بعد إتصال الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني.. من المستفيد؟
عقب الإتصال عبر الفيديو كونفرنس الذي تم أمس بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الصيني شي جين بينج، الذي استمر لمدة ساعتين.
ظهر بشكل واضح خلاف عميق في مواقف البلدين بشأن كل من الغزو الروسي لأوكرانيا ومطالبات الصين بتايوان.
حتى أن البعض رأي أن الإتصال جاء بنتائج عكسية ، وذلك على إثر انتقادات ضمنية من الرئيس الصيني للدور الأمريكي في تأجيج الأزمة.
بجانب انتقاده لتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في تايوان ،والتهديد بفرض عقوبات أمريكية ضد الصين إذا دعمت المجهود الحربي الروسي.
لذا فقد رأت مجلة ”بوليتيكو“ الأمريكية، أن بايدن فشل في إقناع الرئيس الصيني باستخدام نفوذ الصين لإنهاء العدوان الروسي في أوكرانيا أو حتى استخدام مصطلح ”الغزو“.
كما أوضحت أن " هذه الضغينة" تؤكد أن الزعيمين قد استنفدا أي نية حسنة متبقية ناتجة عن اجتماعهما الافتراضي في نوفمبر.
وما يؤكد أن الإتصال لم يصل إلى أى تقدم بين واشنطن و بكين، هو بيان وزارة الخارجية الصينية، بشأن المحادثة، الذي أوضح أن ”بينغ أشار إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين لم تخرج بعد من المأزق الذي أوجدته الإدارة الأمريكية السابقة، ولكنها واجهت بدلا من ذلك المزيد من التحديات، وأن الجانب الأمريكي أخطأ في قراءة النوايا الاستراتيجية للصين وأساء تقديرها“.
هذا وقد أفاد مسئول كبير في الإدارة الأمريكية ، بقوله أن ” الرئيس بايدن أوضح العواقب إذا كانت الصين ستقدم دعمًا ماديًا لروسيا ،وهي تقايض حربها الوحشية في أوكرانيا، ليس فقط بعلاقة الصين مع الولايات المتحدة، ولكن بالنسبة للعالم الأوسع“.
لكن وفقاً لتصريحات سابقة للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، فإن بكين لن تلوم موسكو على عمليتها العسكرية في أوكرانيا، وذلك من خلال قوله ”ما يجب أن تفعله الولايات المتحدة هو التفكير بجدية في دورها في أزمة أوكرانيا والدور الذي لعبته، وتحمل مسئولياتها بشكل فعال، واتخاذ إجراءات عملية لتخفيف الوضع وحل المشكلة، بدلاً من الاستمرار في إضافة الوقود الى الحريق“.
هذا و يرى روبرت دالي مدير معهد كيسنجر للصين والولايات المتحدة في مركز ويلسون، أن ”إذا كان التقدم هو مقياس النجاح، فعندئذ لا، لم يكن نجاحًا، نحن في مأزق مستمر هنا ،حيث نواصل تكرار المواقف التي يراها الطرف الآخر عنيدة“.
فيما أكد أليسون سزالوينسكي نائبة رئيس الأبحاث في المكتب الوطني للبحوث الآسيوية بواشنطن ، أنه ”من الواضح أنه لا يوجد تغيير في الموقف العام للصين، بشأن الصراع أو أن بكين ترى أن لها دورا لتلعبه في إنهاء الحرب“.
كما أضافت بقولها أنه ”بدلاً من ذلك، ألقى بينغ باللوم على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الحرب، وبالتالي دفع القوى الغربية إلى مزيد من العمل لمعالجة المشكلة وحل المخاوف الأمنية بين أوكرانيا وروسيا“.