لماذا تم استثناء بعض أغنياء روسيا من العقوبات الغربية؟
فرضت أمريكا والدول الغربية عقوبات على موسكو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزيرى الدفاع و الخارجية، وعدد من الشخصيات الروسية المؤثرة، بجانب أغنياء روسيا ورجال الأعمال الروسيين.
وذلك على إثر العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، التي انطلقت منذ فجر 24 فبراير الماضي.
وبالرغم من ذلك، فإن تحقيق استقصائي لوكالة ”بلومبيرج“، كشف عن أن 10 من أغنى 20 شخصًا في روسيا، لم يتم إدراجهم ضمن قوائم العقوبات الأمريكية والأوروبية التي فرضت على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقد توصلت "بلومبيرج" لذلك من خلال تجميع وتحليل بيانات العقوبات المالية من وزارة الخزانة الأمريكية والجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ووزارة الخزانة البريطانية ، وهذا حتى 24 مارس الجاري.
والجدير بالذكر أن اعتمدت وكالة ”بلومبيرج“، في تحليلها لأغنى 20 روسيًا ، وذلك وفقًا لترتيبهم على مؤشرها للمليارديرات كما كان يوم 18 فبراير 2022، وهو آخر يوم عمل قبل تنفيذ أول عقوبات تتعلق بإجراءات روسيا العسكرية في أوكرانيا.
وتوصل التحقيق الاستقصاء الذي أعدته بلومبيرج، إلى أن ”العقوبات طالت عدد من أغنياء روسيا، بلغت ثروات قيمة إجمالية لا تقل عن 200 مليار دولار“.
إلا أن الوكالة أوضحت أيضا أن ”أسلوب العقوبات والاستثناءات الراهن يشكل نمطًا جديدا مختلطًا من العقوبات العابرة للحدود، وتعمد أن يستثني العديد من الروس الذين لديهم مصالح تجارية في الأسواق العالمية“.
ووفقاً لوكالة" بلومبيرج" فإن من بين أغنى 20 مليارديرا، كشفت البيانات أن بريطانيا مثلًا، فرضت عقوبات على 10 فقط، فيما كان العدد 9 ضمن قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي، أما الولايات المتحدة فلم تعاقب سوى 4 فقط من ضمن هذه القائمة.
وبحسب تحقيق بلومبيرج ، فقد تم تكرار أسماء 3 أشخاص فقط في القوائم الأوروبية والأمريكية والبريطانية، وأن 4 من أغنى 5 رجال في روسيا لم تتم معاقبتهم في أي مكان، بينهم أغنى رجل في روسيا فلاديمير بوتانين، قطب المعادن الذي تبلغ ثروته 30 مليار دولار.
أما أغنى روسي خاضع للعقوبات في القائمة فهو أليكسي مورداشوف، المساهم في شركة ”سيفيرستال“، رابع أكبر صانع للصلب في روسيا، والذي جمدت أصوله من قبل الاتحاد الأوروبي في 28 فبراير، ومن قبل لندن بعد أسبوعين.
فيما جاء من بين أغنى الروس الذين لم يعاقبوا مسئول الطاقة التنفيذي ليونيد ميخلسون، وأيضا رجل الأعمال الروسي فلاديمير ليسين، بجانب رئيس شركة النفط العملاقة ”لوك أويل بي جي إس سي“ فاجيت أليكبيروف، التي تمتلك الكثير من المساهمات الكبيرة في الشركات المدرجة وفي بيئة الأعمال الروسية الشديدة التسييس، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة ”بلومبيرج“.