200 عام على فك ألغاز الهيروغليفية ووضع قواعد للكتابة الفرعونية
في عام 1822، نجح شامبليون في فك ألغاز الهيروغليفية، بعدما ضاعت معانيها لأكثر من ألف سنة. كما ألف قاموسا ووضع قواعد لغوية "للكتابة الفرعونية". والآن في "عام شامبليون" يجري الاحتفال بصاحب الدور الكبير في "علم المصريات"
بعد قرنين على تفكيك رموز الكتابة الهيروغليفية، تطلق المكتبة الوطنية الفرنسية في باريس اعتبارا من الثلاثاء (12 أبريل 2022) "عام شامبليون" مع معرض يطلق الضوء على النبوغ الفكري للعالم الشغوف باللغات جان فرنسوا شامبليون المولع بمصر القديمة.
وحفر شامبوليون (23 ديسمبر 1790 - 4 مارس 1832) اسمه في التاريخ كأب لعلم المصريات الذي يثير شغفا فرنسيا كبيرا منذ حملة الإمبراطور نابليون بونابرت على مصر سنة 1798.
وفي سبتمبر 1822، نجح العالم الفرنسي في فك ألغاز هذه الكتابة بعدما ضاعت معانيها لأكثر من ألف سنة.
ويبدأ استكشاف المعرض الذي ينطلق الثلاثاء (12 أبريل 2022) في مكتبة فرنسوا ميتيران الوطنية الفرنسية في باريس ويستمر حتى 24 يوليو المقبل، من خلال وثيقة طبعت تاريخ فقه اللغات تُعرف باسم "رسالة إلى داسييه" ويستعرض فيها العالم اكتشافه.
ويعرف الجمهور العريض بصورة أفضل حجر رشيد، وهو نصب حجري بثلاث لغات بينها الهيروغليفية واليونانية. لكن هذا الحجر الذي أحضره البريطانيون إلى لندن ولم يره شامبوليون يوما، موجود في المتحف البريطاني "بريتش ميوزيم". وتعرض المكتبة الوطنية الفرنسية نسختين من هذا الحجر، إحداهما بالصبّ والثانية بالحفر.
ويمكن تلمّس المنافسة بين فرنسا وبريطانيا في تلك الحقبة في هذا المعرض. وتقول فانيسا ديكلو إحدى مفوضَي المعرض إن "توماس يونغ لم يكن بعيدا جدا من فك رموز الكتابة الهيروغليفية. لكن كانت تنقصه معرفة اللغة القبطية لفهم قواعد اللغة المصرية".
وحجر رشيد يحتوى على مرسوم كتب بثلاثة خطوط الهيروغليفية (الكتابة المقدسة الدينية) والديموطيقية (لغة الشعب) والإغريقية.
وقد كان "شامبليون الشاب" (لتفريقه عن شقيقه الأكبر جاك - جوزف الذي كان عالماً أيضاً)، يتمتع بنهم كبير على تعلم اللغات. ويضم المعرض كتيّبا باللاتينية درس من خلاله شامبليون... الصينية.
وقد أظهر العالم الفرنسي اهتماما كبيرا باللغات الشرقية، إذ درس الكثير منها بما يشمل العربية والعبرية والسريانية والآرامية والكلدانية والأمهرية والفارسية والسنسكريتية.
وتشير إيلين فيرينك وهي المفوضة الأخرى للمعرض إلى أن شامبليون "كان يتقن اللغة المصرية بكل حالاتها، بدءا بالكتابة الهيراطيقية التي كانت تقام على ورق البردى".
وبعد 1822، حرص شامبليون على نشر اكتشافاته ونقلها. وهو ألف قاموسا ووضع قواعد لغوية لـ"لكتابة الفرعونية"، وأعطى دروسا في كلية فرنسا فضلا عن دوره كحافظ للآثار المصرية في اللوفر.
وتوضح فانيسا ديكلو "عندما شعر بأن صحته تتدهور، أراد ترتيب كل أعماله، وحسناً فعل. فقد توفي في عمر الشباب عن 41 عاما ولم يكتف باستعادة أصول كتابة، إذ إنه أحيا لغة برمتها".
وقد أحضر معه من مصر نظارات شمسية وجواز سفر وغليونا، ما يفسح في تصور أجواء مهمته الاستكشافية في وادي النيل آنذاك.
وتقول المديرة الفخرية للآثار المصرية في متحف اللوفر غيميت أندرو-لانويه "بعد مرور قرنين، نرى كيف أن شامبليون لم يخطئ سوى قليلا. فقد أنجز هذه الاكتشافات ولم يترك نفسه يوما أسير مشكلة ما، وقد كان حدسه نافعا لآخرين".
كذلك، يتيح المعرض لزائريه رؤية أقدم نص أدبي لا يزال صامدا حتى اليوم، وهو "ورق بردى بريس" (نسبة إلى مكتشفه وهو عالم مصريات فرنسي آخر). ويعود تاريخ هذه الوثيقة المكتوبة بالمصرية القديمة والرموز الهيراطيقية إلى العام 1800 قبل الميلاد.
ويشهد "عام شامبليون" في فرنسا سلسلة أحداث بينها منتدى أكاديمي في المكتبة الوطنية الفرنسية بين 16 مايو و20 منه.
ومن المقرر أيضا إقامة معرض آخر في متحف اللوفر بمدينة لنس في شمال فرنسا اعتبارا من 28 سبتمبر. ويعتزم مسقط رأسه مدينة فيجاك بمنطقة لوت في جنوب غرب فرنسا، حيث يوجد متحف مخصص لشامبوليون، تنظيم أحداث ثقافية وفنية مختلفة في المناسبة اعتبارا من الشهر المقبل.
نقلا عن موقع دويتشه فيلا الألمانى