جريدة الديار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 07:59 مـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعقد مؤتمرا صحفيا لإعلان تفاصيل حفل تسليم الجائزة لعام 2022

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

عقد الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية المستشار محمد عبد السلام، بعقد لقاء افتراضيا، عصر اليوم الثلاثاء عبر منصّة "zoom"، مع عدد من الصحفيين الذين سيشاركون في حفل تسليم جائزة زايد للأخوّة الإنسانية.

تحدّث المستشار عبد السلام عن ولادة ومسيرة هذه الجائزة التي ولدت من توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية من قبل فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس، تلك اللحظة التاريخية، والتي ولد منها العديد من المبادرات العالميّة والمهمّة والمؤثِّرة أيضًا وكان أول هذه المبادرات الإعلان عن مشروعين من أهم المشاريع العالميّة التي ينظر إليها العالم اليوم بتقدير واحترام وهما مشروع بيت العائلة الإبراهيميّة الذي أُعلن عنه بعد توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانيّة بدقائق من نفس منصّة الحدث في الرابع من شباط فبراير عام ٢٠١٩ ووقع حجر الأساس لهذا المشروع الإنساني والحضاري فضيلة الإمام الأكبر مع أخيه البابا فرنسيس، وأخيهما صاحب السمو الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

وتابع أمين عام الأخوة الإنسانية "لقد كانت هذه لحظة تاريخية شهدها العالم كلّه، في هذا اليوم أيضًا ومن هذه المنصّة أُعلن عن جائزة مبادرة أخرى مُنبثقة عن هذه الوثيقة، وهي جائزة زايد العالميّة للأخوّة الإنسانيّة، وأعلنت دولة الإمارات الراعية لهذه الجائزة التي تحمل اسم وإرث المؤسس الراحل الحكيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.

وأضاف أمين عام الإخوة الإنسانية أن هذه الجائزة في أوّل دورة لها بشكل رمزي وفخري لا يمكن أن تذهب إلا إلى من قدموا هذه الوثيقة ومن قدموا هذا النموذج للعالم وهما البابا فرنسيس والإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيّب، طبعًا الجائزة هي الجائزة الأولى من نوعها في العالم التي توجّه مباشرة إلى الأخوّة الإنسانيّة بمفهومها العام و بمفهومها الخاص و بمفهومها الديني والاجتماعي والإنساني والحضاري، فالأخوّة الإنسانية هو مصطلح عام يشمل كل شيء جيّد في هذه الحياة.

وأضاف عبد السلام أن هذه الجائزة أيضًا هي الأولى من نوعها التي تخرج من منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي إلى العالم وتهدف إلى تعزيز إسهامات الأفراد والكيانات في مجال الأخوّة الإنسانيّة وتحفِّزهم على بذل الجهود للمزيد من التعايش والتضامن الإنساني.

وأشار عبد السلام إلى أن الجائزة قيمتها مليون دولار سنويًّا وتوضع هذه القيمة تحت تصرُّف اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية من وقف الشيخ زايد رحمه الله حتى عندما تقرّر لجنة التحكيم التي تُشكّل بشكلٍ سنويّ – لجنة تحكيم دوليّة مستقلّة تمامًا – وتفحص جميع الترشيحات التي ترِد إليها من حول العالم ثُمَّ تُقرِّر في النهاية قرارًا منفردًا مُستقلاً بمنح الجائزة إلى ربما شخص أو شخصين أو أكثر، سواء كان كيان أو مؤسسة أو إلى دولة أو إلى جمعية أو إلى قرية في مكان ما في العالم، تُقرِّر اللجنة أن تمنح هذه الجائزة وبعد ذلك تقوم اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية بتوجيه قيمة الجائزة إلى الفائز أو الفائزين بعد تلقّي هذا القرار من لجنة التحكيم.

وتابع المستشار محمد عبد السلام "كما رأيتم العام الماضي والعام الحالي لدينا لجنة تحكيم قويّة من شخصيات عالميّة من أماكن وقارات مختلفة حول العالم كلها شخصيات مشهود لها بالنزاهة والعمل من أجل الأخوّة، من بينهم الحائزين على جوائز عالميّة للسلام والتعايش ومن بينهم من أفنوا معظم أعمارهم في خدمة الإنسانيّة وفي خدمة الأخوّة.

وأردف بأن اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية هي أيضًا لجنة دوليّة تشكّلت من مجموعة من الشخصيات الدينية والثقافيّة المختلفين في الدين والثقافة والشكل واللون والمُتَّفقين جميعًا في الوقت عينه على أهميّة الأخوّة الإنسانيّة لكلِّ الناس، إن اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية تُشكّل كل ثلاثة أعوام وقد شُكِّلت كمبادرة من المبادرات الأولى لتحقيق وتفعيل أهداف وثيقة الأخوّة الإنسانيّة.

وأضاف الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية يقول هناك تساؤلات كثيرة توجّه إليَّ في رحلاتي وجولاتي حول العالم حول لماذا من أبو ظبي هذه الوثيقة للعالم وهذه الوثيقة الإنسانيّة؛ فلماذا تقوم أبو ظبي بتفعيل وتنفيذ أهداف هذه الوثيقة، لأن أبو ظبي أو دولة الإمارات هي مؤمنة بأهميّة الأخوّة الإنسانيّة لكلِّ الناس وهي جزء من استراتيجيّتها، وجزء من أهدافها هو ترويج وتفعيل ونشر قيم الأخوّة والتعايش والتسامح بين الناس استنادًا إلى هذه الوثيقة التاريخية والقوية إلى كلِّ مكان في العالم وليس فقط للعالم العربي لأنه لا يوجد مكان في العالم لا يحتاج بشكل ضروري وماس إلى الأخوّة الإنسانيّة وبالتالي أبو ظبي بما أنَّ البابا والإمام الأكبر شيخ الأزهر قد اختارا أبو ظبي لكي يعلنا منها للعالم هذه الوثيقة التاريخية في الرابع من شباط فبراير، بعد أن عمل البابا والإمام على هذه الوثيقة لما يقارب العام بشكل سرِّيٍّ ودقيق ومكثّف لصياغة هذه الوثيقة التاريخية. بين أهمّ الرموز الدينية في العالم في عصرنا الحديث اختاروا أن يعلنوا هذه الوثيقة من أبو ظبي لأنّهم رأوا في أبو ظبي نموذجًا للإيمان بهذه القيم.

تابع القاضي محمد عبد السلام يقول إنَّ الجائزة طبعًا هي جائزة زايد للأخوّة الإنسانيّة، زايد هي تحمل إرث وقيم وأخلاق الشيخ زايد الذي عُرف بها في كلِّ مكان في العالم، ربما كلنا نعلم ومعظمكم من الإمارات العربية المتّحدة الذين يحملون إرث هذا الرجل الحكيم ولكن أنا شخصيًّا في أماكن كثيرة حول العالم حين أذهب أجد أثر هذا القائد، ربما تجد مسجِدًا أو تجد بئرٍا أو تجد جمعيّة من الجمعيات الخيريّة تجد كنيسة، فهذا الرجل الذي أقول إنه تخطّى بأخلاقه وقيمه وحبّه للغير حدود بلاده إلى العديد من الأماكن والبقاع حول العالم لكي ينشر الخير والحب والتعايش والتسامح بين الناس.

وأضاف الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية "إن الدورة الأولى للجائزة من خلال التحكيم كانت في سنة ٢٠٢١ وهي الدورة الثانية للجائزة والأولى لعمل لجنة التحكيم تمَّ اختيار الأمين العام للأمم المتّحدة لجهوده العظيمة في مفوّضيّة اللاجئين ولتقدّمه بمبادرة إلى مجلس الأمن وإلى الأمم المتحدة لوقف الحروب في فترة الجائحة التي كان يعاني منها العالم بأسره وحظي على موافقة من كلِّ دول العالم على ذلك، ومعه في الوقت عينه وعلى قدم المساواة الناشطة المغربيّة الفرنسيّة لطيفة بن زياتن هذه الأم التي كرّست حياتها بعد مقتل ابنها على يد متطرِفين لتنشر الخير والحب والسلام وتحاول أن تشرح قصّتها وسط الشباب لتُحصِّنهم من الوقوع في فخ وبراثن الفكر المُتطرِّف.

وفي ختام اللقاء، أشار الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية إلى أنَّ هذا اللقاء هو للإجابة على تساؤلات الصحفيين حول هذه الجائزة، التي سيكون هناك حفل متميِّز لها ستُعلن فيه أسماء الفائزين في هذه الجائزة وسيكون بحضور مميّز من لجنة التحكيم واللجنة العليا للأخوّة الإنسانية وبعض القادة على أن يكون هناك أيضًا مشاركة افتراضية من قبل البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر.

وأنهى الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية حديثه بالتأكيد أن هذه الجائزة التي ولدت منذ ثلاث أعوام قد أصبحت في مصاف الجوائز العالمية وأوشكت أن تنافس الجوائز العالميّة الكبرى، فالعام الماضي كان هناك ترشيحات من حول العالم ربما وصلت إلى خمسين ترشيح، أما هذا العام فالترشيحات تجاوزت المائتي ترشيح من جميع مناطق العالم وهذا يدلُّ على أنَّ الجائزة أثرها يزداد كل عام وهذا أمر يدعو إلى الفخر، وأيضًا ما يدعو أكثر إلى الفخر هو أنَّ الرعاة الثلاثة لمشروع الأخوَّة الإنسانية صاحب السمو الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان حفظه الله وقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر حريصون على أن تبقى هذه الجائزة محايدة تمامًا ومستقلّة وأن تواصل عملها بنزاهة بطريقة حيادية بدون أن تتخذ أي منحى سياسي أو إيديولوجي ولا تريد إلا أن تدعم مبادرات وقيم ومبادئ الأخوّة الإنسانيّة.