المتقاعدون في إيران يقودون الاحتجاجات (لماذا؟)
تسيطر الاحتجاجات و التظاهرات على المشهد الإيراني، خلال الفترة الأخيرة ، وذلك على إثر تردي الأوضاع الاقتصادية يوماً بعد الآخر، و هذا بالرغم من القمع و الاعتقالات المستمرة.
وخلال هذه الاحتجاجات الجارية، فإن أكثر المحتجين إصراراً على مطالبهم هم المتقاعدون وأصحاب المعاشات، حيث يشكلون أكثر الفئات الاجتماعية تضررا نتيجة لارتفاع تكلفة الحياة بسبب التضخم المطرد الذي يتلاعب بالاقتصاد الإيراني.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات ، تظهر حشودا من متقاعدي صندوق الضمان الاجتماعي جددت مرة أخرى مسيرات احتجاجية اليوم، في العديد من المدن الإيرانية، بما في ذلك كرمانشاه والأهواز وأصفهان وأراك وساري وبندر عباس ومشهد وبروجرد وأردبيل و العاصمة طهران.
هتف المتظاهرون في مدينة بندر عباس جنوب إيران ، بـ"الموت للحكومة الفاشلة"، في أصفهان رددوا شعار "إنهم يهتفون يا حسين، ويكذبون عمليا" ، أما في كرمانشاه استهدف المحتجون الرئيس الإيراني بشعار "الموت لرئيسي".
وعلى إثر ذلك فقد تم قمع المتظاهرين في العاصمة الإيرانية طهران، حيث تعرض عدد من المتقاعدين وأصحاب المعاشات للضرب أمام مقر منظمة البرنامج والميزانية واعتقل عدد منهم.
والجدير بالذكر أن تأتي المسيرات الاحتجاجية للمتقاعدين ،بعد فترة من المسيرات الحاشدة لموظفي الحكومة احتجاجا على زيادة رواتبهم بنسبة 10 في المائة فقط، خلافا لقرار المجلس الأعلى للعمل بزيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة 57 في المائة.
ويشار إلى أن على إثر احتجاجات موظفي الحكومة، تراجعت حكومة إبراهيم رئيسي، أمام ضغوط الاحتجاجات وعلى خلفية إرسال آلاف الشكاوى إلى محكمة العدل الإدارية، وأصدرت في 8 يونيو الجاري تعميما جديداً برفع أجور جميع العاملين بالحكومة الخاضعين لقانون العمل، تماشياً مع قرار المجلس الأعلى للعمل بخصوص أجور الحد الأدنى.