بعد تحركات فنلندا والسويد للانضمام للناتو.. تعرف على دول الحياد
تسببت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في تخوف لدى الدول التي عرفت بالحياد.
وعلى إثر ذلك فقد اتجهت كل من فنلندا والسويد من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ظل الحرب على أوكرانيا.
فيما تتجه بعض الدول التي عُرفت بحيادها التقليدي، إلى إعادة التفكير فيما يعنيه هذا المصطلح بالنسبة لهم.
لذا تستعرض خلال السطور التالية، أبرز دول المعروف عنها الحياد:
وتأتي على رأس هذه الدول سويسرا، التي تعد أشهر دولة محايدة في أوروبا، فقد رسخت مبدأ الحياد في دستورها، كما قرر الناخبون السويسريون منذ عقود، البقاء خارج الاتحاد الأوروبي، ولكن في الأسابيع الأخيرة باتت حكومتها تبذل قصارى جهدها لشرح مفهومها الخاص عن الحياد، بعد تأييدها لعقوبات الاتحاد ضد روسيا.
حيث يحرص السويسريون بشدة على حماية دورهم كوسيط للدول المتنافسة، وكمركز للعمل الإنساني وحقوق الإنسان، وهو الدور الذي يساعد الحياد على تعزيزه.
فيما تعد النمسا من بين دول الحياد، الذي يعد عنصراً أساسياً في ديمقراطيتها الحديثة، إذ أعلنت فيينا نفسها محايدة عسكرياً، كجزء من شروط مغادرة قوات الحلفاء البلاد، وتمكنها من استعادة استقلالها في عام 1955.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، حقق المستشار النمساوي كارل نيهامر توازناً جيداً فيما يتعلق بموقف بلاده، إذ أكد أن الدولة ليس لديها خطط لتغيير وضعها الأمني، بينما أعلن في الوقت نفسه أن الحياد العسكري لا يعني بالضرورة الحياد الأخلاقي، وأن فيينا تدين بشدة تصرفات موسكو في كييف.
أما إيرلندا فتعد مثل المنطقة الرمادية، وقد لخّص رئيس وزرائها ميشيل مارتن موقف البلاد في وقت سابق من هذا العام، من خلال قوله "لسنا محايدين سياسياً، ولكننا محايدين على المستوى العسكري".
أما مالطا فإن دستورها ينص على أن الجزيرة محايدة بشكل رسمي، وأنها ملتزمة بسياسة "عدم الانحياز ورفض المشاركة في أي تحالف عسكري"، وقد أظهر استطلاع للرأي بتكليف من وزارة الخارجية، نشر قبل أسبوعين من الغزو الروسي، أن الغالبية العظمى من المشاركين فيه يؤيدون الحياد، فيما عارضه 6٪ فقط.
وفيما يتعلق بـ قبرص، فـ على الرغم من نمو العلاقات مع الولايات المتحدة بشكل كبير خلال العقد الماضي، فإن أي اقتراح يتم تقديمه بشأن حصولها على عضوية الناتو يظل غير مطروحاً على الطاولة، وذلك على الأقل في الوقت الحالي.
ومن جانبه فقد سبق وأوضح الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، إنه "من المبكر جداً التفكير في مثل هذه الخطوة التي ستواجه معارضة قوية من تركيا".
وذلك بالإضافة إلى أن العديد من القبارصة، وخصوصاً أولئك الذين ينتمون إلى اليسار، يلقون اللوم على الناتو في تقسيم الجزيرة بحكم الأمر الواقع بعد غزو القوات التركية في منتصف السبعينيات، إذ كانت أنقرة في ذلك الوقت عضواً في الناتو، ولم يفعل الحلف شيئاً لمنع تدخلها العسكري.