السفير جمال بيومى يعدد ايجابيات قمة جدة
أشعلت قمة جدة الأجواء.. و لما لا ، فقد شكلت فارق في العلاقات بين الدول العربية وواشنطن ، فقد سبقها تراجع أمريكي عن إهمالها المتعمد لمنطقة الشرق الأوسط ،وسبقها أيضاً إستقبال فاتر من ولي العهد السعودي للرئيس الأمريكي، ومبادرة عربية بمواقف مسبقة عكس الأجندة الأمريكية التي كانت تتبناها إدارة بايدن.
ونتج عنها عودة بايدن خاوي اليدين عقب لقائه مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي و مصر و الأردن و العراق ، فلا حلف عسكري عربي مع دولة الإحتلال ، وايضاً لا زيارة نفطية بعيداً عن قرارات تحالفات أوبك و أوبك بلس.
وهذا يعد تغييرا مهما نجحت فيه الدبلوماسية العربية، من خلال إتخاذ خطوات تتوافق مع أولوياتها، حتى وإن كانت لا تتوافق مع الرغبات الأمريكية.
وهو ما يعتبر أيضا ، لفت نظر للولايات المتحدة الأمريكية للإنتباه أن عصر الهيمنة على مصير الدول لم يعد واقع الآن، وأن أولوياتها ليست فرض على العالم شرقاً و غرباً.
وهذا ما أكده السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق خلال تعليقه على قمة جدة لجريدة الديار، حيث أوضح أن القمة تعد انتصار للدبلوماسية المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام بدون أدنى شك .
وقد أرجع الدبلوماسي المصري و مستشار الأمين العام للجامعة العربية ذلك ، إلى أن الرئيس جو بايدن آتي إلى القمة بجدول أعمال بعيداً عن الاهتمامات العربية ، يتضمن حلف عسكري عربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران ، وهو ما لم يوافق عليه القادة العرب.
حيث أفاد السفير جمال بيومي أن التواجه الأمريكي ، يعد "بمثابة الإشارة إلى العدو الخطأ" ، موضحاً أن الحديث من قبل أمريكا أن إيران هي العدو، لكن الحقيقة أن المحتل هي إسرائيل ، و هي أيضا من تمتلك أسلحة نووية ، فـ كيف تقيم تحالف عسكري مع دولة الإحتلال ضد إيران.
وعلى إثر ذلك فقد أشاد الدبلوماسي و مساعد وزير الخارجية الأسبق بالموقف المصري حول تلك الرغبة الأمريكية من هذا الحلف ، الذي تمثل في إعلان الخارجية المصرية بعدم إقدامها على أي تحالف عسكري ضد إيران ،وهو ما لاقى ترحيب واسع من طهران ، بجانب الإعلان الممثل من الدول العربية للموقف ذاته تجاه إيران.
ووفقاً لهذا فقد عبر السفير جمال بيومي عن رأيه ، أن القادة العرب قبل قمة جدة ، نجحوا في محاصرة الرغبات الأمريكية و أجندة الرئيس بايدن.
كما رأى مستشار أمين عام الجامعة العربية الأسبق ، أن قمة جدة بمثابة تدليل على تراجع الهيمنة الأمريكية ، حيث جعلت الولايات المتحدة تدرك أن هناك أصوات أخرى في العالم ،وتعد أيضا إشعار لأمريكا بأن لا تنفرد بإتخاذ القرارات للعالم.
وأشار السفير جمال بيومي أيضا إلى أن قمة جدة ، كانت بمثابة تحقيق خطوات عربية سليمة و موقف متوازن ، وذلك نتيجة التنسيق العربي المسبق.
وتحدث الدبلوماسي المصري أيضا عن مستقبل دولة الإحتلال الإسرائيلي في المنطقة ، وذلك بالنظر إلى اعتداءاتها على كل الدول المحيطة بها ، إلا أن تزايد أعداد العرب في دولة الإحتلال و بإستمرار هذا سيمثلون الأغلبية، وهو ما يعد خطر على دولة الإحتلال، و هذا ما يفسر تمسك بايدن بحل الدولتين حتى يمكن المحتلين من أن يكون لهم دولة.