة جرى اكتساحها مع وصول البغال إليها والقيام بما جاؤوا لأجله، وأعاد ترامب نشر رسالتها في حسابه الذي يحظى بـ4,38 ملايين متابع.
وقال المحامي الديموقراطي مارك إلياس الذي تدعم منظمته الدعاوى القضائية في ولاية أريزونا إن الجمهوريين من القمة إلى القاعدة يتحملون المسؤولية، وأضاف الحزب من القمة إلى القاعدة تخلّى عن الديموقراطية.