«رغم العلاقات القوية بين نيودلهي وموسكو».. الغرب يتودد للهند لماذا؟
حقق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي انتصار بشكل خاص على المستوى الدبلوماسي، وذلك بعدما عزز علاقات بلاده بالدول الأوروبية، في الوقت الذي رفض قطع علاقات بلاده مع روسيا، لم يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ومن جانبها فقد أكدت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، نجح في تحقيق انتصارات دبلوماسية.
حيث سلطت الصحيفة الضوء من خلال تقرير نشرته اليوم، أفادت فيه أن "استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناريندرا مودي بالأحضان في قصر الإليزيه، بعد فترة قصيرة من إعادة انتخابه رئيسا لفرنسا".
وفي برلين" رحّب المستشار الألماني أولاف شولتس بشريكه العظيم، بينما أغدق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المديح عليه خلال زيارته إلى نيودلهي، ووصفه بالصديق الخاص".
وقام رئيس الوزراء الهندي بزيارة فرنسا وألمانيا والدنمارك، بعد زيارات مماثلة إلى الهند من جانب جونسون ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وذلك في محاولة من القادة الغربيون للتودد إليه، وفي ذلك الإطار وقعوا معه اتفاقات ثنائية، تستهدف تعزيز علاقات الهند مع الغرب.
ويشار إلى أن يأتي ذلك في الوقت الذي ترى نيودلهي نفسها، بأنها عنصر رئيس للتوازن المضاد أمام الصين في قارة آسيا.
هذا وقد ذكرت نيروباما رو وزيرة الخارجية الهندية السابقة، وسفيرة الهند السابقة في واشنطن لصحيفة فاينانشال تايمز، أنه يبدو أن هناك إدراكا بأن الهند دولة كبيرة ومهمة للغاية، بصورة لا يجعل التعريفات التقليدية للصراع، إما معنا أو علينا، مناسبة في التعامل معها، ومن المؤكد أن هذا ساعد الهند على تعزيز مصالحها.
وعلى إثر ذلك فقد أشارت الصحيفة إلى أن بعد انتقادات في المرحلة الأولى، فإن القادة الغربيين أصبحوا أكثر حرصا، وتجنّبوا النقاشات المتوترة حول علاقات الهند مع روسيا.
وكدليل على ذلك، فإن الصحفية البريطانية، أشارت إلى إن رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، خلال لقائها مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، تحدثت عن أن الهند يمكن أن تستغل موقفها المحايد في الصراع من أجل التأثير على موسكو.
هذا وقد ذكرت الصحيفة أيضا أن " الجيش الهندي يعتمد بشكل كبير على الأسلحة الروسية، وعلى أثر ذلك فإن بريطانيا وفرنسا أعلنتا شراكات دفاعية من أجل تنويع ترسانة نيودلهي، وذلك بالإشارة أيضا إلى مساعي الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى تنشيط مباحثات اتفاقيات التجارة الحرة لتعزيز الروابط الاقتصادية".
حيث أكدت الصحيفة البريطانية، أن الحرب الأوكرانية والصراع الأوروبي تسببا في جذب انتباه الغرب إلى ما تنظر إليه الهند باعتبارها قضية أكثر أهمية، والتي تتمثل في التهديد العسكري الصيني في آسيا والمحيط الهندي، حيث انخرطت نيودلهي وبكين في مواجهة عسكرية على حدودهما في جبال الهيمالايا منذ منتصف العام 2020.
والجدير بالذكر أن معظم الهنود يعتبرون روسيا أقدم شريك لبلادهم، حيث كان زعماء الهند بعد الاستقلال، ومن بينهم جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء في الهند، ينظرون إلى روسيا بأنها مصدر للإلهام الاقتصادي، كما أن لجأت نيودلهي إلى موسكو لتعزيز ترسانتها العسكرية ضد جارتها اللدود باكستان.