سعد عبد اللطيف يكتب: قضايا الرأي العام والشعبوية في مصر؟
«حينما يتحول الأبيض إلى رمادى، ويتحول الرمادى إلى أسود، ويتحول الأسود إلى عدوان، فتش عن الإعلام" وحينما يتحول الحق الي زور؛ والزور الي بهتان فتش عن الإعلام؛ أكذب ثم اكذب من الناحية المهنية يستحق كل الإعجاب.
ومن الناحية الأخلاقية يستحق كل الاحتقار عذرا للإعلامي والصحافي الاستقصائي《 يسري فودةلمقولتك المشهورة منذ أكثر من عقدين وأسمح لي أن أضيف لحضراتكم ظاهرة شبكات التواصل الاجتماعي ؛لإضافتها في مقولتكم ، لقد كشفت شبكات التواصل الاجتماعي التي كشفت عن سوء عورات كثير مما يطلق لقب وظيفي / قبل الاسم /عن تفشي الجهل وأنصاف المتعلمين ؛ "فليس كل متعلم مثقف " ؛ "ولكن كل مثقف متعلم" ؛ ما تم تدريسه لنا في المدارس لا يتعدى علما وإنما معرفة فقط ، حوالي 5% وفجأة أصبحنا علماء في كل التخصصات؛ وقضاة في قضية قتل الطالبة 《 نيرة 》 أمام جامعة المنصورة وكذلك قتل الطالبة《 إيمان رشيد 》في عمان بإطلاق النار عليها ؛ من حالة فوضي علي السوشيال ميديا وشبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها علي المجتمع.
وكأننا نعيش في المدينة الفاضلة، في مجتمع يدعي التدين من أولاد خضرة الشريفة ؛ فيبدأ بالتعقيب عن الجريمة العلمانيين هم السبب ؟ رحم الله الدكتور /مصطفي محمود / في برنامجه المشهور" العلم والإيمان" - فجاء العلم قبل الإيمان ؛ فأول كلمة في القرآن《 إقرأ 》 دليل علي العلم ؛ العلمانية نربطها دائما بالإلحاد عند جماعة معينة ؛ فأنت لاتعرف رياضيات الفورتيكس ولا تعرف الضوء الأسود ولاسيد العلوم الأثير ، ولا تعرف العناصر التسعة للخلق والتكوين ، التي انبتقت من الصفر المطلق في الزمن صفر ، ولا تعرف طاقة النقطة صفر ، ، ولا تعرف الهندسة المقدسة . ولا بصمة الخالق في الكون ، ياعزيزي التي تركت قضية القتل .وتتحدث عن العلمانية في مفهومك الضيق .انت ممنوع من دراسة طاقة الظل والطاقة الباردة وسيكولودية الماء وطاقة الغرانيت والكثير لانها علوم ممنوعة علي العامة وممنوع من دراسة الطاقة الحيوية والطاقة اللامنتهية وعلم الاهرامات وعلم الجغرافيا والتاريخ والاحياء الصحيح !! وفي ظل الشعبوية الجارفة .نتذكر محاكمة الفيلسوف اليوناتي ومؤسس الفلسفة الغربية 《سقراط 》ونتعلم منة؛ لماذا رفض الهروب من السجن ومن حكم الإعدام وكان في استطاعتة الهروب ؛ رفض احتراما لقوانيين الدولة واحتراما لعلمة واخلاقة وافكارة ؛ ونحن لانحترم اي قانون ولا أي شيء!!
فكيف تصبح ضمانات المحاكمة العادلة ؛ من ضغط الرآي العام أمام قاضي التحقيق وهو إنسان وبشر في النهاية .مهما كانت عدالة القاضي فهو يتأثر بالجو العام المشحون .كذلك محامي المتهم وأنا هنا ليس للدفاع عن المتهم ، فكيف يؤدي دورة المنوط بة في الدفاع بدقة وإتقان تحت وطأة هذا الرفض والتخوين .لأي حديث او كلمة تخرج من هنا وهناك ؛ فأصبح العامة قضاة وأصدروا الحكم . قبل إنعقاد الجلسة الأولي اليوم ( السبت ) التي اصبحت اسرع قضية يتحول فيها المتهم بعد أيام الي محكمة الجنايات، بإعتبار ذلك العدالة الناجزة .
وهناك ارآء . تعترض لسرعة واختصار التحقيق علي انة سوف يفقد المحاكمة كثير من المقومات ويثير الشكوك حول عدالة الحكم الصادر ؛ ومع حملات إنتشار بوستات علي شبكات التواصل الإجتماعي . ونقلها وتداولها بالدفاع عن المتهم : وحالات السيجال كشفت عن فوضي عارمة .أن تصبح قضية امام المحكمة . ويصبح للرآي العام احكامة المسبقة . وتتحول القضية من اصحاب الأفكار الإيدولوجية .وهي لم تعد الإ قضية قتل مثل كل القضايا التي تحدث كل لحظة علي كوكبنا .فحولنها الي قضية "الحجاب والتحرر - ففي قريتنا مازالت قضية قتل سيدة معلمة فاضلة علي المعاش تعرض في المحاكم .والمتهم طالب بالجامعه وكانت صائمة؛ فلكل قضية لها أسبابها ودوافعها لإرتكاب الجريمة ؛ هل كانت من اجل السرقة ، أو الشرف ، أو خلافات عائلية 《 ثأر 》كذلك مفهوم الجريمة والعقاب ، عند الفلاسفة تختلف في المفهوم الفلسفي ولكل مدرسة لها تفسيرها .فالجريمة عند الكاتب الروسي 《دوستويفسكي 》اسبابها سردها في روايتة المشهورة《 الجريمة والعقاب 》 تبدأ بالسرقة لشاب فقير كان يعمل خادم لسيدة عجوز التي كان يخدمها والقتل كان نتيجة الفقر.
لذلك حدث إنشقاق بعد كتابة الرواية في المجتمع الروسي وكذلك بين الأدباء الروس ، في مفهوم الجريمة والعقاب ، كذلك عند الفيلسوف《 هيغل 》في العقاب والحق والأخلاق والإزعاج عند" هيغل " يعتبر جريمة ، لذلك يخشي الفلاسفة من الحب في نظرهم لان نهايتة "جنون ودموع" .ويعتبروا انواع الحب تصبح عبودية للجسد او الروح ، فتنتقل في حالات الي الجنون ، فهل الشاب قد وصل الي جنون الحب ، كما يقال ومن الحب ما قتل هذا ما سوف يكشفه لنا التحقيقات للقضية ؟؟
محمد سعد عبد اللطيف
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية