هل يصمد الممثل الكوميدي أمام سيد الكرملين؟
وسط تزايد الصراع الذي يدور بين روسيا وأوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي هناك رجلان خارج الميدان في وجهى الصراع السياسي.
ويري المراقبين، أن الأيام القادمة ستثبت من سيصمد أكثر الممثل أو رجل المخابرات السابق، وإن كان الأمر أبعد بكثير من خلفية الرجلين فعل سيصمد الممثل الكوميدي أمام رجل المخابرات.
ويقول المراقبين، ان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، قد ناشد أكثر من مرة نظيره الروسي فلاديمير بوتين للجلوس على طاولة واحدة مهما اتسعت، من أجل الحوار، وحل الصراع الجاري على أرض الجارة الغربية لموسكو بالدبلوماسية، دون إجابة حتى الآن. فبوتين يتمسك بخططه وأهدافه.
كذلك يتلخص المشهد السياسي بين الممثل وسيد الكرملين
إلي هنا، يواجه ممثّل أوكراني كوميدي سابق اقتحم مسرح السياسة عام 2019 مع أحد رجال جهاز المخابرات السوفيتية ،والآن يتولى السلطة في روسيا منذ أكثر من عقدين.
هذا،وقد ولد الرئيسان الأوكراني والروسي في حقبة الاتحاد السوفياتي، متشاركان في الاسم الأول ذاته لكن أوجه التشابه تنتهي عند هذا الحد، بينما تعتبرالمواجهة الشخصية بين الرئيسين في صلب الصراع، الذي بات مستقبلهما سواء الشخصي أو السياسي على المحك، كما هو الحال بالنسبة لمستقبل بلديهما.
في المقابل، وفي ظل القصف الروسي يختبئ زيلينسكي (44 عاما) وسط كييف في مكان ضيّق برفقة مجموعة من العناصر المسؤولين عن حمايته ومساعديه المقرّبين.
فيما يجلس بوتين (69 عاما) في الكرملين ،ويستقبل الزوار بموجب قواعد غاية في التشدد، فيما باتت المسافة التي يتركها بينه وبين أقرب وزرائه حول طاولات اجتماعات ضخمة تثير السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الإطار ، لم يلتقِ الرئيسان مباشرة غير مرة واحدة، عندما استضافهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل خلال محادثات في باريس تناولت ملف أوكرانيا ديسمبر 2019.
لذا، ومنذ ذلك اللحظة، تحوّل زيلينسكي، وفق ما نقلته فرانس برس، إلى عدو بوتين اللدود بينما لا يشير بوتين إليه باسمه إطلاقا، بالضبط كما يتعامل مع معارضه الأبرز في الداخل أليكسي نافالني.
ويشير بوتين إلى زيلينسكي باليهودية ،حيث انتخب في 2019 حائزا على إشادة واسعة من المجتمع الدولي، بتسميات من قبيل رأس "نظام كييف" وزعيم "عصابة مدمني مخدّرات ونازيين جدد".
ويذكر أن. اسم زيلينسكي برز بعد أكثر من عام بقليل على ضم بوتين شبه جزيرة القرم الأوكرانية ،ودعمه الانفصاليين في شرق البلاد في 2014، من خلال لعب بطولة في مسلسل كوميدي أوصله إلى النجومية.
إلي ذلك، يحكي المسلسل الدرامي الكوميدي "خادم الشعب" قصة فاسيل هولوبورودكو - الذي لعب دوره زيلينسكي - وهو أستاذ تاريخ أصبح رئيسا بعدما انتشر سجال بشأن الفساد على الإنترنت حيث يلتقي بإحدى الحلقات، هولوبورودكو اتصالا من المستشارة ميركل تهنّئ خلاله أوكرانيا على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يدفعه للرقص فرحا، ليُبلّغ لاحقا بأنها اتصلت بالرقم الخطأ إذ كانت تنوي الاتصال بمونتينيغرو.
وبهذه الطريقة، استغل الممثل نجاح مسلسله، ودخل معترك السياسة عام 2019 عندما كان المشهد مضطربا في بلاده، وفاز في الانتخابات الرئاسية بأغلبية ساحقة، مطلقا على حزبه اسم "خادم الشعب.
وعلى صعيد آخر ، رد الكرملين بفوز زيلينسكي بأنه جاء فاترا، في مؤشر مسبق على انقطاع حبل الود بين بوتين و زيلينسكي فيما أكد زيلينسكي كثيرا خلال الأيام الماضية أن بوتين لا يرد على اتصالاته.
ووسط هذا التعارض والتناقض بين الرئيسين، بدا زيلينسكي خلال الفترة الماضية خلال العمليات العسكرية أكثر جدية لكنه لم يتخل أحيانا وفي بعض المحطات عن المرح، إذ بدأ أحيانا في صور سيلفي مع وزير دفاعه مرحا، قبل أن تتراجع تلك الصور مؤخرا.
علي عكس سيد الكرملين الذي بدا أكثر صرامة، وعزلة في آن، كما بدا غاضبا أحيانا أخرى!
لذا، الأيام المقبلة سوف تظهر لنا من سيستمر الممثل الكوميدي أم سيد الكرملين.