اللواء تامر الشهاوي يوضح السيناريوهات المحتملة للأزمة الأوكرانية
رصد اللواء تامر الشهاوى، ضابط المخابرات الحربية السابق وعضو مجلس النواب السابق، جذور الصراع بين روسيا و أوكرانيا، وذلك في إطار إشغال الأزمة الأوكرانية للعالم شرقًا وغربًا.
وكشف اللواء تامر الشهاوي، خلال تصريحات لـ"الديار"، السيناريوهات المحتملة والتقديرات المستقبلية للأزمة الأوكرانية.
وأوضح الشهاوي أن الحرب الباردة، استعرت من جديد بين روسيا من جانب والولايات المتحدة الأمريكية والغرب من جانب آخر بشكل عام.
وأشار إلى أن روسيا تعتبر نفسها الوريثة الشرعية للاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية، كما تعتبرها مجالها الحيوي وأن أى تهديد لهذا المجال هو تهديد للأمن القومى الروسى، ومن الجانب الآخر شرعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي إلى محاولة التغلغل داخل المجال الحيوي الروسي، وهو ما ترفضه الأخيرة تماما.
وأشار ضابط المخابرات الحربية السابق، إلى أن خلال الأزمة الحالية برزت أمامه فترة الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، وما تضمنته من احتكاكات بين الجانبين وعلى سبيل المثال وليس الحصر أزمة كوبا عام ١٩٦٢ والتى تلخصت فى مساندة الاتحاد السوفيتي لنظام فيدل كاسترو فى كوبا ونشر صواريخ سوفيتيه تطال عمق الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد استمرت هذه الأزمة لشهور وانتهت باتفاق وتسوية بين الجانبين تضمن أن يسحب الاتحاد السوفيتى الصواريخ من كوبا، وذلك مقابل أن تكف الولايات المتحدة عن محاولة إسقاط فيدل كاسترو وسحب صواريخها من إيطاليا وتركيا وهو ماحدث وقتها.
وعلى إثر ذلك فقد أكد الشهاوي أن اليوم يشهد العالم أحدى فصول الحرب الباردة من جديد، وذلك بعد أن استعادت روسيا عافيتها وتساندها الصين القوية، من خلال إعادة التوازن الى العالم بالإعلان عن قطب جديد، وانتهاء فترة القطب الواحد الممثل فى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى صالت وجالت فى العالم منذ تفكك الاتحاد السوفيتى عام 1991.
وقد أكد اللواء تامر الشهاوي خلال رصده للأزمة الأوكرانية، أنه إن طال أمد الأزمة الحالية، وبالرغم من معرفة أسبابها وسبل حلها ، فإن روسيا لن تتراجع ابداً و لن تتنازل عن صياغات دولية أمريكية ملزمة تضمن عدم المساس بمجالها الحيوي، الذي يتمثل في دول الاتحاد السوفيتى القديم ودول الكتلة الشرقية.
وذلك بجانب أيضا أنها تلوح باستعراض القوة لجارتها أوكرانيا، وهذا من أجل إرغامها على القبول بمطالبها وفك ارتباطها المحتمل مع الناتو والاتحاد الأوروبي .
فيما أوضح الشهاوي أيضا أن من جانب آخر الولايات المتحدة الأمريكية، تعمل هي الأخرى على إطالة أمد الأزمة، وذلك من أجل مزيد من الضغط على روسيا وأوكرانيا معاً، وهذا لتحقيق أفضل نتائج تفاوضية من أجل الحصول على ضمانات روسية بعدم انقطاع إمدادات الغاز عن أوروبا.
بجانب محاولة تحجيم الدب الروسى من التوسع فى مناطق نفوذ أمريكية أخرى،بجانب أنه لو أخطأت روسيا باجتياح أوكرانيا،تصبح أمام المجتمع الدولى المبرر للتدخل الخشن وبالعقوبات لاعادة الأمور الى نصابها ،وهو ما يدركه بوتين تماما .
وذلك بالإضافة إلى أوكرانيا، حيث تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على ضمان الولاء الأوكراني للغرب، و ذلك لاستخدامه سواء في إمدادات المواد الغذائية او المواد الخام التى تتمتع بها أوكرانيا .
هذا وقد أفاد اللواء تامر الشهاوي خلال رصده للأزمة الأوكرانية و جذورها ، أن الجانبان يدركان التأثيرات الاقتصادية لو تطورت الأمور إلى صراع عسكرى من ارتفاع التضخم، وبالتالي أسعار الفائدة بأسواق السندات و تضخم أسعار الأغذية، لانقطاع تدفق الحبوب من منطقة البحر الأسود و توقف 35% من الغاز الطبيعي القادم من روسيا ، وهو ما سيعود بـ إرتفاع أسعاره في أوروبا بأكملها.
وفيما يخص القطاع المالي، فإن تتركز المخاطر في أوروبا، وستكون الأصول الروسية والأوكرانية في طليعة الخاسرين، بالإضافة إلى العقوبات التي ستفرض على روسيا في حيال قيامها بالحرب ستزيد الوضع سوءا ،وبذلك سيكون الجانبان خاسران .
وبهذا فإن الشهاوي شدد على أنه لا يتوقع نهائياً اجتياح روسي لاوكرانيا ،وقد يكون هناك بعض المناوشات على الحدود المشتركة، ولكن لن ترقى إلى حرب شاملة بين الجانبين .
كما أكد الشهاوي التسوية هي ما تحدث الآن ، و أن كل التصريحات المتبادلة والرحلات المكوكية والاجتماعات، ليست سوى مناقشة للتسوية المطلوب التوصل اليها، وأي تهديد أو تلويح من طرف لآخر، ليس سوى حث الطرف الآخر على الإسراع بعملية التسوية على أساس احترام المجال الحيوي لروسيا،وذلك فى مقابل إحترام مناطق النفوذ الغربية والأمريكية .