جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 06:32 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هل تدق طبول الحرب بين موسكو و كييف؟.. اللواء تامر الشهاوي يجيب

اللواء تامر الشهاوي
اللواء تامر الشهاوي

كشف اللواء تامر الشهاوى ضابط المخابرات الحربية السابق، وعضو مجلس النواب السابق، تفاصيل مشهد الصراع الحالي بين روسيا و أوكرانيا، كما أجاب على التساؤل حول هل تدق طبول الحرب بين الطرفين؟.
وجاء توضيح الشهاوي في تصريحات خاصة لـ الديار، في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الأحداث في الأزمة الأوكرانية، حيث لم يعد صوت الدبلوماسية والحوار مسموعا بوضوح.

وهذا بعدما فشلت محادثات كثيفة في الأيام الأخيرة في إحراز تقدم نحو حل لهذه الأزمة، التي يصفها الغربيون، بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود.

كما يتزامن ذلك أيضاً مع تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن روسيا قد تغزو "في أي وقت" أوكرانيا، بعدما حشدت على حدودها أكثر من 100 ألف جندي وأسلحة ثقيلة، و ذلك يعبر بشكل أكبر على هشاشة الوضع الراهن.

والجدير بالذكر أن العديد من الدول في الساعات الأخيرة، حثت مواطنيها على مغادرة أوكرانيا، ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا والنرويج وهولندا واليابان وكوريا الجنوبية.

ومن جانبه فـ يؤكد اللواء تامر الشهاوي، أن طبول الحرب تدق من جديد بين روسيا وأوكرانيا والغرب الذي يسعى من خلال التلويح بالعقوبات، لزيادة تكلفة أي مغامرة عسكرية على غرار ما حدث في جورجيا والقرم.

كما يشير الشهاوي إلى أن لذلك تصاعدت التحذيرات الغربية لموسكو من مغبة قيامها بأي عمل عسكري لا تحمد عقباه في أوكرانيا.

حيث ذكر الشهاوي أنه هو سواء تعلق الأمر ببرلين أو واشنطن أو بروكسيل، فالخطاب هو نفسه الموجه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يطالب بمحادثات "فورية".

فيما يصمم بوتين على ضمانات من قبل الغرب تسمح بـ"منع التوسّع المستقبلي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) نحو الشرق أو نشر منظومات أسلحة تهدّد روسيا انطلاقا من الأراضي الأوكرانية وفي دول أخرى مجاورة".

وقد وضح ذلك أثناء الإتصال مع نظيره الأمريكي عبر الفيديو كونفرانس، من خلال طلبه بالتزامات قانونية بهذا الشأن.

وخلال رصده أكد الشهاوي أن موسكو تعتبر أن الغرب انتهك وعودا إثر انهيار الاتحاد السوفياتي، كانت تقتضي بعدم توسيع حدود الناتو لتشمل دول أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفياتية السابقة.

وهنا يشير ضابط المخابرات الحربية السابق تامر الشهاوي، إلى أن الدول الغربية ترفض استبعاد توسع الناتو شرقا، فيما تصر موسكو على أنها لن تقبل انضمام كييف للحلف وتعتبر ذلك "خطا أحمر".

هذا وقد أفاد الشهاوي أيضا أن روسيا تعتبر الداعم السياسي والاقتصادي والعسكري الرئيسي للانفصاليين الموالين لها، والذين يخوضون حربا ضد القوات الأوكرانية منذ نحو ثماني سنوات.

والجدير بالذكر أن ازداد قلق الدول الغربية بعد شكوكها بشأن تحضير روسيا لغزو جديد لأوكرانيا ،وذلك بعد نشرها لعشرات الآلاف من جنودها مدججين بمختلف أنواع الأسلحة على طول الحدود بين البلدين، إلا أن موسكو تؤكد أنها هي المهددة في أمنها القومي.

وتابع الشهاوي خلال تناوله للصراع الدائر بين روسيا و أوكرانيا، بقوله أن معضلة أوكرانيا أن الجغرافيا فرضت أن تكون ضحية دوامة لا متناهية، فكلما استعانت بالمظلة الأطلسية زادت التهديدات الروسية لها.

حيث أن موسكو تعتبر توسيع حلف الناتو شرقا، تهديدا لأمنها القومي على غرار التهديد الكوبي للولايات المتحدة إبان الحرب الباردة.

ويذكر أن البرلمان الأوكراني صوت في 14 ديسمبر الماضي، لصالح تمديد تواجد قوات حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية في رد على الحشود العسكرية الروسية.

وبحسب القانون الجديد فإنه يسمح بانتشار نحو أربعة آلاف من قوات الناتو في أراضي الأوكرانية، ومن بينهم 2000 أمريكي، خلال عام 2022، وهو نفس العدد الذي تمت الموافقة عليه بالنسبة لعام 2021، كما سيتم زيادة عدد طائرات ومروحيات الناتو من عشرة إلى أربعين خلال العام المقبل.

كما يسمح القانون الجديد أيضا، بزيادة عدد سفن دول الناتو في المياه الإقليمية الأوكرانية إلى عشرين سفينة، و ذلك بجانب إجراء تسع مناورات عسكرية بمشاركة قوات أجنبية خلال العام المقبل.

والجدير بالذكر أن قوات الناتو توفر تدريبات للجيش الأوكراني منذ عام 2015، لمساعدته في صد الانفصاليين المؤيدين لروسيا والذين يسيطرون على مساحات واسعة في شرق البلاد.

ووفقاً للإحصائيات الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن نحو 13 ألف شخص، لقوا حتفهم خلال الصراع الذي استمر على مدار ثماني سنوات، ورغم التوصل إلى خطة سلام، إلا أنه لم يتم تنفيذها حتى الآن.

وذلك منذ أن فرضت روسيا سيطرتها على شبه جزيرة القرم عام 2014، حيث تعتبر كييف نفسها في حرب مع موسكو، ولهذا السبب، جعلت أوكرانيا الانضمام إلى الناتو هدفا لها ينص عليه الدستور منذ عام 2019.

وقد أكد اللواء تامر الشهاوي ، أن مأساة أوكرانيا تكمن في عدم إحساسها باستعداد الدول الغربية لحمايتها بما يكفي، حيث تنتقد العراقيل التي توضع أمام رغبتها في الانضمام إلى الناتو أو تزويدها بمنظومات أسلحة متطورة.

وأفاد الشهاوي أن من بين أبرز مخاوف واشنطن والدول الأوروبية التي تقف وراء تقعصهم عن ضم أوكرانيا للناتو، هو تقليص أو قطع إمدادات الغاز في منتصف الشتاء في حال تم فرض عقوبات على الجانب الروسي.

وذلك في الوقت الذي تحصل أوروبا على أكثر من 40% من الغاز الطبيعي من روسيا، والتي يتم نقلها عبر أوكرانيا الأمر الذي دفع واشنطن إلى استحداث خطة بديلة لاستيراد الغاز الطبيعي من دولة قطر، التي تعد من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم.

وذكر الشهاوي خلال تناوله للأزمة الأوكرانية، أن أوكرانيا من أكثر الدول خصوبةً على وجه الأرض، كما أنها الأكثر تصديراً للحبوب والزيوت النباتية للدول الأوروبية خاصةً.

موضوعات متعلقة