شريف عزوز يكتب| في العيد القومي لسوهاج.. شكرا جهينة
تحتفل محافظة سوهاج غدًا بالعيد القومي لها، والذي يتوافق في العاشر من أبريل كل عام، تلك الذكرى الطيبة التي يرجع أصلها إلى التصدي للحملة الفرنسية في مركز جهينة.
فقد استبسل رجال جهينة في الذود عن بلدهم، وسطروا بطولات سيذكرها التاريخ ما دام هناك أحياء على ظهر البسيطة، فقد تمكن أهلنا في جهينة من قهر الفرنسيين المدججين بالسلاح والعتاد، وظل أجدادنا في بلدنا الأبية يصوبون ما بأيديهم من أدوات بسيطة « حجارة و عصيان وفؤوس ومناجل» صوب الأعداء فيوقعونهم بين قتيل وجريح وهارب.
واستمرت المعركة اشبه بحرب العصابات «في جبانة جهينة» حتى كان النصر حليف أبطالنا الذين تعقبوا جنود الحملة إلى خارج حدود المحافظة، وتم اعتبار ذلك اليوم عيدًا قوميًا لمحافظة سوهاج.
لو لم يكن هناك تحدي وعزيمة من الأهالي بمدينة "جهينة" لكان الوضع أختلف وتوغلت الحملة لأبعد الحدود بصعيد مصر وجميع محافظات الجمهورية، ولكن كان رد الأهالي حاسما و قاسيا علي الحملة الفرنسية التى فضلت الهروب عن المواجهة التي كادت تنهي عليهم تماما.
الحملة الفرنسية كانت قوية ولا يمكن هزيمتها لكثرة جنودها وتسليحهم بأحدث الأسلحة آنذاك، عكس أهالي جهينة لا يوجد جنود والأسلحة بدائيه ومع ذلك تغلبوا عليهم في أقل من 40 يوما في الوقت الذي احتلت فيه فرنسا الجزائر 132 عام، واحتلت تونس 75 عام، واحتلت المغرب 44 عام، وموريتانيا 66 عام، واستشهاد الملايين من أهالي هذه الدول، ولكن عند دخولها مدينة "جهينة" لم تستطيع الحمله الفرنسية التصدي لمقاومة أهالي المدينة أكثر من 40 يوماً فقط لتنهزم وترجع للوراء محملين بخيبة الأمل، 40 يوما سطر خلالها رجال جهينة التاريخ بثباتهم وقوة عزيمتهم وتلاحمهم المعروف عنهم، عند مواجهة اي معتد عليهم مهما كان حجمه وعتاده.
أعواماً مضت على هذه الذكرى حيث أرتبط أسم مركز "جهينة" بالصمود وتوقف التاريخ عندها كثيرا وأفرد لها صفحات من البطولات والانجازات، حيث انكسر الفرنسيون أمام بسالة أهلها وصلابة جدرانها ومازالت حتى الآن بعض الشواهد بمدينة جهينة تقف صامدة فى وجه الزمن بعد أن وقفت فى وجه الاحتلال، ومقذوفاته فى ذلك الوقت.
وهذه البطولات لا تكن جديده ولا الوحيده من نوعها لأهالي مدينة " جهينة" فتاريخ المركز تنتسب إلي" جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة" وهي قبيلة عربية كبيرة وتوجد لها فروع في العديد من الدول العربية.
ودخلت أهالي مدينة "جهينة" مصر مع سيدنا عمر بن العاص رضي الله عنه مع الإفتتاح الإسلامي، وهي قبيلة عربية ترجع أصولها إلي اليمن وكانت من أكثر القبائل مشاركة الرسول صلي الله عليه وسلم في غزواتها وانتصاراتها.
ولمن لا يعلم فان جهينة حكمت مصر ثلاثة أعوام بقيادة عقبة بن عامر الجهني الصحابي الجليل، الذي ولي مصر سنة 44 هـ إلى 47 هـ وتوفي بها وله 55 حديثا.
وإلي الآن مركز "جهينة" لازال يكتب التاريخ بعائلاته ورجاله المخلصين الذين افنوا حياتهم في خدمة الوطن والدفاع عنه، فكثيرا ما نجد لوحات الشرف تتزين بأسم أو أكثر من أبناء جهينة لدرجة دعت المسؤولين لتزيين أكبر الميادين بجهينة بلوحة شرف جمعت شهداء اكتوبر من ابناء مدينة وقرى ونجوع جهينة التي لازالت تقدم ابنائها تلو الآخر فداءا للوطن، لذالك لم يكون هناك أفضل من ذالك اليوم ليكون عيد قومي لمحافظة سوهاج تخليدا لهذه الملحمة الوطنية.