هل يقع الطلاق الشفهى؟ ( على جمعة يجيب )
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال حواره مع برنامج "مصر أرض المجددين" المذاع عبر فضائية "ON"، اليوم الاثنين إن الشيخ عبد المتعال الصعيدي، لم يقل أن الطلاق الشفهي لا يقع، وإنما يخطو خطوة في الاختيار الفقهي في أنه يتبنى فكرة وجود الشهود في الطلاق الشفهي؛ لكونه عقد يحتاج لشهود كما أن عقد الزواج يحتاج لشهود.
وأضاف "جمعة" أنه كان يرى أن يجعل الشهود في الطلاق واجب بدلا من أن يكون مستحبا وفقًا للأئمة الأربعة؛ لكون هذا يحل العديد من قضايا ومشكلات الطلاق، مشددًا على أنه لو أخذنا بالشهادة كركن من أركان الطلاق سيقع الطلاق الشفهي، ولكن يحتاج لتأني وفرصة لالتقاط الأنفاس.
وتابع أن رأي الشيخ عبد المتعال الصعيدي، في الحدود كان سببا في محاكمته في الازهر والتحقيق معه ولكن القضية انتهت إلى لا شيء، واعتبرت اللجنة أن هذا رأي ناتج من تداولات وحفظ التحقيق رغم أن أحد أفراد اللجنة كان يكفره، ولكن بعد سماع حديث الشيخ لم يستطع سوى أن يقول أن هذا رأي معتبر.
وأوضح أن من بين آراءه التجديدية جواز تجسيد الأنبياء على الشاشات، ولكن هذا مخالف لما عليه جمهور علماء الأزهر، منوهًا بأن الممثل يحاول أن ينقل صورة تبقى صورة ذهنية لدى المتلقي، بينما النبي له جهتين جهة يراها الناس، وجهة أخرى لا يعرفها الممثل وهي علاقته بالوحي، ولن يستطيع نقل إحساس الوحي لكونه أمر خاص بالأنبياء فقط، ومن هنا سيكون نقلًا ناقصًا كاذبًا.
يذكر أن عبد المتعال الصعيدي كان محبا للقراءة فكان يقرأ مجلة المقتطف والهلال والمنار والأستاذ والبلاغ، ورغب في دراسة الفلسفة وتاريخ العلم وأصول النقد وتاريخ الحضارة الإنسانية وقرأ مختارات جورجي زيدان، و أعجب بفلسفة ابن رشد وموسوعة يعقوب صروف في تثقيف الرأي العام وكتابات عبد الله النديم.
عرف الشيخ الصعيدي بآرائه الثورية والتجديدية، فكان يرى نظام التعليم في الأزهر مصابا بالعقم والجدب، ورأى ضرورة تطويره بما يلائم روح العصر، لتخريج جيل من الأزهريين المجددين والمبدعين والبعيدين عن الجمود والتقليد والتعصب، والذين كان يراهم المذنب الحقيقي وراء ما يظهر من كتابات المجترئين من حين لآخر، وواكب هذا دعوته إلى تطوير فقه الحدود في الشريعة الإسلامية وذلك في مقالة نشرت في جريدة السياسة الإسبوعية عام 1937م
في عام 1919م شرع في تقديم كتابه «نقد نظام التعليم الحديث للأزهر الشريف» ونُشر في عام 1924م، وقد ألّف الصعيدي 49 كتابًا مطبوعًا و 20 كتابًا مخطوطًا أهداهم للأزهر مثل«تاريخ الإصلاح في الأزهر»، «حكماء اليونان السبعة»، «قضايا المرأة»، «الفن القصصي في القرآن»، ومن أشهر كتبه «المجددون في الإسلام» وهو أحد أهم الكتب التي ألقت الضوء بالنقد والتحليل على أهم الشخصيات المجددة في الفكر الإسلامي منذ القرن الأول الهجري حتي نهاية القرن الثالث الهجري.
شارك الصعيدي في العديد من المساجلات والمناقشات على صفحات الجرائد اليومية والمجلات حول قضايا الأدب وتاريخه، والإعجاز البياني في القرآن، وضرورة الاجتهاد في الأصول، وخصائص الإجماع والوحدة الإسلامية، مع كبار رواد الكلمة من أمثال محمد حسنين هيكل، وطه حسين، والعقاد، والشيخ يوسف الدجوي، وعلي عبد الواحد وافي، والشيخ عيسى منون، وخالد محمد خالد، وأحمد فؤاد الأهواني، والشيخ محمد الغزالي.