نصر العاشر من رمضان.. وحدة العرب تقهر العدو
لاشك أن نصر 73، يمثل تاريخًا فاصلًا فى التاريخ المصري، فهذا اليوم الذي كتب الجندي المصري فيه النصر، وكسر غطرسة العدو.
فالأبطال الصائمون نجحوا في أن يجعلوا العدو يتجرع مرارة الهزيمة، و يرثها جيلاً بعد جيل مع مرور الأعوام.
لكن حرب العاشر من رمضان، لم تكن ذكرى انتصار مصري فقط ، بل إنها أيضا خالدة شاهدة على أن العرب حين يتحدون لا يستطيع أحد الوقوف أمامهم ، ولا يقهرهم أحد، حتى القوى العالمية.
فقد استطاع العرب متحدين أن يدللوا على أن بأيديهم يمكنهم، تحدي العالم بل وأيضًا قهره، سواء بالقوة العسكرية أو بالنفط أحد أهم أسلحة القوى.
ففي حرب العاشر من رمضان ، قامت العراق بإرسال سربان من طائرات "هوكر هنتر" إلى مصر ،في نهاية مارس 1973، وبلغ مجموعات الطائرات التي وصلت مصر 20 طائرة، كما ساعدت العراق مصر بقواتها الجوية.
وكانت القوات البرية المصرية تطلب السرب العراقي بالاسم لدعمها في أعمالها القتالية وهذه شهادة حق في كفاءة هذا السرب، وأرسلت العراق على الجبهة السورية 3 أسراب ميج-21 ، وأيضاً سربين ميج-17، فرقة مدرعة، فرقة مشاة، والجدير بالذكر أن العراق قدمت أكبر دعم عسكري خلال حرب 73.
أما الجزائر فقد أرسلت سرب طائرات ميج 21 وصل يوم 12 أكتوبر تمركز في جناكليس ولم يشارك في أي أعمال قتال، وسرب ميج 17 وصل يوم 11 أكتوبر ولم يشارك في أي عمليات، ولواء مدرع وصل بأكمله يوم 17 أكتوبر تقريبًا وتم وضعه في قطاع الجيش الثالث تحت قيادة الفرقة الرابعة المدرعة.
وقد شارك اللواء المدرع في أعمال اشتباكات مدفعية فقط ودخل ضمن تخطيط الخطه "شامل" للقضاء على الثغرة،وهذا بالإضافة إلى قام الرئيس الجزائري آنذاك "الهواري بومدين" بزيارة موسكو في نوفمبر 1973 ودفع 200 مليون دولار إلى الاتحاد السوفييتي ثمنا لأية أسلحة أو ذخائر قد تحتاج لها مصر أو سوريا بنسبة 100 مليون دولار لكل دولة، و بذلك فقد قدمت الجزائر ثاني أكبر دعم عسكري خلال حرب 73.
فيما تبرعت السعودية بمبلغ 200 مليون دولار، كما قامت بحظر صادرات البترول للغرب مع باقي الدول العربية النفطية، بعد لقاء الرئيس السادات والملك فيصل بن عبد العزيز بالسعودية في أغسطس 1973، مما تسبب في أزمة طاقة طاحنة بالغرب.
وذلك بالإضافة إلى أن السعودية قامت بإنشاء جسر جوي لإرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية، وتألفت القوات السعودية من لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي المكون من 3 أفواج "فوج مدرعات بانهارد ( مدرعة بانهارد + 18 ناقلة جنود مدرعة + 50 عربة شئون إدارية)،و فوج مدفعية ميدان عيار 105 ملم، و فوج المظلات الرابع.
أما دور الإمارات العربية المتحدة في حرب 73 ، فقد قرر الشيخ زايد قطع النفط عن إسرائيل والدول التي تدعمها وكان عامل ضغط قوي على الدول الأجنبية.
كما قدمت ليبيا مليار دولار مساعدات لشراء أسلحة خلال الحرب، وتبرعت ليبيا بمبلغ 40 مليون دولار و4 مليون طن من البترول، وأرسلت إلى الجبهة المصرية سرب ميراج 5 ليبي تمركز في جناكليس منذ منتصف الحرب، لكن حالة طياريه الفنية المنخفضة منعت من اشتراكه في أية أعمال خوفًا على أرواح الطيارين الليبيين، وذلك بالإضافة إلى السرب 69 ميراج-5 المصري، والذي قاده طيارين مصريين، وكان قد تم تمويله بأموال ليبية.
فيما شاركت القوات الأردنية في الحرب على الجبهة السورية بإرسال ألوية مدرعة، كما شاركت الأردن في خداع المخابرات الإسرائيلية، حيث تم رفع استعداد القوات الأردنية إلى الحالة القصوى يوم 6 أكتوبر 1973، مما أثار قلق إسرائيل ودفعها إلى إبقاء جزء من جيشها في إسرائيل للتصدي لأي هجوم محتمل على تل أبيب.
أما السودان فقد كان من أوائل الدول التي أعلنت دعمها الكامل لمصر، حيث نظمت مؤتمر الخرطوم والذي تم الإعلان من خلاله عن ثلاثية "لا" وهي لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض.
كما أرسلت السودان فرقة مشاة على الجبهة المصرية ،و لم تتردد في نقل الكليات العسكرية المصرية إلي أراضيها.
وهذه المواقف وغيرها من الدول العربية، أكدت وبقوة أن إذا اتحد العرب، لن تستطع أي قوة عالمية أن تقف أمامهم.