ما بين الكرملين والكونجرس.. تعرف على آثار قرار أوبك+
لاتزال تابعيات قرار أوبك+ مستمرة في العالم، و لعل أبرز الآثار تأتي من موسكو و واشنطن، فـ بين التأييد الكامل من الدب الروسي، و بين الاستياء الغربي الواسع من القرار و آثاره.
وفي أحدث تصريحات على قرار أوبك+، أكدت المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، في حديث تلفزيوني اليوم، إن قرار "أوبك+" حول تخفيض إنتاج النفط الخام، كان نصرا للفكر السليم.
كما تابع بقوله "لا أميل للقول إنه كان انتصارنا. لا. هذا انتصار للفكر السليم"، فيما أشار دميتري بيسكوف إلى أن زيارات الرئيس فلاديمير بوتين للسعودية والإمارات في عام 2019 لعبت دوراً في ذلك.
وخلال تصريحاته ذكر المتحدث باسم الكرملين إلى أن قرارات "أوبك+"، أثارت حفيظة الولايات المتحدة وجعلتها تفقد السيطرة على النفس.
حيث أوضح بيسكوف خلال تصريحاته، أن هدف الأمريكيين الأساسي، كان "يكمن في تمرير القرارات التي أقرها الاتحاد الأوروبي جزئيا في حزمة العقوبات الأخيرة، حتى لو كان ذلك على حساب زعزعة استقرار سوق الطاقة العالمية. الحديث هنا عن فرض سقف لأسعار النفط وغيرها".
كما أضاف المتحدث بإسم الكرملين، أن أمريكا كانت تحاول التأثير على السوق من خلال استخدام احتياطياتها النفطية وضخ كميات إضافية، مشيراً إلى أن هذا التلاعب لن يسفر حتما عن أي شيء حميد.
وإختتم بيسكوف تصريحات بقوله أنه تم ضد هذا الطيش والتهور، طرح العمل المتوازن و المدروس والمخطط له من جانب مجموعة "أوبك+" والدول الأعضاء فيها بما في ذلك روسيا.
وعلى جانب آخر فإن الاستياء يسيطر على المشهد في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أن الأمر وصل إلى أن
مجموعة من النواب الديمقراطيين الأمريكيين اقترحوا مشروع قانون ينص على سحب جميع القوات من السعودية، بالإضافة لسحب أنظمة الدفاع الصاروخي، وذلك وفقاً لما أفادته صحيفة "واشنطن تايمز".
حيث عبر مجموعة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين عن استيائهم من قرار "أوبك +"، الذي ينص على خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا وبناء عليه تم اقتراح مشروع القانون بسحب القوات من الخليج.
وقد وقع ذلك حيث قام كل من النواب توم مالينوفسكي وشون كاستن وسوزان وايلد، بتقديم مشروع "قانون الشراكة الشديدة".
ويذكر أن هذا المشروع ينص على انسحاب جميع القوات الأمريكية من كل دول الشرق الأوسط، إلى جانب أنظمة الدفاع الصاروخي، بما في ذلك أنظمة باتريوت وثاد.
وتضمن البيان أيضا الإشارة إلى أنه تم "التراجع الحاد في إنتاج النفط في السعودية والإمارات، على الرغم من مغازلة الرئيس بايدن لكلا البلدين في الأشهر الأخيرة، هو عمل عدائي تجاه الولايات المتحدة وإشارة واضحة على أنهما اختارتا جانب روسيا في صراعها معها أوكرانيا".
وخلال البيان أيضا ذكروا "إن الولايات المتحدة الأمريكية توفر الأمن للدولتين، بما في ذلك حقول نفطهما، منذ عدة سنوات، لا نرى أي سبب يدعو القوات والمقاولين الأمريكيين إلى الاستمرار في تقديم هذه الخدمة إلى البلدان التي تعمل بنشاط ضدنا، إذا أرادت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مساعدة بوتين، فعليهما الاعتماد على حمايته".
والجدير بالذكر أن "أوبك+" اتخذت قراراً خلال اجتماعها في فيينا اليوم، بتخفيض إنتاجها النفطي بمقدار 2 مليون برميل يومياً على مقياس عالمي.