منتجات تقلل فرص الإصابة بالسكر
كشف الدكتور أسامة حمدي، أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد الأمريكية، إن تناول الألبان عالية الدسم والزبادي والقشدة والسمن البلدي ليست ضارة على الصحة، ولا ترتبط بأمراض تصلب الشرايين والقلب والدماغ وارتفاع الكوليسترول، وأن من يتناولون الدهون المشبعة في الألبان قد قلت عندهم فرص الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني.
وكتب الدكتور أسامة حمدي تدوينة على الفيس بوك "لبن، زبادي، قشدة، سمن بلدي.. مفاجآت علمية لم نتوقعها! منذ عدة عقود، وبالضبط في نهاية سبعينيات القرن الماضي، بدأت ظاهرة عالمية تحذر الناس من منتجات الألبان، خاصة العالية الدسم منها، مع التنويه بارتباطها بأمراض تصلب الشرايين، والقلب، والدماغ، وارتفاع الكولسترول؛ مما دفع الناس أن يتخلوا عن عادات الأجداد، ويشربوا الحليب الخالي أو القليل الدسم، ويبتعدوا تمامًا عن منتجات الألبان العالية الدسم، مثل القشدة، والسمن البلدي، والجبن؛ بحثًا عن الصحة"
وقال: "ولكن اتضح لنا أخيرًا أننا كنا ضحية وهم علمي لم تثبته الأبحاث العلمية، لا وقتها ولا الآن، وكان مبنيًا فقط على افتراضية تستند إلى حقيقة احتواء منتجات الألبان على نسبة عالية من الدهون المشبعة، التي توجد أيضًا في اللحوم ومنتجاتها، المعروف ضررها. ولكن عدة مشاهدات بحثية حديثة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لم تجد أي علاقة مباشرة تذكر بين منتجات الألبان وأمراض القلب؛ بل وجدت أن زيادة أمراض القلب مرتبطة فقط بدهن اللحوم ومنتجاتها"
وأضاف: "ثم كانت المفاجأة من مشاهدة في بحث كبير في السويد ضم أكثر من ١٤ ألف شخص من سكان منطقة المالمو، ليتضح أن استخدام منتجات الألبان بكثرة، خاصة الزبادي، ومنتجات الألبان العالية الدسم، كان مصحوبًا بنقص معدل حدوث مرض السكر من النوع الثاني، وتصور العلماء أن هذه العلاقة ربما تكون مقتصرة على سكان الدول الاسكندنافية الذين عادةً ما يستهلكون كميات كبيرة من منتجات الألبان، فقمنا ببحث مماثل على سكان الولايات المتحدة الأمريكية، شمل أكثر من ١٤ ألف شخص، لنجد الملاحظة نفسها"
وتابع: "ونكتشف أن الذين اعتادوا تناول منتجات الألبان، من اللبن، والجبن، والزبادي، وغير ذلك، قد قلت عندهم فرص الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، وقد عرضنا هذا البحث في مؤتمر الجمعية الأمريكية للسكر منذ عدة أسابيع."
وأضاف "بقي السؤال المهم: هل هناك فارق في التأثير بين منتجات الألبان العالية الدسم ومنتجات الألبان الخالية أو القليلة الدسم؟ فكل الدراسات التي ذكرتها ما هي إلا مشاهدات إحصائية دون تدخل بحثي مباشر، بمعنى إعطاء عينة عشوائية عن قصد منتجات ألبان قليلة الدسم، وإعطاء مجموعة أخرى مماثلة منتجات ألبان عالية الدسم، لمدة ٦ أشهر، لندرس الفارق بينهما في التأثير في مسببات أمراض القلب."
واستكمل: "وهذا ما قمنا به في بحث تكلف أكثر من مليون ونصف المليون دولار، لنجد في النهاية أنه لا توجد ميزة تذكر لمنتجات الألبان القليلة الدسم في مرضى السكر من النوع الثاني، وأن تأثير الصنفين مماثل تمامًا على سكر الدم، والكوليسترول، وضغط الدم. وقد نُشر البحث في أوائل هذا العام. ولقد جدَّ أيضًا في الآونة الأخيرة ظاهرة استخدام اللبن البديل المشتق من اللوز للاعتقاد بفائدته، فأجرينا بحثًا آخر لمقارنة كمية من هذا اللبن مع كمية مماثلة من اللبن العادي متساوية في السعرات الحرارية، كذلك مع كمية من اللبن العادي متساوية في كم النشويات، لنتأكد أيضًا أنه لا توجد ميزة على الإطلاق لهذا اللبن المشتق من اللوز، مع ملاحظة رفعه نسبة السكر في الدم أكثر من اللبن العادي إذا تساوت كمية النشويات في كليهما."
واستزاد: "ومن المعروف أن منتجات الألبان، خاصة المخمرة، ترفع مستوى البكتريا الحميدة والمفيدة للجهاز الهضمي. اتضح كذلك أن الدهون المشبعة في منتجات الألبان هي من الدهون المفيدة، ومختلفة تمامًا في تركيبها وتأثيرها عن الدهون المشبعة الضارة الموجودة في اللحوم ومنتجاتها. خلاصة أبحاثنا أن اللبن الكامل الدسم- الذي اعتدناه صغارًا، واعتاده أجدادنا- والقشدة، والسمن البلدي المشتق من اللبن، هي أكثر فائدة للجسم، مع ضرورة عدم الإفراط في الكمية لاحتواء هذه الدهون على نسبة عالية من السعرات الحرارية."
واختتم الدكتور أسامة حمدي "يبقى أن أشكر مجموعة الباحثين معي على مجهودهم الكبير، فلولاهم لما تمت هذه الأبحاث التي ستغير- بلا شك- الخريطة الغذائية العالمية في السنوات المقبلة. مرحبًا بالعلم والبحث العلمي حينما ينير لنا الطريق، ويصحح مفاهيمنا الخاطئة."