جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 10:52 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«زي النهارده».. سقوط سجن الباستيل 14 يوليو 1789

سجن الباستيل
سجن الباستيل

أسماء جاد الحق

يحل اليوم الرابع عشر من يوليو ذكرى اقتحام سجن الباستيل حيث ما زالت فرنسا حتى اليوم تحتفل بمناسبة اقتحام السجن باعتبارها اليوم الوطني لفرنسا وانتهاء حقبة طويلة من الحكم المطلق.

سجن الباستيل أُنشئ في فرنسا بين عامي ١٣٧٠و ١٣٨٣ وقد أنشأ كحصن للدفاع عن باريس ومن ثم كسجن للمعارضين السياسيين والمسجونين الدينيين والمحرضين ضد الدولة.

وأصبح على مدار السنين رمزاً للطغيان والظلم وانطلقت منه الشرارة الأولى للثورة الفرنسية في ١٤ يوليو ١٧٨٩.

كان اسمه الأصلي الباستيد وليس الباستيل وتعني الحصن باللغة الفرنسية وقد بدأ التفكير جديا في بنائه مكان السور عند باب سانت أنطوان لحماية باريس من الشرق وحماية باب سان دنيس وسان مارتان بعد هزيمة وأسر الملك جان عام 1356.

بني الباستيل ابتداء من 1378 من ثمانية أبراج بارتفاع 24 مترا وبسمك 3 أمتار عند القاعدة ومتر و80 سم عند القمة، واستغرق البناء 12 سنة، ومات شارل الخامس أو شارلكان عام 1380 قبل أن يتم بناء الباستيل في 1390.

كان للباستيل قومندان يدعي «كابتن الباستيل» ومعه أقل من 20 من الحراس المسلحين. وكان مخزنا للبارود والمدافع والأسلحة البيضاء وفي جرد 1504 كان في مخازن الباستيل 3600 بلطة صالحة للاستعمال، و1060 بلطة غير صالحة للاستعمال، وعدد كبير من السلاسل لسد شوارع باريس.

الصورة التقليدية عن الباستيل حتى قبل سقوطه في يد الثوار أنه لم يكن حصنا للدفاع بقدر ما كان قلعة للطغيان وسجنا للتعذيب، وتلك كانت وجهة النظر الرسمية في فرنسا منذ عام 1880، عام إعلان 14 يوليو عيدا قوميا للحرية في فرنسا.

ومنذ البداية تقريبا تحول الباستيل من حصن عسكري إلى سجن لأعداء الملك ولتأديب النبلاء الذين ينحرف سلوكهم في البلاط. وبعد مائة سنة من الهدوء النسبي اتّسع الأمر ليشمل سجناء العقيدة الدينية مثل البروتستانت واتباع الجانسنية ثم الجزويت كما دخلت الباستيل قلة من متهمي القانون العام. وتميز الباستيل عن سجون فرنسا الأخرى بأهمية ضيوفه أو بشهرة الجرائم التي ارتكبوها.

منذ تحول الباستيل من قلعة إلى سجن كان سجنا ملكي تابعا للملك مباشرة ينفق عليه من أمواله الخاصة، ويجري فيه كل شيء بعيدا عن رقابة القانون العام ولم تكن تجري فيه الإعدامات، وإنما كان محطة للتحقيق والمحاكمة السياسية عن طريق برلمان باريس ثم التوزيع إما على السجون الأخرى وفي بعض الأحوال النفي أو الاعتقال مدى الحياة في الأديرة أيضا على نفقة الملك، وإما الإعدام فيتم عادة بقطع الرأس ببلطة العشماوي للنبلاء وهذا لم يمنع طبعا من احتجاز بعض الشخصيات في الباستيل بأمر الملك مدى الحياة أو لسنوات مديدة.
وفي يوم 14 يوليو عام 1789، اقتحم مواطنين من باريس وجنود فرنسيون متمردون سجن الباستيل، وقاموا بتحرير الأسرى واخذ الذخيرة، ولم يبقَ في السجن سوى سبعة أسرى فقط.