التلجراف : الأوكران يستشيروا الامريكان قبل إطلاق ضربات «هيمارس»
ذكرت صحيفة التلجراف البريطانية نقلا عن ممثل مديرية المخابرات الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي،قوله: إنه قبل إطلاق ضربات "هيمارس" يتشاور الأوكران مع الولايات المتحدة، ويمكن للأمريكيين في النهاية إلغاء الضربات إذا كان الهدف المقصود لا يناسبهم.
وفقا لسكيبيتسكي، عند استخدام "هيمارس"، يسترشد الأوكرانيون بـ التعليمات الواردة من الأقمار الصناعية في نفس الوقت.
وأكد أن المسؤولين الأمريكيين لا يوفرون معلومات مباشرة للتوجيه، بل هناك مستوى معين من التشاور بين مسؤولي المخابرات من كلا البلدين قبل إطلاق الصاروخ، والتي من شأنها أن تقرر واشنطن خلالها وقف أي هجمات محتملة إذا كان الأمريكيين غير راضين عن الهدف المقصود.
وتضيف الصحيفة البريطانية أنه لم يستطع سكيبيتسكي الإجابة عما إذا كانت القوات الأوكرانية تستخدم الأقمار الصناعية البريطانية والأمريكية أثناء الضربات، لكنه أشار إلى أن لديهم صورا جيدة جدا.
وتابع: نحن نتعاون بشكل جيد في هذا المجال مع شركائنا في المملكة المتحدة. لدينا علاقات جيدة جدا مع جميع وكالات الاستخبارات ذات الصلة.
وأضاف: التعاون مع بولندا على مستوى عال جدا، ما يقرب من 90% من المساعدات العسكرية تأتي من هناك. نحن نتحدث عن تعاون وثيق جدا وعمليات مشتركة مع شركائنا.
وأشار سكيبيتسكي إلى أنه في مجال الاستخبارات العسكرية، يتم توفير كل شيء تقريبا، من المعلومات إلى المعدات، من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا.
وزودت واشنطن القواتَ الأوكرانيةَ ب منظومة "هيمارس" الأمريكية المتطورة لتعزيزِ دفاعات كييف ضدّ القواتِ الروسية، وخاصة في شرق البلاد
وبدأت الولايات المتحدة في تطوير منظومةِ "هيمارس" في أواخرِ سبعينيات القرن الماضي، لكنها لم تدخل الخدمةَ الفعلية في صفوفِ الجيشِ الأمريكيّ إلا منذ عام 2005.
وتعتبر المنظومة وحدةَ سلاح متنقلة تحمل ستة صواريخَ موجهة بواسطةِ نظامِ تحديدِ المواقعِ العالميّ "جي بي إس" ويمكنها إطلاق عدة صواريخَ دقيقةِ التوجيهِ في وقتٍ متزامن ويصل مداها إلى 80 كيلومترا.
ويمكن تعويض الصواريخِ الستة بصاروخ باليستي تكتيكي واحد من نوعِ "إيه تي إيه سي إم إس" (ATACMS) بمدى يبلغ 300 كيلومتر.
وتتميز راجمة "هيمارس" بخفةِ وزنها وسرعةِ حركتها، ما يسهل نقلها وإعادةَ تمركزها بأسرعِ وقتٍ، إذ تحتاج إلى طاقم صغير مكون من ثلاثة عناصر فقط مدربين جيدا لإزالةِ الجراب المستهلك وإعادةِ تلقيمِ الراجمة في دقائق قليلة ما يمكن من ضمانِ أقصى فاعلية هجومية لها.
وبالنسبة للمحللين العسكريين، فإن هذا السلاحَ سيطيل أمد الحرب إلى أشهر أخرى على الأقل، خاصة أنّ الترجيحات تشير إلى أن كييف ستستعمله في استهداف منشآت روسية في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها قوات موسكو منذ عام 2014.
وتعززت هذه الفرضية بعد تهديدِ أوليكسي أريستوفيتش مستشارِ الرئيسِ الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أكد أن جسر القرم سيكون من ضمنِ الأهداف الرئيسية للقوات الأوكرانية بمجرد توفرِ الإمكانيات التقنية، وهو ما سيكون متاحا لها باستعمالِ راجماتِ "هيمارس" مع الصواريخ التكتيكية من نوع إيه تي إيه سي إم إس.