سياسي لـ«الديار»: توافق دولي لعدم سقوط بيروت
بدأ أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، زيارة إلى لبنان لمدة 4 أيام تنتهي غدًا الأربعاء؛ لبحث الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية الراهنة في بيروت، إذ التقى جميع المسئولين، داعيًا إياهم إلى العمل معًا لحل الأزمة، كما دعا المجتمع الدولي إلى "تعزيز دعمه للبنان".
توافق دولي لعدم سقوط لبنان
وقال محمد سعيد الرز، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، إن هناك توجها دوليا الآن، متوافقا مع موقف عربي شبه كامل، بعدم السماح لسقوط الدولة اللبنانية ومؤسساتها، رغم أنها مصنفة دولة فاشلة حسب التقييم العالمي.
وتابع أن التفسير الأقرب إلى الواقع في هذه المفارقة هو أن العالم بمعظمه مدرك أن القائمين على إدارة الدولة اللبنانية هم الفاشلون؛ ما يقتضي العمل على تغييرهم بعد 30 سنة من تناوبهم على حكم الدولة.
التغيير اللبناني عبر الانتخابات النيابية
وأكد الرز، في تصريح خاص لـ"الديار"، أن لبنان لا ينفع معه التغيير بانقلاب عسكري، ولا بثورة شعبية على غرار ثورات الربيع العربي؛ نظرا لحساسياته الطائفية وتوظيفها في المعادلة الداخلية.
وقال إن طريق التغيير المتاح يمر تدريجيا عبر الانتخابات النيابية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة أصرا على إجراء هذه الانتخابات في مواعيدها الدستورية تحت التهديد بمعاقبة دولية لمن يعرقل إجرائها.
3 ملفات مهمة في زيارة جوتيريش إلى لبنان
وشدد على أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حمل، خلال زيارته للبنان، ثلاثة ملفات أولها التعهد الأممي بتقديم المساعدات للشعب اللبناني ومؤسساته من دون المرور بالطبقة السياسية الحاكمة.
وأكد أن هذه المساعدات تشمل تعزيز مؤسسة الجيش اللبناني سواء مباشرة أو من خلال قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان وتطال التجهيزات وصولا إلى رواتب القوات المسلحة التي وصلت إلى ربع ما كانت عليه قبل الانهيار المالي الحاصل.
وتابع أنه يضاف إليها إعادة جدولة وترتيب المساعدات الأممية للنازحين السوريين إلى لبنان، مع التأكيد على بذل الجهود لإعادتهم إلى سوريا حسب المناطق الآمنة.
وعن الملف الثالث فيشمل مساعدة لبنان على استئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية والبرية لاحقًا مع الكيان الإسرائيلي، وهذا الملف شائك وتدخل فيه استثمارات سياسية متعددة تتراوح بين اعتبار خط الحدود البحري هو النقطة 23 أو النقطة 29، امتدادًا بريًا إلى مزارع شبعا المحتلة، وفق قول الرز.
الانتخابات النيابية في لبنان
وبشأن موضوع الانتخابات النيابية في لبنان، ألمح جوتيريش إلى وجود توجه فرنسي أمريكي مشترك لفرض عقوبات على من يعرقلها تطال الصف الأول وليس فقط المساعدين والمستشارين بما في ذلك تجميد أموالهم في المصارف الأوروبية والأمريكية.
وقد تباحث رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذه الأجواء والمعلومات؛ داعيًا إلى إلغاء الشروط على انعقاد جلسات الحكومة؛ كي تستطيع ممارسة مهامها في الإشراف على الانتخابات المرتقبة في شهر مايو المقبل وفي التفاوض مع صندوق النقد الدولي وفي تجميد الانهيار الحاصل على مختلف الصعد، وفق قول محمد سعيد الرز، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني.