محمد سعد عبداللطيف يكتب: زيارة بايدن ورياح التغيير في العلاقات الروسية العربية؟
في خلال سنوات قليلة بعد انتهاء فترة حكم الرئيس السابق (أوباما) تطورت بشكل هائل علاقات" الدب الروسي "في الشرق الأوسط، مما جعلها تشكل تهديدياً مباشراً.
للمصالح الأمريكية التي كانت تعتبر الشرق الأوسط حدائقها الخلفية لها ؛- كذلك حاول (بوتين ) الوصول الي منطقة شديدة الحساسية والتوتر وان يجعل روسيا لاعب مهم ورقم صعب في الأزمة السورية وموطئ قدم لها في المياه الدافئة ؛- ومع ظهور غاز" شرق المتوسط "ومنافس قوي للولايات المتحدة في منطقة هي الأقرب لها من الناحية الجيوسياسية عن الولايات المتحدة -؛
كانت هناك عوامل ساعدت الدب الروسي لمنافسة الولايات المتحدة في المنطقة التي كانت تعيش بعد الثورات العربية من نظم سلطوية؛- تحاول ان تجد دعم دولي لها مع الحراك الشعبي ومع نهاية حكم الرئيس (باراك اوباما ) وموقف الإدارة الأمريكية من الأحداث التي جرت في مصر في/ 30/ يونيو من عام 2013 / وازاحة حكم الإخوان المسلمين من السلطة .كان موقف ادارة (اوباما) رافض اغضب دول كثيرة عربية ، كان هناك البديل من القوي العظمي وشخصية جذابة ونجم صاعد .لمحاربة ما يسمي الإرهاب ، فروسيا التي دخلت سوريا تحت ذريعة (محاربة الإرهاب) ، دعمت نظاماً سلطوياً في دمشق وابقت علية حتي الأن ؛- كان حافز لدول لبناء علاقات قوية وشراء سلاح بعيدا عن دول ديمقراطية تحاسبها مجالسها التشريعية إذا استخدما في اغراض اخري لكبت الشعوب ؛- فالنظام في روسيا غير ديمقراطي ، فالمعارضة شبه معدومة والإعلام تسيطر عليه الدولة وتحتل روسيا مراكز متأخرة للغاية على كافة المؤشرات الدولية فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان في التقارير الدولية. وهو ما يبدو متناغما مع دعم موسكو للأنظمة السلطوية والديكتاتورية في الشرق الأوسط ؛- التي تتشابه فيها الأوضاع مع روسيا لذلك إذا تم اعادة الهيمنة الامريكية علي المنطقة وإزاحة الوجود الروسي في الشرق الاوسط سوف تصبح المنطقة الأقرب لروسيا في حالة نشوب حرب عالمية ثالثة ..
لقد نجح الرئيس (بوتين) كمنافس قوي للولايات المتحدة واوروبا في عقد صفقات سلاح مع دول الشرق الأوسط التي كانت حكراً
علي امريكا وكانت زيارة الملك 《 سلمان بن عبد العزيز 》منذ سنوات لموسكو حدث تاريخي بعقد صفقة منظومة سلاح (إس 400 ) وشراكة مع شركة ارامكو في حفر أبار للبترول كذلك فتح علاقات اقتصادية وتجارية وسياحية مع "الإمارات "كذلك مع الحليف القديم لها والاهم "مصر" من استثمارات تقدر بالمليارات في مجال بناء مفاعل نووي في منطقة "الضبعة شمال غرب مصر" وكذلك فتح الاسواق السياحية للسياح الروس في مصر وصفقات السلاح حدث تقارب قوي بين "القاهرة وموسكو ".كذلك دعم اللواء المتقاعد "خليفة حفتر "في شرق ليبيا ودعم حليفها الجزائر -؛ في صفقات سلاح وكذلك تونس ولكن كان الغريب ان فتحت صفحة علاقات مع حليف الغرب الاستراتيجي في المملكة المغربية . بسبب موقف الإتحاد الاوروربي المتأرجح من قضية "الصحراء "كذلك دعمت "تركيا عضو " الناتو" بعد محاولة الإنقلاب الفاشله وموقف الإتحاد الأوروبي من مسألة حقوق الانسان مع جماعات مناهضة مع الإنقلاب وجماعه "فتح الله غول" وكانت امريكا اعترضت علي صفقة السلاح .بوقف صفقة الطائرات الأمريكية لتركيا وكانت تضم صفقة منظومة صواريخ " إس /400 /" وطائرات حديثة روسية . وزيادة التعاون التجاري والسياحي بين البلدين كذلك موقف "بوتين "من مساندة طهران ضد امريكا والغرب .
ورغم أن العائد الاقتصادي من بيع الأسلحة الروسية لدول المنطقة سينعش الاقتصاد الروسي المأزوم في بلد فرضت عليها عقوبات اقتصادية ودولية، في ظل الحرب الدائرة لكن التأثير السياسي قد يكون أشد أهمية وهو أحد أهم العوامل التي تؤخذ في الحسبان عند تغيير الولاءات السياسية مع الزيارة الحالية للرئيس الامريكي للمنطقة إن لم تتغير القرارات نفسها لهذة الدول وتوقف علاقتها التجارة والاقتصادية مع موسكو لذلك كانت مطالب موسكو قبل أندلاع المواجهات العسكرية مع اوكرانيا ومع الاتحاد الاوروبي وامريكا في مقر "الناتو وبروكسيل" من ضمن المطالب الآمنية لروسيا رفع الهيمنة الأمريكية عن الشرق الأوسط هل ينجح "بايدن" في رحلتة في ابعاد الدب الروسي عن المنطقة وبناء تحالف جديد في ظل عالم متغير متعدد الاقطاب ؛-!!