نداء حرب تكتب: ماذا تحضّر بريطانيا وجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا؟
بعد أن فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في إحكام قبضتها على قطاع النفط الليبي، وبعد تحطم آمالها في تحقيق استقرار في سوق الطاقة الاوروبي، على خلفية ارتفاع أسعار المحروقات في تلك البلدان وازدياد معدلات التضخم، بسبب سياساتها المعادية لروسيا، انتشرت تقارير اعلامية مفادها اتخاذ بريطانيا لزمام المبادرة من واشنطن، للسيطرة على الثروات الليبية في المستقبل القريب.
فقد تحدث تقرير لمعهد الدراسات السياسية والجيوسياسية البريطاني، عن خطط المملكة بالتعاون مع القيادات التركية في ليبيا، لدفع معسكر الغرب الليبي وقيادات الإخوان المسلمين، لشنّ عملية عسكرية تستهدف السيطرة على المنطقة الممتدة من مدينة سرت عبر قاعدة الجفرة إلى منطقة الهلال النفطي من أجل السيطرة على الموانئ النفطية في منطقة البريقة، لتأمينها وتأمين المصالح الغربية في البلاد، ومنه عزل الكيان السياسي شرقي البلاد عن صنع القرار والتأثير على مسار الأحداث في ليبيا، وإرغام البرلمان الليبي والجيش الوطني الليبي على الخضوع والتسليم لسلطة عبد الحميد الدبيبة الموالي لهم.
واستند التقرير إلى أنباء وتسريبات خاصة تحدثت عن وصول أكثر من طائرة عسكرية تركية إلى قاعدة الوطية وإلى مصراتة، محملين بعشرات قاذفات الصواريخ من نوع (جافلين)، وأنظمة صواريخ أخرى مضادة للدبابات، وبحسب التقرير فإن هذا النوع من العتاد وكميته لا يمكن تصنيفه كدعم "دفاعي" للقوات التركية في ليبيا، بل من خلاله يتم التحضير لـ "اجتياح".
التقرير ألقى الضوء أيضًا على تحركات جماعة الإخوان المسلمين الأخيرة في ليبيا، واعتبرها "غامضة"، لأن مثل هذه التوافقات واللقائات لا تنبع من العدم، بل يتم التحضير لشيء كبير فيها، وأسندها إلى العملية العسكرية المرتقبة.
وبالفعل فإن عودة زعيم "الجماعة الليبية المقاتلة" عبد الحكيم بلحاج، إلى العاصمة طرابلس، شكل دهشة للكثيرين، وأثار حفيطة الكثيرين غيرهم، وأصبحت عودته محور تساؤلات بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه في هذه المرحلة المفصلية التي تعيشها البلاد، على وقع الانقسام السياسي والمؤسساتي والاتهامات والتهديدات المتبادلة بين المعسكرات المتنافسة.
والتقرير تحدث أيضًا عن سرعة مباركة مفتي ليبيا، الصادق الغرياني، لعودة بلحاج، الذي كان قد دعى قبيل ذلك بضرورة "انتزاع" المناطق النفطية شرقي البلاد، وضمها للحكومة الشرعية الوحيدة في طرابلس.
والمثير للاهتمام في التقرير أنه ذكر بأن التحضيرات لعملية عسكرية من هذا النوع، تدار من قبل السفيرة البريطانية لدى ليبيا، كارولين هورندال، وبأنها الشخص الذي يتحكم بالمشهد في طرابلس، ويوزع الأدوار على اللاعبين فيها، بالتنسيق مع القيادات التركية في ليبيا، وهو ما ذكره أيضًا عضو مجلس النواب طلال الميهوب. الذي قال بأن بريطانيا تدفع نحو حرب جديدة وفوضى في ليبيا بعودة المطلوب عبدالحكيم بلحاج وافتتاح سفارتها في طرابلس.
وذكر التقرير أيضًا بأن التحضيرات لهذه العملية تسببت في تشقق صفوف جماعة الغخوان المسلمين، الذين رأوا بأن تبعاتها كارثية على البلاد، وبأنها ستكون عملية طائشة لن تعود بالنفع على ليبيا، ولا حتى على الغرب، بل ستدخل الأطراف الداخلية في صراع ودوامة مظلمة لا نهاية لها.