جريدة الديار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 08:40 مـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
استقبال كلية السياحة والفنادق زيارة اعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد للتقدم للاعتماد المؤسسي واعتماد برنامج بكالوريوس الارشاد السياحي مجلس جامعة الأزهر يقدم التهنئة بحلول العام الجديد 2025 ويؤكد على أهمية تهيئة المناخ المناسب مع قرب امتحانات الفصل الدراسي الأول محافظ الجيزة يهنئ الكنيسة الكاثوليكية بعيد الميلاد المجيد الرئيس السيسي يوفد مندوبين لحضور احتفالات عيد الميلاد المجيد ولي عهد مملكة البحرين يستقبل وزيرة التضامن الاجتماعي سقوط شهيدين في قصف إسرائيلي لمواطنين بمنطقة تل الهوا جنوب غزة حملة تنشيطية لتنظيم الأسرة بمدن خليج السويس بجنوب سيناء محافظ جنوب سيناء يعقد اجتماعا موسعا لمناقشة ملف التصالح *مشروعات رائدة لتطوير محميات الفيوم والأقصر.. حماية الطبيعة وتشجيع السياحة البيئية محافظ الدقهلية والقيادات الأمنية والعسكرية والتنفيذية يقدمون التهنئة للأخوة الأقباط الكاثوليك والروم الأرثوذكس الإمارات تمنح وزيرة البيئة المصرية وسام زايد الثاني من ”الطبقة الأولى” وكيل تعليم الدقهلية يفتتح فعاليات المؤتمر الثالث لريادة الأعمال و الذكاء الاصطناعي

سيد الضبع يكتب: الاخوان .. ثمانية أعوام من الهزائم وثمانون عاماً من التقية

رئيس تحرير الديار سيد الضبع
رئيس تحرير الديار سيد الضبع

ونحن على أعتاب الذكرى العاشرة لثورة 25 يناير التي امتطتها جماعة الأخوان المتأسلمين ملقين بأحلام الشباب تحت أقدامهم يمكننا القول بأن الحسنة الأبرز لتلك الثورة أنها كشفت الوجه القبيح لجماعة الإخوان الذي ظلت الجماعة تُخفيه عن عموم المصريين منذ أن أنشأها حسن البنا في العام 1928 بمدينة الإسماعيلية بالقرب من معسكرات الاحتلال الإنجليزي و حتى سقوط نظام الرئيس الراحل حسني مبارك.

فلو لم تقم هذه الثورة، لظلت الجماعة بجحافلها وقياداتها ورموزها ومشاريعها ومقرّاتها وتمويلاتها سرًّا من الأسرار المحجوبة المسكوت عنها حتى الآن، ولظلت الجماعة تخدع المصريين، وتتجمَّل لهم بمئات الأقنعة والرتوش التي تتاجر بالدين خفيةً، وتتلاعب به لخدمة أهدافها ومصالحها ومآربها الخاصة.

إذن، كان للإخوان وجهان حسب مبدأ "التقية" الشيعي الذي أخذوه عنهم، وطبَّقوه في كل أمورهم وتصرفاتهم.

وجهٌ ظاهرٌ مكشوفٌ للناس وللإعلام، صدَّروا فيه للبسطاء وغير المطَّلعين على أدبياتهم وتاريخهم الأسود؛ أنهم دعاة الإسلام المعتدل الوسطي، وأنهم يحملون الخير لمصر والعرب والعالم.
استطاع جناح الحمائم في الجماعة أن يخدع المصريين والعرب لمدة 83 عن طريق تصدير ثقافة: الانفتاح، وقبول الآخر، والديمقراطية، وتداول السلطة، واحترام الدستور والشرعية والانتخابات، والانخراط في الحياة السياسية وفق ضوابط النزاهة والشفافية.

وطوال الثمانين عامًا سيطر الإخوان على المدارس الخاصة، وأقاموا صروح المستوصفات والمستشفيات المملوكة لهم، والمشروعات الاجتماعية التي تعول الأرامل والفقراء واليتامى، وأحكموا قبضتهم على النقابات، واتحادات الطلاب، واتحاد العمّال، ودور النشر الخاصة بهم.
افتتح الإخوان عشرات الآلاف من الشُّعَب في قرى ونجوع وكفور مصر من شمالها إلى جنوبها، بعلم الدولة وموافقتها.

باختصار، صارت الجماعة كيانًا موازيًّا للدولة، تقوم بمهام وزارات: التربية والتعليم، والشئون الاجتماعية، والصحة، والشباب والرياضة، والأوقاف وما خفي كان أعظم وأضل!

والوجه الآخر: هو المخفي، المحجوب، الذي لا يعرفه الكثيرون قبل ثورة يناير، هذا الوجه، كان وجه الإخوان الحقيقي العنصري القمعي الديكتاتوري، الذي أظهرته ثورة 25 يناير؛ فوجدناهم يحملون السلاح لإبادة المصريين المخالفين لهم في الرأي والتوجه السياسي!

وجدناهم يعملون على أخونة مصر، وتحويل كل الوزارات والهيئات والمؤسسات والمنظمات إلى خلايا إخوانية يأتمر بأمر المرشد.

لقد وضعوا كادرًا إخوانيًّا على رأس كل مدرسة، ومؤسسة، واتحاد، ونقابة، ومنظمة، وجامعة، ومركز شباب.

رأيناهم يحكمون مصر بالحديد والنار منذ عام 2012 حتى 30 يونيه 2013، قمعًا وديكتاتوريةً وإرهابًا لكل من اختلف معهم في وجهات النظر، رأيناهم يسيطرون على كل شيء، ويُبعدون كل الأحزاب والتيارات الأخرى عن الحكم.

سيطروا على البرلمان والنقابات والمؤسسات والاتحادات خلال هذا العام الذي سرقوا فيه مصر من المصريين، أرادوا تقزيم الأزهر، وتعيين القرضاوي شيخًا للأزهر الشريف بدلًا من الدكتور أحمد الطيب، لكنَّ تخطيطهم آل إلى الفشل الذريع.

وجدناهم يكرهون الجيش المصري، والقضاء المصري، والشرطة المصرية، ويتحالفون مع الصهاينة والغرب لعمل جيش موازٍ، وقضاء موازٍ، وشرطة موازية.

رأيناهم يجعلون سيناء مقرًّا ومركزًا لتجمعات الإرهابيين من القاعدة، والدواعش، والجماعة الإسلامية، والجهاد، والتكفير والهجرة، وحزب الله اللبناني، وحماس الإخوانية، وغيرها من جماعات الإسلام السياسي.

رأيناهم يقولون للمصريين إمّا أن نحكمكم أو نقتلكم، رأيناهم يسرقون آثار مصر، وتاريخها وثقافتها، ويبيعونها للأتراك والقطريين والصهاينة بأبخس الأثمان.

إن أكبر حسنةٍ وإنجاز لثورة 25 يناير، هي كشف وتعرية وفضح جماعة الإخوان أمام المصريين والعرب والمسلمين والعالم كجماعة إرهابية، لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد، وأنها جماعة انتهازية ترفع راية الدين للاتِّجار به، ولتحقيق مصالحها السياسية في الحكم الديكتاتوري القمعي على غرار إبادات محاكم التفتيش للمسلمين في الأندلس.

عامٌ واحدٌ فقط خرجتْ فيه أمعاء الإخوان للعالم .. المكتظة بالعفن، عامٌ واحدٌ فقط، سقطت فيه الجماعة إداريًّا وأخلاقيًّا ودينيًّا وسياسيًّا وتنظيميًّا وبأيدي قياداتها التي لم تمتلك أية موهبة أو كفاءة أو جدارة علمية على الإطلاق.

وماتزال الجماعة في كهوفها المظلمة في: قطر، وتركيا، والسودان، ولندن، وواشنطن، وألمانيا، وسويسرا، وغيرها من معاقل الإرهاب .. تنتحر سياسيًّا، وإداريًّا، وتنظيميًّا، ولوجستيًّا؛ بفعل اتخاذها الإرهاب طريقًا سيقودها إلى الانتحار والذوبان والزوال والتلاشي، بعد أن تم تصنيفها جماعة إرهابية على الصعيد العالمي.

فخلال عام 2012م؛ ظهرت فضائح الإخوان المسكوت عنها، وعرف المصريون تاريخهم الأسود بعد أن رأوا عيانًا وجهارًا إرهاب الإخوان عام2012م ووأدهم لكل من يختلف معهم في الرؤية السياسية.

يتضمن سِجل الإخوان آلاف الفضائح والخبايا والخفايا التي أظهرتها ثورة يناير بكل التفاصيل والتي لازال العديد منها لم يجد اجابة عليها حتى الأن.

