«فوربس» تكشف تفاصيل مرعبة بعد تصاعد العنف في إثيوبيا
أعدت مجلة فوربس الأمريكية تقريرا خاصا عن تدهور أوضاع الأطفال والأسر في إقليم تيجراي، بسبب الصراع بين القوات الحكومية الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي، والذي أدى لحدوث مجاعات وسوء تغذية شديد ونزوح آلاف المواطنين.
وبدورها، أصدرت اليونيسف نداء عاجلا لتقديم الدعم لتكثيف جهود الإغاثة في الإقليم المنكوب بالحرب والدمار حيث نشرت فوربس الأمريكية صور لطفلة تعاني من سوء التغذية الشديد جالسة في حجر أمها في مركز علاج تدعمه اليونيسف في ميكيلي، إقليم تيجراي، وأيضا صور أخرى لطفل يعاني من سوء التغذية الحاد يتلقى الرعاية في وحدة تحقيق الاستقرار التي تدعمها اليونيسف في مستشفى في ميكيلي، فضلا عن صور لأم تيجرانية تعتني بطفلها المصاب بسوء التغذية الحاد في وحدة تحقيق الاستقرار التي تدعمها.
فقدان الأمن الغذائي
وأسفر الصراع المستمر إلى انتشار انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، حيث أدى إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، حيث أكدت مراسلة المجلة من خلال حديثها مع الطفل شوموي، 10 أعوام، الذي يعيش مع أسرته في بلدة ييشيلا بوسط تيجراي، المنطقة التي شهدت قتالا عنيفا بسبب الصراع الدائر في شمال إثيوبيا إن منزل الطفل احترق خلال القتال وهم يقيمون مع عائلاتهم الكبيرة في معسكرات الإيواء، وكان والد الصبي، بارهي أتسما، يستغل فترة التوقف في القتال المسلح لزراعة أرضه فيما التقط شوموي بيده شيئا مثيرا للفضول تبين أنه قنبلة يدوية انفجرت فجأة فأصابت ساقه وقتلت صديقه في مستشفى آيدر في ميكيلي.
تهديد الأطفال
وأكدت مجلة فوربس أنه منذ اندلاع القتال منذ أكثر من عام ونصف وهناك ذخائر غير منفجرة هو مجرد واحد من العديد من التهديدات التي يتعرض لها الأطفال في تيجراي، بسبب الأزمة المستمرة وذلك لقي عشرات الأطفال حتفهم جوعا، وتعرض كثيرون أكثر للخطر حيث امتد الصراع الأهلي إلى مناطق أعمق في عفر وأمهرة، مما عانى عشرات الآلاف من الأطفال العالقين في النزاع في إثيوبيا من سوء تغذية الحاد مع السماح بصعوبة بالوصول إلى بعض المناطق الأكثر تضررا.
وأعربت اليونيسيف، عن مخاوفها بشأن مدى انتشار سوء تغذية الأطفال، وبموجب بيانات التحقيق الذي أجريت في يوليو الماضي، قدرت اليونيسف أن 100,000 طفل معرضون لخطر سوء التغذية الحاد والوخيم على مدى الاثني عشر شهرا القادمة، أي 10 أضعاف متوسط عدد الحالات السنوي في البلاد في الظروف المعتادة".
سوء التغذية للنساء الحوامل
أعلنت اليونيسف في نهاية أكتوبر الماضي، أن 80 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد في تيجراي وعفر وأمهرة، كما تبين أن ما يقرب من نصف النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية الحاد أيضا، وبذلك يزيد من مخاطر الحمل والمضاعفات المرتبطة بالولادة كما يزيد سوء التغذية أثناء الحمل من مخاطر ولادة طفل منخفض الوزن عند الولادة وهؤلاء المواليد عرضة للمرض والوفاة.
وهناك خطر يهدد الملايين من الأرواح مع تصاعد الصراع والأزمات المتعددة في تيجراي، إلى أن سوء التغذية هو مجرد قضية واحدة من العديد من القضايا التي يعيشها الإقليم، فهناك ما يقدر بنحو 3 ملايين امرأة وطفل بحاجة إلى خدمات الحماية في حالات الطوارئ، علاوة على 2.7 مليون طفل في سن المدرسة خارج المدرسة، مع 240 مدرسة تستخدم لإيواء العائلات النازحة و2500 مدرسة أخرى تضررت كليا أو جزئيا، ومع هدم وتدمير مئات المرافق الصحية أو إغلاقها ونزوح آلاف العاملين الصحيين.
إلى ذلك، هناك صعوبات تواجه ملايين الأشخاص إلى إمكانية الوصول حتى إلى الرعاية الأساسية؛ حوالي 855000 طفل دون سن الخامسة لا يحصلون على التطعيمات الروتينية، ويؤدي هذا الاكتظاظ في مواقع النازحين داخليا إلى تفاقم ظروف الصرف الصحي والنظافة السيئة، مما يزيد من خطر الإصابة بالكوليرا وتفشي الأمراض الأخرى.
تقديم الخدمات الأساسية
وهناك صعوبة في الوصول إلى المحتاجين، ومن جهة أخرى تحاول اليونيسف دعم فرق الصحة والتغذية المتنقلة لتقديم الخدمات الأساسية، إضافة إلى توفير التعليم -الرسمي وغير الرسمي -عبر المناطق المتضررة من حالات الطوارئ في إثيوبيا.
كما يتم إنشاء فصول دراسية مؤقتة في معسكرات النازحين، وإعادة فتح المدارس، وتوفير المواد التعليمية وتدريب المعلمين، من بين تدابير أخرى، حيت تم الوصول إلى إجمالي 177687 طالبا -48 في المائة منهم من الفتيات من خلال هذه الجهود حتى الآن.