ومن بين تلك التساؤلات متى بدأت علاقة الإخوان بالإنجليز؟ وكيف توطَّدت علاقة الإخوان بالأمريكان؟ وهل كان الإخوان حقًّا صناعة صهيونية؟ ومتى بدأت العلاقات السرية بين الإخوان وإسرائيل؟ ومتى بدأت علاقة الإخوان بالوهابيين؟ وما سر اختيار الإسماعيلية كنقطة انطلاق لتنظيم الإخوان؟ ولماذا حاول الإخوان اغتيال عباس العقاد؟

ولماذا تخلص الإخوان من الشيخ الباقوري طيب الله ثراه؟ ولماذا يكره الإخوان الشيخ الغزالي؟ ولماذا يحارب الإخوان الأزهر الشريف؟ ولماذا مدح الشيخ حسن البنا الملك فؤاد، والملك فاروق؟ وماذا وراء زيارة سيد قطب الغامضة لأمريكا؟ ولماذا حاول الإخوان القضاء على الدولة المصرية العريقة؟ وما هي قصة المصاريف السرية لصحافة الإخوان؟

ولماذا ينحاز الإخوان إلى الحُكّام ضد الشعوب؟ وهل كان للإخوان دور في حريق القاهرة؟ وهل صحيح أن الإخوان كانوا يدلُّون الصهاينة على مواقع الجيش المصري في حرب 1948م؟ وما قصة الإخوان مع الانقلابات العسكرية الفاشلة التي خطَّطوا لها للقضاء على ثورة يوليو؟ ولماذا حاربها الإخوان بكل ضراوة؟

ولماذا انحاز الإخوان إلى محمد نجيب ضد عبد الناصر ثم انقلبوا عليه، وأجبروه على تقديم الاستقالة؟ ولماذا وقفوا إلى جانب عبد الناصر ثم مكروا به؟ وما هي أسرار وكواليس رفض الإخوان لاتفاقية جلاء الإنجليز عن مصر؟

ولماذا كفَّر السلفيون الإخوان؟ ولماذا هاجم الشيخ القرضاوي .. سيد قطب؟ ولماذا ألَّف الشيخ ياسر برهامي كتابًا في الهجوم على الإخوان؟ ولماذا تبرَّأ العلماء من الإخوان؟

ولماذا سعى الإخوان إلى التغلغل في النقابات والأحزاب؟ وما هي الجهات التي تُموِّل الإخوان قديمًا والآن؟ وكيف بدأت علاقة الإخوان بالماسونية والصهيونية العالمية؟ ولماذا ينحاز الإخوان إلى الرأسمالية ويحاولون التخلص من القطاع العام، ومحاربة الفقراء؟ ولماذا أيَّد الإخوان اتفاقية (كامب ديفيد) في الوقت الذي رفضتها جميع الأحزاب والقوى الوطنية؟ ولماذا يستأجر الإخوان البلطجية؟ وما هو سر عداء الإخوان الشديد لدستور عام 1923م؟

ولماذا حاول الإخوان هدم صرح القضاء، ومحاصرة المحكمة الدستورية؟ ولماذا قال حسن البنا: هؤلاء ليسوا إخوانًا، وليسوا مسلمين؟ ومَن وراء اختيار الهضيبي مرشدًا بعد البنا، مع أنه لم يكن عضوًا في الجماعة؟ وما هي أسرار جيل السبعينيات الإخواني؟ وما هي قصة التنظيم الدولي للإخوان؟ وكيف سطا القطبيون على قيادة الجماعة؟ وهل للإخوان دور في حريق المجمع العلمي؟ ولماذا لجأ الإخوان إلى لعبة صناديق الانتخابات، وتجاهلوا كتابة الدستور أولًا؟ وهل للإخوان أجندة سريَّة لتركيع، وتقزيم دور مصر الإقليمي؟

وهل جاء الإخوان لتطبيق وتنفيذ سياسة الشرق الأوسط الجديد في المنطقة لحساب واشنطن؟ ولماذا يكره الإخوان مصر؟ ولماذا يريد الإخوان بيع آثار مصر التي لا تُقَدَّر بثمن؟ وما سر حملة الإخوان المغرضة لقصف وسائل الإعلام؟ وما هي قصة (أخونة) مصر بالخطف والقهر؟ ولماذا ترك الإخوانُ .. الإرهابيين يستولون على سيناء عام2012؟

ولماذا تشبَّث الإخوان بمقاعد الحكم، بينما رفضهم الشعب المصري وأسقطهم؟ وما هي أسباب سقوط الإخوان السريع والمفاجيء؟ وهل يمكن أن تقوم لهم قائمة بعد هذه الهزيمة المخزية؟ وهل سيتم حل الجماعة إلى الأبد؟ ومتى يتم انتهاء هذه المسرحية العبثية في الوطن العربي بلا رجعة؟